تسونامي التشرميل وشلال الاعتداءات الإجرامية العنيفة مع تنامي السلوكات اللامدنية بشوارع المدن وبالفضاء العام، ليست سوى تحصيل حاصل لما زرعه المغرب خلال سنوات من تدبير الشأن العام.
.
المغرب يحصد اليوم تبعات تفريخ حوالي 5 ملايين شاب بدون تعليم وبدون تكوين مهني وبدون أي مؤهل ولو بسيط، بشكل يجعل 12% من سكان المغرب خارج أي منظومة: تعلق الأمر بمنظومة التربية أو التشغيل أو التهذيب أو القابلية لتعلم "صنعة ما".
ومن الطبيعي أن الدولة التي تنتج سياستها الإقصائية 5 ملايين شاب ( بين 15 و 34 سنة)، بدون أي "صنعة" أو "ديبلوم"، تكون عرضة لموجات من الانحراف العنيف وللتشرميل الفظيع وللسلوكات اللامدنية المنحطة، والذين لا تنفع معهم دروس الوعظ والإرشاد ولا حملات "لارافل" ولا الإيداع بالسجن.
فمهما جهزنا القوة العمومية بالعدة والعتاد ( سواء كانت شرطة أو درك أو قوات مساعدة أو مندوبية السجون)، فلن يقود ذلك إلى وقف المد الإجرامي العنيف ووضع حد للتباهي بالسيوف و"الشواقر" و"جناوة"، خاصة بعد استقالة الكثير من الأسر عن دورها لكون معظم أرباب الأسر "مضاربين مع الزمان"، وبعد أن "حطت الأحزاب سلاحها" في تأطير المجتمع بعد أن تمرغت في وحل الغنائم، وبعد أن انكمش دور العديد من الجمعيات في احتضان الناشئة وتعبئتها في دور الشباب وفي مراكز الثقافة وفي باقي فضاءات التنشئة بسبب بزولة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
"الموس وصل للعظم" بالنسبة للجيل الحالي، ولا يظهر في الأفق ما يمكن أن يوحي بإمكانية إنقاذ هذه الفئة، لكن إن لم تتعظ الأجهزة العمومية وتستخلص الدرس من هذه الأرقام الصادمة، فبعد خمس سنوات أو ما يزيد قليلا، سيصبح المغرب يعاني ليس من وجود 5 ملايين "لغم بشري"، بل سيكون المغرب أمام 10 ملايين من "الألغام البشرية"، أي 10 ملايين من المشرملين المقصيين من كل منظومة تعليمية ومن كل منظومة للتكوين المهني. أي سيصبح المجموع هو 24 % من سكان المغرب مؤهلين للانزلاق نحو "عقيدة السيوف والبوفا والقرقوبي"، بدل اعتناق عقيدة احترام الآخر والمساهمة في ماكينة الاقتصاد الوطني والمساهمة في إنتاج الثروة.
.
المغرب يحصد اليوم تبعات تفريخ حوالي 5 ملايين شاب بدون تعليم وبدون تكوين مهني وبدون أي مؤهل ولو بسيط، بشكل يجعل 12% من سكان المغرب خارج أي منظومة: تعلق الأمر بمنظومة التربية أو التشغيل أو التهذيب أو القابلية لتعلم "صنعة ما".
ومن الطبيعي أن الدولة التي تنتج سياستها الإقصائية 5 ملايين شاب ( بين 15 و 34 سنة)، بدون أي "صنعة" أو "ديبلوم"، تكون عرضة لموجات من الانحراف العنيف وللتشرميل الفظيع وللسلوكات اللامدنية المنحطة، والذين لا تنفع معهم دروس الوعظ والإرشاد ولا حملات "لارافل" ولا الإيداع بالسجن.
فمهما جهزنا القوة العمومية بالعدة والعتاد ( سواء كانت شرطة أو درك أو قوات مساعدة أو مندوبية السجون)، فلن يقود ذلك إلى وقف المد الإجرامي العنيف ووضع حد للتباهي بالسيوف و"الشواقر" و"جناوة"، خاصة بعد استقالة الكثير من الأسر عن دورها لكون معظم أرباب الأسر "مضاربين مع الزمان"، وبعد أن "حطت الأحزاب سلاحها" في تأطير المجتمع بعد أن تمرغت في وحل الغنائم، وبعد أن انكمش دور العديد من الجمعيات في احتضان الناشئة وتعبئتها في دور الشباب وفي مراكز الثقافة وفي باقي فضاءات التنشئة بسبب بزولة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
"الموس وصل للعظم" بالنسبة للجيل الحالي، ولا يظهر في الأفق ما يمكن أن يوحي بإمكانية إنقاذ هذه الفئة، لكن إن لم تتعظ الأجهزة العمومية وتستخلص الدرس من هذه الأرقام الصادمة، فبعد خمس سنوات أو ما يزيد قليلا، سيصبح المغرب يعاني ليس من وجود 5 ملايين "لغم بشري"، بل سيكون المغرب أمام 10 ملايين من "الألغام البشرية"، أي 10 ملايين من المشرملين المقصيين من كل منظومة تعليمية ومن كل منظومة للتكوين المهني. أي سيصبح المجموع هو 24 % من سكان المغرب مؤهلين للانزلاق نحو "عقيدة السيوف والبوفا والقرقوبي"، بدل اعتناق عقيدة احترام الآخر والمساهمة في ماكينة الاقتصاد الوطني والمساهمة في إنتاج الثروة.