الجمعة 11 إبريل 2025
اقتصاد

أيها المضاربون.. خذوا الصفقات واتركوا لنا السردين في رمضان

أيها المضاربون.. خذوا الصفقات واتركوا لنا السردين في رمضان نمودج لأطباق السّردين
 أكثر من 30 وجبة لأطباق السّردين يتفنن فيها المطبخ المغربي:
 
من المؤكد أن افتضاح أمر المضاربين والمحتكرين لسمك السّردين لعب دورا أساسيا في هبوط سعر البيع بالتقسيط إلى ما بين 6 و8 دراهم، بعدما اطلع شعب الفيسبوك على ثمنه بمختلف أسواق الجملة بسواحلنا البحرية وموانئ الصيد والذي لا يتعدى بالكاد ثلاث دراهم.
 
بطبيعة الحال إن تجندت مختلف اللجن والسلطات المحلية بكل اختصاصاتها، سينعم لا محالة الفقراء والبسطاء بوجبات وأطباق سمك السّردين اللذيذة والمتنوعة بتوابلها الساحرة والشهية التي تتسلل إلى خياشيم المارّة والعابرين بين الأحياء والأزقة والدروب خلال شهر رمضان قبل إعلان آذان المغرب، حيث يبدع المطبخ المغربي فيها وخصوصا ناس أسفي على سبيل المثال لا الحصر، أكثر من 30 وجبة مختلفة الإعداد والتقديم على موائدهم الرمضانية وطيلة السنة. 
 
هَا الْمَشْوِي على الْفَاخَرْ شْرَكْ وَكْوَارِي بالأرز، معطر بنكهة شحم الأغنام، هَا الْمَشْوِي في الفرَّان، هَا الْمَقْلِي ولَمْبَخَّرْ... أُوزِيدْ وزيد "حْتَّى لْسِيدِي بُوزِيدْ" هَا طبق الطَّاجِينْ بِالَكْوَارِي أُو بِالشْرَكْ لَمْصَفَّفْ في لَاطَةْ بالخضر المناسبة مثل الفلفل والطماطم والزيتون والبطاطس... وتفنن متعدد الأشكال والأنواع.
 
 هل فعلا "الْحُوتْ فِي الْليَالِي مَا يَكْلُو ِغيْر الدُّو مَالِي"؟
 
في سياق متصل ينتصب سؤال حارق يرتبط بجود وطراوة الأسماك البيضاء ذات السّومة العالية والتي لا تتناسب مع القدرة الشرائية لعامة الناس، حيث يتم تهريبها من طرف "مول الشكارة" ويتم احتكارها عبر وسائل التبريد والتجميد في مبردات ضحمة "الْحُوتْ الْكُونْجُولِي" إلى حين حلول شهر رمضان لبيعها بـ "الضَّرْبَةْ لِلنِّيفْ" للزبناء المحتملين والمفترضين؟
 
في هذا السياق علمت جريدة "أنفاس بريس" أن الأسماك المجمدة في المبردات الكبيرة بمدينة الدار البيضاء والتي يتم اقتنائها بالجملة من طرف كبار التجار واحتكارها، في وقت تكاثر هذا النوع من الأسماك البيضاء بسواحل مدينة الداخلة، تعود مجمدة للمواطنين للمضاربة فيها، في الوقت المناسب كلما كانت الفرصة مواتية لهم دون حسيب أو رقيب.
 
وارتباطا بهذا الموضوع شدد أحد العارفين بمسار ومسالك هذا النوع من الاحتكار على أن هناك فئة من الإنتهازيين متخصصين في اقتناص مثل هذه الغنائم البحرية، ويشتغلون بهذه الطريقة كلما كان خير البحر عميما ووفيرا، حيث يحتكرون الأسماك البيضاء داخل المبردات وتجميدها إلى حين قدوم شهر رمضان لطحن المواطن البسيط.
 
وتساءل نفس المتحدث بقوله، "لماذا لا ينتفع الناس بتلك الأسماك البيضاء في مناسبات وفرتها، ولماذا يختارون تجميدها، رغم أنها تفتقد للطعم والجودة والطراوة؟ وطالب قائلا: "سأوجه خطابي لعموم المغاربة بالاقتصار على سمك السردين الذي قامت السلطات المحلية بتحديد سعره بالتقسيط لكافة المواطنات والمواطنين لمواجهة أخطبوط فساد الصيد البحري، وعدم شراء الأسماك البيضاء المجمدة التي ستوزع بالأسواق المغربية مع حلول شهر رمضان". 
 
وتأسف ضيف الجريدة على هذا السلوك الإنتهازي الذي يطال كل منتوجاتنا الزراعية والفلاحية والبحرية من خضر وفواكه ولحوم حمراء وبيضاء، إلى جانب احتكار مختلف السلع بهدف اقتناص فرص ارتفاع سلم الطلب وقلة العرض.