الأربعاء 5 فبراير 2025
خارج الحدود

طوني بولس: ثلاثة استحقاقات مصيرية تواجه لبنان في بداية 2025

طوني بولس: ثلاثة استحقاقات مصيرية تواجه لبنان في بداية 2025 طوني بولس
اليوم، يجد اللبنانيون أن الفرصة عادت من جديد، وبعد سنوات صعبة، لإعادة البلاد إلى سابق عهدها مع التحولات الكبرى التي شهدتها المنطقة، فهل سيتمكن البلد من استغلال هذه التحولات لمصلحته، أم سيبقى رهينة لأزماته المتجذرة؟
 
يدخل لبنان عام 2025 مثقلاً بالأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أرهقته لسنوات. ومع ذلك، تلوح في الأفق استحقاقات مفصلية قد تشكل نقطة تحول في مسار البلد نحو الأفضل، أو تعيده إلى دوامة الصراعات الداخلية والتبعية الخارجية. وفي ظل التحولات الكبيرة التي يشهدها الشرق الأوسط، وتغيير موازين القوى الإقليمية والدولية، تبدو التحديات التي تواجه لبنان أكبر من أي وقت مضى. 
 
علماً أن لبنان الذي يتغنى به اللبنانيون والعرب هو لبنان الستينيات والسبعينيات، الذي كان واحة للديمقراطية والحريات والازدهار، وكان مركز الشركات العملاقة العالمية ومحور السياحة في المنطقة، قبل أن تفقده الصراعات والحروب دوره وحضوره الفاعل ويصبح مرتعاً للميليشيات ومصدراً لزعزعة استقرار الدول العربية ومركزاً لتهريب وإنتاج المخدرات والموبقات.
 
اليوم، يجد اللبنانيون أن الفرصة عادت من جديد، وبعد سنوات صعبة، لإعادة البلاد إلى سابق عهدها مع التحولات الكبرى التي شهدتها المنطقة، فهل سيتمكن البلد من استغلال هذه التحولات لمصلحته، أم سيبقى رهينة لأزماته المتجذرة؟
 
الاستحقاق الرئاسي
يُعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية أولى وأهم الاستحقاقات التي تنتظر لبنان. فهو لا يعكس فقط المشهد الداخلي وتوازن القوى، بل يُعتبر مؤشراً على مدى انسجام بيروت مع المتغيرات الإقليمية والدولية.
إذا نجحت المعارضة اللبنانية في إيصال مرشحها إلى الرئاسة، وهي لم تعلن بعد عنه، فإن ذلك يعني انتقال لبنان إلى عهد جديد يتماشى مع رؤية "الشرق الأوسط الجديد" التي تتصدرها المملكة العربية السعودية بقيادة الأمير محمد بن سلمان. رؤية تهدف إلى تحويل المنطقة إلى مركز اقتصادي وسياسي عالمي يشبه "أوروبا الجديدة". ويُتوقع أن يشكل هذا الخيار فرصة حقيقية للبنان للاندماج في مشاريع تنموية وإصلاحية قد تخرجه من العزلة الاقتصادية والسياسية.
 
أما في حال اللجوء إلى انتخاب رئيس "توافقي"، أي رمادي اللون، فإن ذلك يعكس استمرار سياسات المراوحة التي سادت البلاد منذ اتفاق الطائف وحتى اليوم. فرؤساء التوافق غالباً ما يكونون محكومين بشروط مسبقة من كافة الأطراف، مما يحد من قدرتهم على اتخاذ القرارات الضرورية للإصلاح. تجربة الحكومات التوافقية أو ما يُعرف بـ"حكومات الوحدة الوطنية" أثبتت أنها حكومات تعطيل، حيث يمتلك كل طرف قدرة التعطيل بما يحول دون تنفيذ أي مشاريع حقيقية. 
 
 
عن: independentarabia

طوني بولس، صحافي لبناني ومحلل سياسي متابع للشؤون العربية والدولية.