التدوينة التي نشرها وزير الثقافة والشباب والتواصل مؤداة عنها في الفيسبوك حول العرض الوطني للتخييم لعام 2025 تحت شعار "المخيمات التربوية فضاء للتميز وبناء الأجيال" تكشف عن مفارقات واضحة في فهم الدور الفعلي للمخيمات. الوزير، في محاولة للتأكيد على أهمية هذه الفضاءات، وقع في فخ خلط المفاهيم بشكل يجعلنا نعتقد أن المخيمات هي مؤسسات أكاديمية أو مراكز لتخريج القادة، وهذا بعيد كل البعد عن الواقع.
أولاً، الحديث عن "بناء الأجيال" و"التميز" في سياق المخيمات يبدو كأنه محاكاة لشعارات مدرسية، وهو أمر غير دقيق. المخيمات ليست مدارس، ولا هي مؤسسات تعليمية تعمل على تطوير الفكر الأكاديمي أو تأهيل الأفراد للقيادة. بل هي فعاليات محددة الأهداف في الزمان والمكان، تهدف إلى تعزيز القيم الاجتماعية مثل التعاون، الاستقلالية، واحترام الآخر. الحديث عن "بناء أجيال متميزة" يوحي بأن المخيمات هي مدارس تبني قادة المستقبل، وهذا كلام يتنافى مع الطبيعة الحقيقية للمخيمات.
أما عن "التميز"، فهل المخيمات مكان لتخريج علماء أو مبدعين؟ بالطبع لا! التميز في المخيمات ليس تميزًا أكاديميًا أو مهنيًا. هو ببساطة التميز في تعلم مهارات التعايش، العمل الجماعي، والقدرة على التواصل مع الآخرين. المخيمات هي فضاءات لتطوير القيم المجتمعية والشخصية، وليست مؤسسات تهدف إلى التفوق الأكاديمي أو المهني. الشعار الذي اختاره الوزير يخلط بين التميز المدرسي والتفاعل الاجتماعي، وهو أمر يعكس نقصًا في الفهم العميق لدور المخيمات.
إضافة إلى ذلك، الوزير وقع في فخ استخدام مصطلحات غامضة مثل "الشركاء المؤسساتيين". هذه العبارة تثير الكثير من التساؤلات حول المقصود بها: هل يقصد المؤسسات العمومية؟ أم الخاصة؟ أم المجتمع المدني؟ كان من الأفضل أن يوضح الوزير هذا المصطلح بشكل أكثر دقة، لأن استخدامه بشكل غامض يجعل القارئ في حالة من الحيرة حول طبيعة الشراكات التي يتحدث عنها. في هذا السياق، كان من الأجدر أن يتحدث عن "الشركاء" بشكل عام دون الحاجة للإفراط في استخدام مصطلحات معقدة لا تضيف شيئًا سوى الغموض.
أما بالنسبة للمخيمات نفسها، فهي ليست مؤسسة بالمعنى التقليدي. المخيمات ليست كيانات دائمة أو مستدامة تعمل على بناء قادة أو مبدعين، بل هي فعاليات محدودة زمنياً ومكانياً تهدف إلى تنمية المهارات الاجتماعية وتنشيط التفاعل الجماعي. وبالتالي، الحديث عن "بناء الأجيال" في هذا السياق يعد أمرًا غريبًا، لأن المخيمات ليست معاهد تربوية مستدامة بل هي تجارب اجتماعية قصيرة الأمد.
وبالإضافة إلى ما سبق، مشكلة المخيمات الأساسية تكمن في أنها تُدار بعقلية مدرسية تقليدية، وهو ما يحد من قدرتها على أداء دورها الفعلي في المجتمع. المخيمات، التي يجب أن تكون فضاءات مرنة تتيح للأطفال والشباب تجربة اجتماعية غنية، تجد نفسها عالقة في نموذج جامد يشبه إلى حد كبير النظام المدرسي. هذا الخلط بين المفاهيم يزيد من غموض وظيفة المخيمات، ويجعلها عاجزة عن تحديد هويتها ودورها الحقيقي في تنشئة الأجيال.
وفي الختام، الشعار الذي اختاره الوزير يبدو وكأنه تم نسخه من بنك شعارات جاهزة، يفتقر إلى الخصوصية والعمق. لو كان الشعار يعكس الدور الحقيقي للمخيمات، لكان من الأفضل أن يتحدث عن "التفاعل الاجتماعي"، "الانفتاح"، أو "التفتح"، وهي القيم التي تمثل جوهر المخيمات. بدلاً من استخدام مصطلحات "التعليم"، "بناء الأجيال"، و"التميز"، التي لا تتناسب مع الدور الاجتماعي للمخيمات، ويجب اعتماد شعارات قابلة للتحقق بمؤشرات واضحة تعكس أهداف المخيمات بعيدًا عن التعميم المفرط.
من المهم الآن أن نتوقف عن الحديث بلغة "التعليم" و"بناء الأجيال" و"التميز" التي لا تصلح إلا في مدارس أكاديمية، وأن نتوجه نحو شعارات تتماشى مع الواقع الفعلي للمخيمات. إذا كانت المخيمات ستظل تُدار وفق هذه العقلية المدرسية، فإنها ستظل بعيدة عن تحقيق الأهداف الحقيقية التي أُنشئت من أجلها.
أولاً، الحديث عن "بناء الأجيال" و"التميز" في سياق المخيمات يبدو كأنه محاكاة لشعارات مدرسية، وهو أمر غير دقيق. المخيمات ليست مدارس، ولا هي مؤسسات تعليمية تعمل على تطوير الفكر الأكاديمي أو تأهيل الأفراد للقيادة. بل هي فعاليات محددة الأهداف في الزمان والمكان، تهدف إلى تعزيز القيم الاجتماعية مثل التعاون، الاستقلالية، واحترام الآخر. الحديث عن "بناء أجيال متميزة" يوحي بأن المخيمات هي مدارس تبني قادة المستقبل، وهذا كلام يتنافى مع الطبيعة الحقيقية للمخيمات.
أما عن "التميز"، فهل المخيمات مكان لتخريج علماء أو مبدعين؟ بالطبع لا! التميز في المخيمات ليس تميزًا أكاديميًا أو مهنيًا. هو ببساطة التميز في تعلم مهارات التعايش، العمل الجماعي، والقدرة على التواصل مع الآخرين. المخيمات هي فضاءات لتطوير القيم المجتمعية والشخصية، وليست مؤسسات تهدف إلى التفوق الأكاديمي أو المهني. الشعار الذي اختاره الوزير يخلط بين التميز المدرسي والتفاعل الاجتماعي، وهو أمر يعكس نقصًا في الفهم العميق لدور المخيمات.
إضافة إلى ذلك، الوزير وقع في فخ استخدام مصطلحات غامضة مثل "الشركاء المؤسساتيين". هذه العبارة تثير الكثير من التساؤلات حول المقصود بها: هل يقصد المؤسسات العمومية؟ أم الخاصة؟ أم المجتمع المدني؟ كان من الأفضل أن يوضح الوزير هذا المصطلح بشكل أكثر دقة، لأن استخدامه بشكل غامض يجعل القارئ في حالة من الحيرة حول طبيعة الشراكات التي يتحدث عنها. في هذا السياق، كان من الأجدر أن يتحدث عن "الشركاء" بشكل عام دون الحاجة للإفراط في استخدام مصطلحات معقدة لا تضيف شيئًا سوى الغموض.
أما بالنسبة للمخيمات نفسها، فهي ليست مؤسسة بالمعنى التقليدي. المخيمات ليست كيانات دائمة أو مستدامة تعمل على بناء قادة أو مبدعين، بل هي فعاليات محدودة زمنياً ومكانياً تهدف إلى تنمية المهارات الاجتماعية وتنشيط التفاعل الجماعي. وبالتالي، الحديث عن "بناء الأجيال" في هذا السياق يعد أمرًا غريبًا، لأن المخيمات ليست معاهد تربوية مستدامة بل هي تجارب اجتماعية قصيرة الأمد.
وبالإضافة إلى ما سبق، مشكلة المخيمات الأساسية تكمن في أنها تُدار بعقلية مدرسية تقليدية، وهو ما يحد من قدرتها على أداء دورها الفعلي في المجتمع. المخيمات، التي يجب أن تكون فضاءات مرنة تتيح للأطفال والشباب تجربة اجتماعية غنية، تجد نفسها عالقة في نموذج جامد يشبه إلى حد كبير النظام المدرسي. هذا الخلط بين المفاهيم يزيد من غموض وظيفة المخيمات، ويجعلها عاجزة عن تحديد هويتها ودورها الحقيقي في تنشئة الأجيال.
وفي الختام، الشعار الذي اختاره الوزير يبدو وكأنه تم نسخه من بنك شعارات جاهزة، يفتقر إلى الخصوصية والعمق. لو كان الشعار يعكس الدور الحقيقي للمخيمات، لكان من الأفضل أن يتحدث عن "التفاعل الاجتماعي"، "الانفتاح"، أو "التفتح"، وهي القيم التي تمثل جوهر المخيمات. بدلاً من استخدام مصطلحات "التعليم"، "بناء الأجيال"، و"التميز"، التي لا تتناسب مع الدور الاجتماعي للمخيمات، ويجب اعتماد شعارات قابلة للتحقق بمؤشرات واضحة تعكس أهداف المخيمات بعيدًا عن التعميم المفرط.
من المهم الآن أن نتوقف عن الحديث بلغة "التعليم" و"بناء الأجيال" و"التميز" التي لا تصلح إلا في مدارس أكاديمية، وأن نتوجه نحو شعارات تتماشى مع الواقع الفعلي للمخيمات. إذا كانت المخيمات ستظل تُدار وفق هذه العقلية المدرسية، فإنها ستظل بعيدة عن تحقيق الأهداف الحقيقية التي أُنشئت من أجلها.
خالد أخازي، روائي وإعلامي