الأربعاء 5 فبراير 2025
فن وثقافة

لقاءات الفن والجمال.. الفنانة التشكيلية منية وافي تمثل المغرب في الأردن

لقاءات الفن والجمال.. الفنانة التشكيلية منية وافي تمثل المغرب في الأردن شجرة الحياة، العمل الفني الذي تشارك به الفنانة التشكيلية منية وافي
تشهد لقاءات الفن والجمال التاسعة، التي تقام اعتبارا من 3 يناير 2025 في مادبا على ضفاف البحر الميت بالأردن، مشاركة الفنانة التشكيلية المغربية منية وافي التي تمثل محطة جديدة في مسيرتها باعتبارها رحلة فنية واعدة. 

وتعد هذه الأيام المخصصة للفنون والثقافة من أكبر الفعاليات الفنية في العالم العربي حيت التوقف في موقع غارق في التاريخ مثل منطقة مادبا، على مرمى حجر من جبل نيبو وضفاف نهر الأردن والبحر الميت،  هذه المنطقة هي واحدة من مهود الإنسانية، بتاريخ عريق وتراث حضاري استثنائي وعراقة تاريخية كبيرة من القداسة.

وفي هذا الإطار التاريخي، يشارك المغرب، من خلال أعمال إحدى فناناته، مونية وافي، في حدث يجمع فنانين تشكيليين من العراق، فلسطين، لبنان، سوريا، الإمارات العربية المتحدة، مصر، الأردن، البحرين والكويت والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وغيرها من الدول، وبذلك تحتفل بلقاء الثقافات وحوار الحضارات. 

وبالنسبة للفنانة المغربية منية وافي، فإن هذه المشاركة شرف كبير، “ولكنها أيضا مسؤولية كبيرة، لأنني أمثل بلدي المغرب، وأحرص على إظهار عمل يليق بهذا الاسم، يحمل رسالة حقيقية للوحدة والتقارب بين الشعوب، خاصة في زمن الاضطرابات، كالتي نمر بها اليوم. وبهذا المعنى عملت على شجرة الحياة، شجرة أصولنا المشتركة، الشجرة التي توحدنا جميعًا، على الرغم من اختلافنا، من خلال الجذور التي تربطنا ببعضنا البعض، في اختلافاتنا وخصوصياتنا " كما تقول  الفنانة المغربية ، التي تظهر لنا عالما غير متجانس، في مشهد تصويري، غني ومتنوع، يقدم تنويعات حول عدة مواضيع رئيسية مثل الحياة والمعيشة، كما هو الحال مع الشجرة التي أصبحت توقيعها، مثل مواكب الصور الظلية التي تسير في رحلات الحج الجماعية أو الفردية، مثل هذه الفسيفساء من الأشكال والألوان، التي تميز أسلوبًا آخر تعمل عليه مونيا وافي.

وتدرك الفنانة أيضًا أهمية مثل هذه اللقاءات الجماعية بين الفنانين من خلفيات مختلفة لرؤية أعمال الآخرين أولاً، ثم تنغمس في أعمالهم وأبحاثهم، وأخيرًا، تتبادل معهم الحديث عن هذا التناص الفني العميق : “بالتأكيد، لأنه من خلال العمل هنا مع أساتذة الفنون التشكيلية في العالم العربي مثل محمد فتاح أو هشام الفخراني أو حتى حيدر فاخر، الفنانون الشباب مثلي يتعلمون من التواصل مع كبارهم. نحن نتبادل الأفكار ونستمع ونستفيد من الخبرة العظيمة لجميع هؤلاء المعلمين الذين عرضوا أعمالهم في جميع أنحاء العالم والذين يحافظون على تواضع كبير سواء كشخص أو كفنان معروف ومعترف به. بالنسبة لي، هذه اللقاءات هي درس عظيم، فني بالتأكيد، ولكنها أيضًا درس عميق في الحياة التي تقدر مدى حظها في اختيارها ودعوتها للمشاركة في هذا الكم الهائل من الفنون البصرية، في بلد مثل الأردن الذي تلهمنا ثقافته الغنية. إنها أيضًا صدفة لأولئك الذين يسعدهم أن يجدوا مجتمعين، في مادبا، قريبا من الديار المقدسة، كل هذه الشخصيات العربية الذين يجتمعون أيضًا للاحتفال بالسلام، في منطقة مزقتها الحروب و هذا ما لمسني بعمق كمواطنة عربية ". 

وبالفعل، الفنانون يتواجدون على بعد بضعة كيلومترات من الأراضي الفلسطينية، يلتقون من خلال العمل في الموقع، مع جميع الفنانين الآخرين، نضع جميعًا في الاعتبار ما مر به الشعب الفلسطيني منذ عقود عديدة. علاوة على ذلك، فإن صوت فيروز الهائل يرافقنا عندما نذهب في رحلات أو عندما نرسم جميعاً في هذه الغرفة الواسعة المعدة لورشة عمل مشتركة. ناهيك عن رحلاتنا الجماعية لرؤية أجزاء كاملة من حضور الأنبياء مثل موسى في جبل نيبو، لرؤية البحر الميت والأردن، لرؤية البتراء والتراث النبطي، كل هذه الأشياء تضيف الكثير من الثقل تقول مونيا وافي: "أشعر بالعاطفة تجاه هذه الاجتماعات التي تحتفي بالتنوع والمشاركة في العالم العربي اليوم". 

والواقع أن هذه الأيام الثقافية في الأردن كانت دائما قادرة على إظهار تيارات الفكر الفني المختلفة في العالم العربي. يصر المنظمون على هذه المساحة الواسعة التي هي الفن العربي، من المغرب إلى المشرق، مع هذا الثابت:  تقديم فنانين لديهم عالم، فنانين لديهم رسالة إنسانية للمشاركة، فنانين يعملون من أجل السلام في العالم ومن أجل تأثير الثقافات : “إنها هذه الرسالة التي تنبثق من كل المؤتمرات التي نظمناها هنا في مادبا، بتدخل فنانين عرب كبار، مثل علي كريشان، الذي أصر على مكانة الفنون والجمال”.  لبناء مجتمعات مسؤولة، أناس يسلطون الضوء على عظمة تاريخهم ويعتمدون على الإبداع والحريات الفردية كديناميكية ثقافية تتجاوز الحدود.