الأحد 16 فبراير 2025
جالية

استعراض شبه عسكري للفاشيين الجدد في بريشيا يثير جدلًا واسعًا ويدق ناقوس الخطر

استعراض شبه عسكري للفاشيين الجدد في بريشيا يثير جدلًا واسعًا ويدق ناقوس الخطر شوارع بريشيا شهدت استعراضًا شبه عسكري لأكثر من 500 شخص
كان رد عمدة مدينة بريشيا حاسمًا عندما علّقت على العرض الشبه عسكري للفاشيين الجدد في المدينة، قائلة: "المدينة ملك للأشخاص الذين يعيشون فيها باحترام متبادل". وجاءت الإدانة أيضًا من مانليو ميلاني، رئيس الحزب الديمقراطي بالمدينة، تبعتها موجة من الاستنكارات من اليسار الإيطالي، حركة أوروبا الخضراء، والسيناتور بازولي، إضافة إلى فيدرالية جمعيات المهاجرين ببريشيا (FABI)، التي أدانت الحدث بأشد العبارات.

في اليوم التالي لمسيرة المجموعات الفاشية الجديدة في شوارع بريشيا، التي شهدت استعراضًا شبه عسكري لأكثر من 500 شخص من اليمين المتطرف يوم السبت 14 دجنبر 2024، بزيهم الأسود الموحد وهم يهتفون: "دافع عن مدينتك" و"لنسترجع بريشيا"، أدان العالم السياسي في المدينة المسيرة بكل أطيافه. حيث تبرأ اليمين الوسط من المسيرة ومطالبها، رغم صمته المبدئي وتردده، إلا أنه اضطر لإصدار بيان يدين فيه مطالب العرض الشبه عسكري. كما صرح المتحدث باسم اليمين الوسط بانتقاد وضعية محطة القطار التي أصبحت، حسب وصفه، "سوقًا لجميع أنواع المخدرات"، واعتبر أن العمدة لا تستخدم سلطتها للحد من "عصابات الأجانب التي تسيطر على المدينة". وأضاف: "العمدة لديها أكثر من 300 شرطي محلي تحت إمرتها، لكنها لا توظفهم لتطهير المدينة من المجرمين الأجانب".

من جهتها، لم تتأخر عمدة المدينة لاورا كاستيليتي، التي تمثل أحزاب اليسار، في الرد بكلمات قوية أكدت فيها أن "موكب الفاشيين الجدد الذين نقلوا رسائل الكراهية عبر شوارع بريشيا كان محدودًا على عكس ما كان يأمل المنظمون". وأضافت أن "ما حدث يبقى خطيرًا، خاصة في مدينة فازت بالميدالية الفضية للمقاومة ضد الفاشية ولا تزال تحمل جرح مذبحة الفاشية الجديدة في ساحة لوجيا". كما أكدت أنه "من غير المقبول أن ينظم هؤلاء المتطرفون مظاهرة ضد مجتمع متعدد الأعراق، مرددين شعارات بغيضة، دون أن يُطلب أي ترخيص! وقد طلبت بالفعل تدخل المحامي المدني في هذا الشأن".

واختتمت كاستيليتي بالقول: "أظهرت بريشيا أنها لا علاقة لها بهؤلاء الأشخاص. نحن نعمل منذ سنوات على بناء مجتمع شامل يعرف كيف يرحب ويُدمج الجميع، مع احترام قوانين الجمهورية".

في تصريح خاص لـ"أنفاس بريس"، قال المسؤول الأمني المتقاعد ماركو أنطونيلي، الذي عمل في المدينة لسنوات: "ما شاهدتموه من ردة فعل سكان الدار البيضاء وتونس تجاه المهاجرين من جنوب الصحراء هو ما يحدث تمامًا في مدننا. نحن أمام ردة فعل لسكان محليين مسالمين عكّر حياتهم غرباء دخلوا مدينتهم ليمارسوا السرقة والتجارة في الممنوعات. واتهام هؤلاء السكان بالعنصرية يعتبر ظلمًا. لو قامت الدولة بحماية أمنهم وممتلكاتهم لما خرج أحد للاحتجاج. ما يحدث الآن هو صرخة استغاثة من السكان، بمن فيهم أجانب، يعيشون الجحيم بسبب مجموعة من الغرباء الذين اختاروا الإجرام وسيلة للربح السريع".

وأضاف أنطونيلي: "على المسؤولين المحليين القيام بواجبهم لضمان الأمن للساكنة قبل أن تصل الأمور إلى نقطة اللاعودة".

من جهة أخرى، حذر سياسيون كبار من انتشار الفكر الفاشي داخل مؤسسات الدولة وبين مسؤولين في الجيش والشرطة. وتأتي هذه التحذيرات بعد أن قضت المحكمة العليا في إيطاليا العام الماضي بأن أداء "التحية الفاشية"، المعروفة أيضًا بـ"التحية الرومانية"، لا يعد جريمة ما لم يهدد النظام العام.

كما أمرت المحكمة بإجراء محاكمة استئناف ثانية لثمانية من مسلحي حركة الفاشيين الجدد الذين أدوا التحية خلال تجمع بمدينة ميلانو عام 2016، بمناسبة ذكرى مقتل زميل لهم عام 1975. ونص قرار المحكمة على أن "التحية الرومانية لا تعتبر جريمة إلا إذا كان هناك خطر ملموس من إعادة تأسيس الحزب الفاشي أو كانت هناك أهداف واضحة للتمييز العنصري والعنف"، ما اعتبره الكثيرون تطبيعًا غير معلن مع الفاشية الجديدة وترخيصًا للحزب الفاشي في إيطاليا.