الصورة أعلاه يندى لها جبين الوطن وأهله بلا أدنى شك: مجموعة من الرياضيين المشاركين في ماراطون مراكش الدولي، من كثرة ما يَعُبّونه من قوارير مياه وعصائر تقدَّم لهم أثناء تسابقهم وعلى طول مشوارهم، يحتاجون إلى التوقف بين الحين والآخر لتفريغ مثاناتهم؟ فلا يجدون مرافق صحية كافية لاستيعابهم، بل لا يجدونها البتة لأنها غير موجودة أصلاً!!
التعليق المرافق للصورة أعلاه يُلقي فيه رئيس جهة مراكش باللائمة على منظمي الماراطون، وهو مخطئ في ذلك بكل المعايير، لأن المشكل ليس مشكل تدبير عابر لمنافسات عابرة هي الأخرى لرياضة الماراطون، بل هو مشكل افتقار حاضرة كبرى وعالمية مثل مراكش إلى مرافق عمومية يستفيد من خدماتها المراكشيون قبل غيرهم ومعهم بالمناسبة زوار الحاضرة من المغاربة، بدلا من الاضطرار بين كل تظاهرة وأخرى إلى الوقوف في طوابير مهينة أمام واجهات المقاهي طلبا لقضاء حاجاتهم الطبيعية مقابل عشرة دراهم ثمناً لكأس قهوة لا يشربها طالبوها في أغلب الحالات!!
المشكل أيضاً، يتخطى مسؤولية المجالس الجماعية، التي تحوّلت إلى مكاتب للسمسرة، ودكاكين للإثراء السريع، والذي يتحول في بعض المواقع إلى إثراء غير مشروع، أقول إنها أيضاً مسؤولية الأحزاب المغربية، التي تملّصت من مهامها الدستورية، واكتفت بتقديم وتزكية مرشحين لا يستحقون حتى تمثيل أنفسهم، فبالأحرى أن يحملوا على أعناقهم هموم الناخبين وانتظاراتهم، التي تبقى معلّقة إلى آجال غير مُسمّاة، لأن ضمائرهم في راحة، أما انشغالهم باحتياجات المدن وساكنتها فالظاهر أنها لا توجد حتى في آخر قائمة الانشغالات!!
أذكر أن زوار مدينة مراكش أثناء احتضانها لفعاليات الكوب 22 كانوا مجبرين على استعمال مراحيض صغرى محمولة ومتنقلة، ولكنها بالرغم من تغطيتها لجزء يسير من احتياجات الزوال الدوليين فقد جعلت مدينة البهجة تعاني من روائح كريهة من مختلف الألوان والأشكال والجنسيات!!
معضلة غياب المراحيض العمومية تشكو منها كبريات المدن المغربية بما فيها العاصمتان الإدارية والاقتصادية، وهذا يعاني منه سكان الحواضر المغربية بشكل دراماتيكي، بخلاف سكان البوادي والأحياء الهامشية والذين أصبح من عاداتهم اليومية أن يقضوا حاجاتهم في أي مكان منعزل بلا أدنى حرج!!
هل سنستضيف مئات الآلاف من جماهير كرة القدم أثناء نهائيات كأس أمم إفريقيا برسم دورة 2025 بنفس البنية الصحية المنعدمة؟!
وهل سنستضيف ربما مليون إلى مليونين من الزوار بمناسبة احتضان نهائيات كأس العالم برسم دورة 2030 بنفس الخصاص ونفس هذه الحالة المَرَضية؟!
أم أننا سنفتح ورشات لإنتاج دور المياه المحمولة والمتنقلة رغم ما تثيره من متاعب بسبب عدم توصيلها بمواسير الصرف الصحي وبالمياه الجارية الكافية؟!
أم هل ستتحرك مجالس الجماعات للقيام بهذا الجانب من مسؤولياتها الحضرية الصحية، والاجتماعية، عسى أن نتدارك التأخر الكبير الذي سجلته حتى الآن في هذا الجانب؟!
أم أننا سننتظر إلى أن تقع الفأس في الرأس، وينفضح هذا الخصاص الفظيع أمام الملأ العالمي، ثم ننطلق بعد فوات الأوان في تقاذف المسؤوليات فيما بيننا كما هي عادتنا عند اقتراب أيّ استحقاقات انتخابية جديدة؟!
المصيبة أننا طرحنا نفس هذه الأسئلة مِراراً وتِكراراً ولكن بلا أدنى جدوى... فهل مِن مجيب ونحن على أعتاب هذه الطامة الوازنة؟!!
التعليق المرافق للصورة أعلاه يُلقي فيه رئيس جهة مراكش باللائمة على منظمي الماراطون، وهو مخطئ في ذلك بكل المعايير، لأن المشكل ليس مشكل تدبير عابر لمنافسات عابرة هي الأخرى لرياضة الماراطون، بل هو مشكل افتقار حاضرة كبرى وعالمية مثل مراكش إلى مرافق عمومية يستفيد من خدماتها المراكشيون قبل غيرهم ومعهم بالمناسبة زوار الحاضرة من المغاربة، بدلا من الاضطرار بين كل تظاهرة وأخرى إلى الوقوف في طوابير مهينة أمام واجهات المقاهي طلبا لقضاء حاجاتهم الطبيعية مقابل عشرة دراهم ثمناً لكأس قهوة لا يشربها طالبوها في أغلب الحالات!!
المشكل أيضاً، يتخطى مسؤولية المجالس الجماعية، التي تحوّلت إلى مكاتب للسمسرة، ودكاكين للإثراء السريع، والذي يتحول في بعض المواقع إلى إثراء غير مشروع، أقول إنها أيضاً مسؤولية الأحزاب المغربية، التي تملّصت من مهامها الدستورية، واكتفت بتقديم وتزكية مرشحين لا يستحقون حتى تمثيل أنفسهم، فبالأحرى أن يحملوا على أعناقهم هموم الناخبين وانتظاراتهم، التي تبقى معلّقة إلى آجال غير مُسمّاة، لأن ضمائرهم في راحة، أما انشغالهم باحتياجات المدن وساكنتها فالظاهر أنها لا توجد حتى في آخر قائمة الانشغالات!!
أذكر أن زوار مدينة مراكش أثناء احتضانها لفعاليات الكوب 22 كانوا مجبرين على استعمال مراحيض صغرى محمولة ومتنقلة، ولكنها بالرغم من تغطيتها لجزء يسير من احتياجات الزوال الدوليين فقد جعلت مدينة البهجة تعاني من روائح كريهة من مختلف الألوان والأشكال والجنسيات!!
معضلة غياب المراحيض العمومية تشكو منها كبريات المدن المغربية بما فيها العاصمتان الإدارية والاقتصادية، وهذا يعاني منه سكان الحواضر المغربية بشكل دراماتيكي، بخلاف سكان البوادي والأحياء الهامشية والذين أصبح من عاداتهم اليومية أن يقضوا حاجاتهم في أي مكان منعزل بلا أدنى حرج!!
هل سنستضيف مئات الآلاف من جماهير كرة القدم أثناء نهائيات كأس أمم إفريقيا برسم دورة 2025 بنفس البنية الصحية المنعدمة؟!
وهل سنستضيف ربما مليون إلى مليونين من الزوار بمناسبة احتضان نهائيات كأس العالم برسم دورة 2030 بنفس الخصاص ونفس هذه الحالة المَرَضية؟!
أم أننا سنفتح ورشات لإنتاج دور المياه المحمولة والمتنقلة رغم ما تثيره من متاعب بسبب عدم توصيلها بمواسير الصرف الصحي وبالمياه الجارية الكافية؟!
أم هل ستتحرك مجالس الجماعات للقيام بهذا الجانب من مسؤولياتها الحضرية الصحية، والاجتماعية، عسى أن نتدارك التأخر الكبير الذي سجلته حتى الآن في هذا الجانب؟!
أم أننا سننتظر إلى أن تقع الفأس في الرأس، وينفضح هذا الخصاص الفظيع أمام الملأ العالمي، ثم ننطلق بعد فوات الأوان في تقاذف المسؤوليات فيما بيننا كما هي عادتنا عند اقتراب أيّ استحقاقات انتخابية جديدة؟!
المصيبة أننا طرحنا نفس هذه الأسئلة مِراراً وتِكراراً ولكن بلا أدنى جدوى... فهل مِن مجيب ونحن على أعتاب هذه الطامة الوازنة؟!!
محمد عزيز الوكيلي، إطار تربوي