الجمعة 21 فبراير 2025
فن وثقافة

“أنفاس بريس” تنعش "ذاكرة رمضان" بلقاح المصالحة مع تاريخ شخصيات مغربية فاعلة ومتألقة في مجالها

“أنفاس بريس” تنعش "ذاكرة رمضان" بلقاح المصالحة مع تاريخ شخصيات مغربية فاعلة ومتألقة في مجالها الزميل أحمد فردوس (يمينا) وحسين العمراني (يسارا)

قدمت جريدة "أنفاس بريس" خلال شهر رمضان الفارط ـ سنة 1445 هجرية الموافق لسنة 2024 ميلادية ـ لقرائها الأوفياء سلسلة من حلقات "ذاكرة رمضان" توثق لأهم وأبرز الأحداث التي وقعت خلال شهر رمضان منذ فجر تاريخ المغرب الإسلامي إلى المغرب المعاصر، تم إعداد حلقاتها من طرف الزميل أحمد فردوس، بتنسيق مع الكاتب والإعلامي الحسين العمراني الذي قام بجمع معطياتها ومعلوماتها وتوثيقها استنادا على العديد من المراجع والوثائق والإصدارات.

 

السلسلة التوثيقية السابقة من "ذاكرة رمضان" وحسب عدة شهادات، أبرزت عبقرية المغاربة عبر التاريخ، وجعلت المعلومة التاريخية في متناول الناشئة بأسلوب سهل ومشوق. كما أنها كشفت على أهم الأحداث الوطنية، خاصة تلك التي وقعت في شهر رمضان منذ فجر تاريخ المغرب الإسلامي إلى العصر المعاصر، حيث قلما نعطي لتاريخنا مساحات في إعلامنا البصري لاستحضار مخزوننا التاريخي الذي يعتبر مصدر قوتنا وبه نكرس الانتماء لذواتنا وبوطننا، على اعتبار أن الوطنية الصادقة، والمواطنة الإيجابية بذورها الأولى يجب أن تكون من تربة الوطن، من ماضيه التليد. إذ لا يمكن أن نعايش تحديات الحاضر وإكراهات المستقبل إن لم يكن لنا ماض نستمد منه الدلالات والعبر.

 

سلسلة حلقات "ذاكرة رمضان" للسنة الماضية بجريدة "أنفاس بريس" سافرت بالقارئ ـ 30 يوما ـ عبر تاريـخ المغرب والأندلس واسترجعت من خلالها حضارة الأمة المغربية، حيث سلطت الضوء على ما تختـزنه وتوثقه العديد من الوقائع والأحداث التاريخية التي كان شهر رمضان مسرحا لها، بعدما وقفنا يوميا خلال الشهر الفضيل لسنة 1445 هجرية، عند ملامح من منجزات شخصيات مغربية تركت الأثر ببصماتها الخالدة، الشاهدة على ذاكرة العصر.

 

لقد سافرنا في السنة الماضية خلال شهر رمضان بالقارئ عبر تاريخ بلده، ونفضنا الغبار عن وقائع تاريخية لازالت راسخة في الذاكرة المغربية عبر عدة قرون. وقد كان من باب الصدف الإيجابية أن تعرف بلادنا العديد من المحطات التاريخية تزامنت مع شهر رمضان، برمزيته الروحية والدينية ودلالاته القدسية، وتنوعت هذه الأحداث ما بين الديني والثقافي والرياضي والسياسي والفني والعمراني.

بحول الله في هذه السنة ـ 1446 هجرية الموافق لـ 2025 ـ اختارت جريدة "أنفاس بريس" أن تسافر بالقراء عبر ذاكرة رمضان لتسترجع معهم ملامح أخرى من تاريخ شخصيات مغربية وُلدت وأخرى رحلت في شهر المغفرة والرحمة.

لماذا النبش في ذاكرة شهر رمضان الفضيل؟

يُقال إن الذاكرة المغربية ضعيفة، وأن التاريخ يُكتب ثم يُنسى، كأن الذين أسهموا في بناء أمجاد هذه الأمة وتركوا بصماتهم في ميادين العلم والثقافة والفن والرياضة كانوا مجرد ظلال عابرة، تختفي مع غروب شمس حياتهم. لكن هل فعلاً هذا هو مصير من سبقونا؟ هل يُعقل أن تمحى أسماء سطعت في سماء الحضارة وتُنسى مع مرور الأيام؟

من أجل استعادة الذاكرة وحفظ ملامح من رحلوا

في كل عام، نفقد أسماء كانت حاضرة في الذاكرة لفترة من الزمن، بينما يذبل بعضها ويصبح من الماضي البعيد. تمر الأيام، وتتبدل الأجيال، ويبقى قلة من هؤلاء في ذاكرة البعض، رغم أن الذاكرة ليست مجرد لحظة عابرة، بل هي روح حية تمتد عبر الأزمان تحفظ من خلالها ملامح من رحلوا وتمنحهم حياة جديدة كلما استعدنا ذكراهم.

هنا يطرح السؤال: "ألم تلتقِ من قبل بأحد لم تراه منذ سنوات، وفور أن تراه تتذكر إسمه؟ هذه حقيقة تُثبت أن الذاكرة لا تنسى، بل نحن من نتناسى؟".

ذاكرة رمضان فرصة للتصالح مع التاريخ

مع قدوم شهر رمضان المبارك، الذي نستقبله بأيامه الفضيلة، نرى في ذلك فرصة للتصالح مع ذاكرتنا. فهو ليس مجرد شهر للصيام والعبادة، بل هو مناسبة لاستحضار بعض الشخصيات التي صنعت تاريخ وطننا.

فمن خلال سلسلتنا الرمضانية لهذه السنة ـ 1446 هجرية الموافق لسنة 2025 ـ بجريدة "أنفاس بريس"، سنعيد إحياء ذكرى أحداث فارقة وشخصيات عظيمة وُلدت وأخرى رحلت في هذا الشهر المبارك. سنتناول ملوكًا تركوا بصماتهم في تاريخ الحكم، وعلماءً أثروا الفكر والمعرفة، وفقهاء أسسوا مدارس اجتهادية، ومقاومون كان لهم دور كبير في مقاومة الإستعمار وقدموا تضحيات في سبيل حرية الوطن واستقلاله، أدباء وشعراء رسموا بالكلمات ملامح عصرهم، ورياضيين وفنانين حملوا اسم المغرب والأندلس إلى آفاق جديدة.

من قرطبة إلى فاس، ومن مراكش إلى غرناطة، شهـدت هذه الأرض ولادة عباقـرة ورحيل كبار، وكأن الزمان يختار هذا الشهر الكريم ليكرم فيه عباده، فيجعل لحظات قدومهم إلى الدنيا أو وداعهم لها تتـزامن مع أيـام الرحمة والمغفرة.

ذاكرة رمضان رحلة عبر التاريخ وفرصة لنفض الغبار وليس للنسيان

هذه الشخصيات ليست مجرد ذكريات، بل هي دروس حية نستلهم منها دروس حاضرنا ونرسم بها معالم مستقبلنا. على اعتبار أن رمضان ليس شهر النسيان، بل هو شهر الوفاء، ومن واجبنا أن نُحيي ذكراهم، وننفض الغبار عن صفحات مشرقة من تاريخنا، وأن نربط الحاضر بالماضي لنستفيد من تجارب الذين عاشوا ورحلوا تحت نور هذا الشهر المبارك.

 إن "ذاكرة رمضان" ليست فقط رحلة عبر التاريخ، بل هي دعوة للتأمل في عمق التجربة المغربية والأندلسية، ولإعادة الإعتبار لمن أسهموا في تشكيل هذا الإرث الثقافي العظيم حتى لا نقع في فخ النسيان، الذي يُقال إننا لا نملك سواه.

حلقات سلسلة ذاكرة رمضان توثق أيضا لشخصيات مغربية حديثة ولدت وأخرى توفيت في هذا الشهر العظيم خلال هذا القرن منهم الأحياء والأموات. شخصيات فاعلة ناجحة ومتألقة في مجالها

ملاحظة: من بين الصعوبات التي اعترضتنا ونحن نبحث في الماضي والحاضر عن تاريخ الميلاد والوفاة للعديد من الشخصيات التي بصمت بمسارها الوطني السياسي والفكري والفقهي والثقافي والفني وفي مجالات أخرى عديدة، هو غياب التسجيل أو التوثيق بالتاريخ الهجري عند الباحثين والكتاب والموثقين إلا قليلا، لاسيما في القرن الأخير وتحديدا منذ سنة 1900 ميلادية الموافق لـ 1318 هجرية "وممكن أكثر"، حيث لاحظنا أن الأغلبية يتعاملون بالتأريخ الميلادي ولا يعتمدون التاريخ الهجري، وطبعا تطلب منا هذا العمل مجهودا كبيرا لإيجاد تواريخ الميلاد والوفاة بالسنة الهجرية لعدة شخصيات.

 

في سياق متصل فقد اعتمدنا للوصول إلى تواريخ تقريبية، على محوّل التاريخ من الميلادي إلى الهجري الذي تعتمده وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب، ونتمنى صادقين أن نكون قد وفقنا في الوصول تقريبا إلى النتيجة الصحيحة.

 

لهذا نلتمس من كل المهتمين بـالنبش في "ذاكرة رمضان" تفاعلكم وتعاونكم لتزويدنا بما تتوفرون عليه من معلومات تخص ميلاد أو وفاة شخصيات مغربية في شهر رمضان .

 

المراسلة والإتصال باللبريد الإليكتروني: [email protected]

ترقبوا حلقات ذاكرة رمضان على موقع جريدة "أنفاس بريس"