شهد المغرب منذ بداية عام 2025 سلسلة من الاعتقالات التي استهدفت أفرادًا أجانب متورطين في جرائم مختلفة، تراوحت بين الاتجار بالبشر والارهاب إلى الجرائم الاقتصادية والجنائية. هذه العمليات الأمنية تعكس التزام المغرب بتعزيز الأمن الداخلي ومحاربة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي.
في الثالث من يناير 2025، شهدت مدينة مراكش أول عملية أمنية، حيث تم توقيف شخص تونسي وسيدة مغربية بتهمة إعداد وكر للدعارة والاتجار بالبشر، بعد رصد إعلانات مشبوهة على الإنترنت. لم تكن هذه العملية سوى البداية، إذ تتابعت الاعتقالات في المدينة الحمراء بشكل لافت.
في 10 من يناير، تم اعتقال مواطن فرنسي في مراكش بسبب حيازته لجواز سفر مزور، وهو مطلوب دوليًا بتهم جنائية. وفي 3 فبراير، أوقفت السلطات شخصًا آخر، مواطنًا فرنسيًا، تنفيذًا لحكم قضائي يتعلق بمحاولة القتل العمد. كما فتحت الشرطة القضائية في 15 يناير تحقيقًا حول اعتداء جسدي تعرض له مواطن فرنسي من أصول مغربية، مما أسفر عن توقيف مشتبه بهما فرنسيين آخرين.
لعبت المطارات دورًا محوريًا في كشف العديد من الجرائم الدولية. في 12 يناير، تم توقيف مواطن تركي بمطار محمد الخامس الدولي بتهمة الارتباط بأنشطة إرهابية مسلحة، بعد وصوله من تونس.
وفي الأول من فبراير، نفذت السلطات الأمنية عملية أخرى في طنجة باعتقال ثلاثة مواطنين صينيين بتهمة قرصنة المكالمات الهاتفية.
مع دخول شهر فبراير، واصلت السلطات المغربية ملاحقة الجرائم المتعلقة بالتهريب والاقتصاد غير المشروع. في الحادي عشر من فبراير، تم توقيف مواطن فرنسي من أصول تونسية في مطار مراكش بتهمة التهريب الدولي للمخدرات، بينما اعتُقل مواطن كويتي في اليوم التالي بتهمة ارتكاب جرائم مالية واقتصادية.
لم تتوقف الجهود عند هذا الحد، إذ تم في 22 من فبراير توقيف مواطن فرنسي من أصول جزائرية بتهمة الارتباط بشبكة إجرامية للتهريب. وفي اليوم التالي، اختتمت هذه السلسلة من الاعتقالات بتوقيف مواطنين فرنسيين مطلوبين دوليًا، مما يعكس التنسيق العالي بين السلطات المغربية والأجهزة الأمنية الدولية.
تُظهر هذه العمليات الأمنية مدى التعاون الوثيق بين المغرب والمنظمات الدولية مثل الإنتربول، بالإضافة إلى الشراكات الثنائية مع الدول الأخرى. هذا التعاون ساهم بشكل كبير في تعقب المطلوبين دوليًا وكشف شبكات الجريمة المنظمة التي تحاول استغلال المغرب كنقطة عبور أو وجهة نهائية لأنشطتها.
“الوطن الآن“ تستعرض كرونولوجيا سقوط الأجانب في شباك الأجهزة الأمنية خلال الشهور الأولى من سنة 2025.