فرضت ظاهرة إقالة المدربين نفسها بقوة في البطولة الاحترافية بقسميه الأول والثاني خلال الموسم الكروي الجاري بالمغرب. فقد أطاح الشطر الأول من الدوري الاحترافي لكرة القدم، في قسمه الأول، خلال الموسم الكروي الحالي 2024-2025، بمجموعة من المدربين، في مشهد يكرر نفسه كل موسم مع اختلاف في كلفة الانفصال الذي اختلف بين إقالة واستقالة وطلاق بـ”التراضي”.
“الوطن الآن” تسلط الضوء على رقصات المدربين في الدوري الاحترافي المغربي ومضاعفاته التقنية والمالية.
الرجاء الرياضي..خمسة مدربين في موسم النكسة
في المواسم الأخيرة، أصبحت إقالة المدربين سمة بارزة في الدوري المغربي لكرة القدم، مما يعكس تحديات تؤثر على استقرار الأندية وتطورها. الظاهرة امتدت للفرق الكبرى التي كانت في زمن قصير تراهن على الاستقرار التقني، قبل أن تتحول إلى مختبر تجارب.
“الوطن الآن” تسلط الضوء على رقصات المدربين في الدوري الاحترافي المغربي ومضاعفاته التقنية والمالية.
الرجاء الرياضي..خمسة مدربين في موسم النكسة
في المواسم الأخيرة، أصبحت إقالة المدربين سمة بارزة في الدوري المغربي لكرة القدم، مما يعكس تحديات تؤثر على استقرار الأندية وتطورها. الظاهرة امتدت للفرق الكبرى التي كانت في زمن قصير تراهن على الاستقرار التقني، قبل أن تتحول إلى مختبر تجارب.
حطم فريق الرجاء الرياضي، الرقم القياسي في إقالة المدربين هذا الموسم، بعدما انفصل عن المدرب الألماني زينباور الذي قاد الفريق الأخضر للظفر بالازدواجية: البطولة والكأس، ليعوض بالمدرب البوسني روسمير سفيكو الذي تم تغييره بعد جولتين فقط من انطلاق الموسم الجديد، عقب حصده هزيمتين متتاليتين أمام نهضة بركان واتحاد طنجة، ليتم تعويضه بالبرتغالي ريكاردو سابينتو. بين المدربين البوسني والبرتغالي جيء بالمدرب المغربي عبد الكريم جيناني لتأمين الفترة الانتقالية فحقق ثلاثة انتصارات متتالية أحرجت المسؤولين عن النادي الذي كانوا يفاوضون مدربا من البرتغال.
غادر الإطار الوطني عبد الكريم الجناني، الذي قاد الكتيبة الخضراء باقتدار بقبعة المدرب المؤقت، وحين حل المدرب البرتغالي بقلعة رفض رفضا باتا إشراك المغاربة في طاقمه .
لم تمر إلا جولات قليلة حتى شرب سابينتو من الكأس نفسها التي شرب منها البوسني سفيكو، بعدما تمت إقالته من منصبه بسبب توالي النتائج السلبية بين البطولة ودوري أبطال إفريقيا، وتم تعويضه بابن الدار حفيظ عبد الصادق الذي غادر بدوره الفريق ليتم تعويضه بالتونسي العائد لسعد الشابي الذي أعلن فريق الرجاء التعاقد معه رسميا في 5 فبراير 2025 رسميا.
الجيش الملكي.. ثلاثة مدربين وثلاث جنسيات
على غير العادة، حط شبح الإقالة الرحال بفريق الجيش الملكي، مرة أخرى هذا الموسم بعد أن أعلن الفريق في 5 فبراير 2025، عن فسخ التعاقد مع مدربه الفرنسي هوبير فيلود بالتراضي، وذلك بسبب تراجع نتائج الفريق في الفترة الأخيرة.
وأوضح النادي في بيان رسمي، أن الانفصال تم بالتراضي عن المدرب هوبير فيلود على خلفية النتائج الأخيرة التي حققها الفريق، علما أن مرض المدرب الفرنسي المقال كان سببا رئيسيا وراء إبعاده عن دكة الاحتياط.
ويعد سانتوس ثالث برتغالي يشرف على فريق الجيش الملكي بعد ماريو ويلسون وجوزيه روماو، كما أنه المدرب الأجنبي الثالث هذا الموسم للفريق بعد البولندي تشيسلاف ميشنيفيش والفرنسي هوبير فيلود. ولم يسبق في تاريخ فريق الجيش الملكي الذي عرف بالاستقرار التقني أن تعاقد مع ثلاث مدربين أجانب في موسم واحد، إلا في حالات نادرة.
وضع فريق الجيش الملكي بصمته في ملف إقالة المدربين هذا الموسم، مبكرا بعد أن أنهى مهام البولندي تشيسلاف ميشنيفيتش مبكرا، وعوضه بالفرنسي هوبرت فيلود الذي بدأت بوادر الانفصال عليه، منذ أن تعرض مدرب نادي الجيش الملكي، لتمزق في وتر العرقوب وخضوعه لعملية جراحية، قبل أن يعجل تواضع النتائج بالتغيير تحت الضغط الجماهيري.
الدفاع الجديدي والمغرب التطواني..معا على إيقاع التقلبات التقنية
لم يكن حال الدفاع الحسني الجديدي أفضل من سابقيه فقد أعلن الثلاثاء 21 يناير 2025، عن فك ارتباطه بمدربه زكرياء عبوب بالتراضي، بعد توالي النتائج السلبية، آخرها الهزيمة أمام الوداد الرياضي بهدفين نظيفين، لحساب الجولة 19 من البطولة الاحترافية في قسمها الأول.
وكان الدفاع الحسني الجديدي، قد تعاقد في 10 أكتوبر 2024 مع الإطار الوطني زكرياء عبوب مدربا جديدا للفريق، وذلك بعد الانفصال عن البرتغالي جورج بيكساو، حيث خاض مع الفريق 13 مباراة، حقق من خلالها أربعة انتصارات ومثلها تعادلات، مقابل تعرضه لخمس هزائم.
وبعد تعيين رشيد دلال كمدرب مؤقت عاد الفريق الدكالي للمدرسة البرتغالية، بتعيين المدرب البرتغالي روي ألميدا خلفا لعبوب.
وبنفس حمى التغيير، أقدم المغرب التطواني على استبدال مدربيه مبكرا، حيث انفصل عن المدرب عبد اللطيف جريندو في الصيف قبل انطلاق البطولة، وتعويضه بالمدرب الكرواتي داليبور ستاركيفيتش، ليتولى العارضة الفنية للفريق، لكن مقامه لم يكن طويلا حيث تم فسخ عقده بالتراضي، وتعويضه بالمدرب المؤقت محمد لكحل قبل التعاقد مع عزيز العامري الذي سيغادر بدوره ويعوض بمحمد بن شريفة .
حمى الإقالات تمتد للقسم الثاني من البطولة
يتواصل مسلسل إقالة المدربين في البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم وامتد ليشمل القسم الثاني، بعد أن أعلن فريق شباب المسيرة انفصاله رسميا عن المدرب سمير يعيش بالتراضي وتعويضه بالمدرب التونسي فريد شوشان لقيادة عارضته التقنية، وذلك بعقد يمتد إلى غاية نهاية الموسم. ليكون بذلك فريد شوشان أول مدرب أجنبي يشرف على تدريب فريق شباب المسيرة.
من بين 16 فريقا في القسم الثاني، فإن 6 فرق فقط هي التي حافظت على مدربيها بينما اختار الآخرون تغيير المدربين كلما داهمتهم الهزائم وانتفضت الجماهير.
رشيد مكاوي: ليس المشكل فـي المدرب بل فـي من يختاره
اعتبر رشيد مكاوي مدرب حراس فريق عزام التنزاني، تغيي المدربين في الدوري المغربي لكرة القدم موضة ووصفها بالمعضلة، وذلك بالنظر إلى الفرق التي كانت تتمتع بالاستقرار التقني سابقا أضحت لا تكمل الموسم دون تغيير مدربين أو ثلاث في وقت كان المدرب يمضي فيه المدرب مع الفريق ثلاث سنوات للاشتغال على مشروع.
وأوضح أن المشكل يتعلق بمن يوكل إليه اختار المدرب قبل التعاقد معه، وتساءل “توجد لجنة تقنية أو مدير رياضي أو رئيس حسب الأهواء مع وكلاء الأعمال، الذين ينصاعون للعرض والطلب، ما هي معايير الانتقاء أهي مادية أو ترتبط بـ ”بروفايل” معين مثلا”..”
وواصل رشيد مكاوي الذي سبق وخاض تجارب تدريبية بالدوري الإماراتي والمصري، وكذا المغربي قبل أن يستقر بالدوري التنزاني، أن الأندية المحترفة عالميا تتوفر على مدير رياضي، و تختار مدربين يتناسبون مع هوية النادي لا العكس وهو ما لا يحصل في الدوري المغربي، بحيث يتم في اختيار مدربين يجهلون خصوصية البطولة الاحترافية المغربية، ويجهلون حتى هوية النادي وبالتالي تكون النتائج بعد 5 أو 4 دورات مخيبة للآمال.
وسلط مكاوي الضوء على ظاهرة، الاستجابة لضغط الجماهير والمنصات الالكترونية، وهو ما يجعل من أمر تطور الكرة المغربية صعبا وقال: “خلال الفترة الأخيرة تميز الدوري المغربي بتغيير المدربين وهجرة اللاعبين نحو الدوريات العربية مثل الدوري الليبي”.
و ختم مكاوي موضحا أن المشكل في من يجلب المدرب ومن يطرح اسمه على رئيس النادي، وهل هو قادر على معرفة البروفايل المناسب؟ والأكثر من ذلك ففي الوقت الذي تعاكس النتائج المدرب يتم تغييره وهو المشكل الأكبر.