لعلها بدعة غير فنية بالمطلق ولا ذات قيمة إبداعية أن يظهر الممثلون المغاربة تباعا في مهرجان السينما بمراكش مثل البلهاء يرتدون ما بين غريب اللباس و المألوف وغير المألوف منه، يحملقون في الحضور كأنهم أسرى تم الإفراج عنهم بعد سنوات من الاختطاف، أو كأنهم أفراد عصابة تلتقط لهم إدارة السجن صورا لا ينقصهم فيها سوى رفع لوحات عليها رقم الاعتقال، وتنجر بعض الصحافة خلف الطعم لتسمي متاهة الممثلين المغاربة ب"الإطلالة" ويقصد بها لباس ومظهر والهيئة التي اختارها هذا الممثل أو تلك الممثلة ليطل بها أمام عدسات كاميرا في ملحمة الحمق والغباوة، ولا يتوقف الحال عند هذا الحد من اللاجدوى بل يصر أولئك الممثلون على الهبوط بمؤشراتهم إلى ما دون القاع حين يدلون بتصريحات شاردة يطلق فيها كل متحدث منهم الحرية للسانه، أقوال بدلالات بئيسة عقيمة هوجاء تؤكد أن الكثير منهم لولا ما يلعبه من أدوار محددة تحت عيون المخرجين، وما ينطق به من سيناريو استظهره، لعجز على تأليف جملة مفيدة، ليبقى ذلك الذي اختلق تلك المهزلة للممثلين والممثلات المغاربة وأوحى إليهم بفكرة المشي على "البساط الأحمر" قد جعلهم في موقع استحقاق الشفقة وهم متسمرون مثل عجول وخرفان وأبقار معرض استعراض فلاحي تتلصص عليهم العدسات والعيون، يبتسمون ابتسامات صفراء جوفاء خالية من كل عفوية وصدق، حتى بان العياء على خدودهم من فرط التبسم الاصطناعي، يوشك حديث عيونهم على فضحهم بالقول إن أنوار الكاميرات ستخبو وإن البساط سيطوى، وإن "سبعيام ديال المهرجان" ستنقضي وسيعودون ليدخلوا بيوتهم يجرون خيباتهم، ويحكون آهاتهم التي تمنعهم من ذلك الترف العبثي الذي يلتهم من أرصدتهم الإنسانية والفنية، ويتفرجون على مهزلتهم يوم لم يساهموا بغير صور كاذبة، وسير على بساط أحمر خادع، هو ليس من ثقافتهم ولا من عاداتهم...
لذلك كان صاحب فكرة حشدهم وإلباسهم مختلف الألوان مثل دمى القصب كأنه يريد أن يطمس حقيقة ناصعة تقول إن السينما المغربية التي اختارت مخاصمة واقعها، والهروب من الهموم الحقيقية للشعب، وانغمست في الحانات مع المومسات، والحوارات السوقية البذيئة الرديئة، وارتمت في أحضان الخلاعة قولا وفعلا، ثم ارتقت لتؤمن بالشذوذ الجنسي و تباركه لتقحمه في خانة ما يجب احترامه وكأن الشذوذ الجنسي والإباحية حق من حقوق الإنسان الكونية، كل ذلك ليرضى عنها أصحاب المهرجانات السينمائية الكبرى، فالسينما المغربية لم تملك الجرأة على معالجة القضايا التي تشغل المغاربة وتغوص في قضايا الأمة المصيرية، واختار السينمائيون المغاربة للسينما المغربية طريق التفسخ والفسوق حتى أن أحدهم لم يطق مع شذوذه الجنسي صبرا فأعلنه بلا حمرة خجل، وقد انجرت السينما المغربية خلف نظيرتها الأوربية التي دخلت عصر التطرف ببعض أفلامها المقصودة مع سبق الإصرار والترصد فحواها ضرب القيم الكونية والاحتفال بكل ما انحرف وزاغ عن الفطرة الإنسانية السليمة، وأقصد هنا التطبيع السينمائي مع الشذوذ والسحاق والبورنوغرافية، و صارت السينما كجنس فني راق ونبيل صارت في عداد الرهائن المختطفين من طرف مخرجين وممثلين متطرفين لا يقلون خطرا عن الإرهاب والإرهابيين في تدمير البنيان الإنساني...
لذلك كان صاحب فكرة حشدهم وإلباسهم مختلف الألوان مثل دمى القصب كأنه يريد أن يطمس حقيقة ناصعة تقول إن السينما المغربية التي اختارت مخاصمة واقعها، والهروب من الهموم الحقيقية للشعب، وانغمست في الحانات مع المومسات، والحوارات السوقية البذيئة الرديئة، وارتمت في أحضان الخلاعة قولا وفعلا، ثم ارتقت لتؤمن بالشذوذ الجنسي و تباركه لتقحمه في خانة ما يجب احترامه وكأن الشذوذ الجنسي والإباحية حق من حقوق الإنسان الكونية، كل ذلك ليرضى عنها أصحاب المهرجانات السينمائية الكبرى، فالسينما المغربية لم تملك الجرأة على معالجة القضايا التي تشغل المغاربة وتغوص في قضايا الأمة المصيرية، واختار السينمائيون المغاربة للسينما المغربية طريق التفسخ والفسوق حتى أن أحدهم لم يطق مع شذوذه الجنسي صبرا فأعلنه بلا حمرة خجل، وقد انجرت السينما المغربية خلف نظيرتها الأوربية التي دخلت عصر التطرف ببعض أفلامها المقصودة مع سبق الإصرار والترصد فحواها ضرب القيم الكونية والاحتفال بكل ما انحرف وزاغ عن الفطرة الإنسانية السليمة، وأقصد هنا التطبيع السينمائي مع الشذوذ والسحاق والبورنوغرافية، و صارت السينما كجنس فني راق ونبيل صارت في عداد الرهائن المختطفين من طرف مخرجين وممثلين متطرفين لا يقلون خطرا عن الإرهاب والإرهابيين في تدمير البنيان الإنساني...
