البوليساريو كي نعرفها ونعرف ممارساتها، لا بدّ أن نعرف بداياتها منذ النشأة، وهي التي تشتغل على ما يسمى بـ "الضّحايا"، ضحايا البوليساريو من أجل الدّعاية لها، وهي تبني مشروعها على ذلك، وتبني مشروعها على المظلومية والضّعف والتّظّلم والشّكاية في ظاهره، لكن في جوهره، لابدّ أن نتعمّق في مشروع البوليساريو المتشبّع بأفكار كامل تعرفوها أفكار ناصرية، وأفكار اشتراكية ماركسية. استقطبوا أناسا لا ينتمون إلى الّصحراء المغربية. ويعملون على شحن الصحراويين، وشحن الشّباب الصّحراوي، وبناء مخيّم، فيه نساء وأطفال، بينما الرجال لم يكونوا في المخيم الذي ما يزال عبارة عن تجمع من ساكنة من وادي الذهب والنواحي والبوادي والمدن الصغيرة يقطنون مخيمات «لحمادة» أو أرض الميعاد كما تسميها قيادة البوليساريو.
قدّمت هاته المعطيات، لأؤكّد أن منطلق البوليساريو دائما هو تسويق المظلومية والحكرة والضّعف منذ عهد الجزائري بومدين، وهي محاولات من البوليساريو لشحذ الصّحراويين ضد المغرب، ومن أجل نشر الكره ضدّ المغرب. وهذه القصص يروونها ويدرسونها في المدارس للأطفال في تندوف.
قدّمت هاته المعطيات، لأؤكّد أن منطلق البوليساريو دائما هو تسويق المظلومية والحكرة والضّعف منذ عهد الجزائري بومدين، وهي محاولات من البوليساريو لشحذ الصّحراويين ضد المغرب، ومن أجل نشر الكره ضدّ المغرب. وهذه القصص يروونها ويدرسونها في المدارس للأطفال في تندوف.
السّؤال الحارق اليوم هو: كيف يعقل أنّك تدرّس في أطفال صغار في مخيم لا تلفزيون لا تواصل اجتماعي. وهو ما تستغله البوليساريو من أجل شحذ وشحن الأطفال بأفكار عدوانية وعدائية ضدّ المغرب واستغلالهم من قبل عصابات داخل المخيم وفي الخارج، والإيهام بأن المغرب عدوّ الصحراويين. وهذا كله افتراء وكذب وبهتان للتغطية على معاناة ساكنة تندوف.
بداية أؤكد أن البوليساريو تعمل عبر خلايا، على غسل الدماغ تجاه أطفال المخيمات، وشحن الأطفال بأنّ المغرب عدوّ، وبأن المغاربة أعداء، وبأنه لا يوجد شيء مع المملكة المغربية. وكثير من ترويج الروايات الحاقدة الهدف منها شحن الصحراويين في عدد من المراحل والمحطّات، في المدارس وتجاه الكبار والصغار والنساء، لتكريس مزيد من الحقد والكراهية تجاه المغرب. وكلّ من يخالفهم يتم قمعه عبر التنظيم الديكتاتوري المجرم للبوليساريو بكل ما في العبارات والأوصاف من معنى ومبنى، بل منهم من دسّت له مكائد بمجرد أنّه كان لا يناصر أفكارهم تجاه ما يمارس ضد النساء والأطفال على وجه الخصوص. بل المضحك والمبكي في الآن نفسه، أنه يتم منع قاطني المخيمات من أداء شعيرة الصلاة، بدعوى أنهم مهاجرون، ويوهمونهم بأنهم في المخيمات وجب إقامة صلاة القصر فقط، بأفكار شيوعية اشتراكية ماضوية عفا عنها الزّمان.
أما فيما يتعلق باغتصاب النّساء والفتيات فحدت ولا حرج، فإن ما يسمى بـ «إبراهيم غالي»، الذي شغل في وقت سابق مهمة وزير الدفاع، ما أن تعجبه امرأة من المخيمات، كانت متزوجة أو عازبة، إلاّ ويتم استهدافها، حيث يدفع زوجها لأن يكون في الصّفوف الأمامية للميليشيات، على أساس أنّ في ذلك اليوم بلغ دوره في الحراسة ليلا، ويحاول إخراجه من المخيم ليلا، فيتم استقدام زوجة الجندي إلى غالي، ويباشر اغتصابها وإكراهها على ممارسة كل أنواع الشذوذ الجنسي قسرا، من دون مقاومة، ومن دون أن يقول أحد «اللهم إنّ هذا لمنكر».
ولا يتوقّف الوضع عند هذا الحد، بل يتعداه، إلى أن كل زوج يقاوم ما يحصل لامرأة من أسرته ، يتم تطليقها منه قسرا، فيتم منحها لقائد ناحية، ويتم حملها بطريقة غير شرعية. وهنا نستحضر ما حصل من مآس في المخيمات، وفي عدد من المناطق من مشاهد منفّرة ومقزّزة لا تمت للإنسانية بأي صلة.
وهنا أستحضر البطل سيد أحمد البطل، أكبر مجرم وأكبر جلاد وأكبر قاتل في البوليساريو، حيث أخذ بنتا واغتصبها، وهي ذات الـ 16 ربيعا، وفق شهادات نقلها سجناء في مخيمات سجن «الرشيد»، إلى أن ظهرت عليها أعرض الحمل. ولما فطنوا إلى ما حصل من مصيبة رموها في حفرة، جنوب غرب الجزائر، للتخلّص منها بمعية جنينها، في موقع كان وما يزال شاهدا على جرم البوليساريو والنظام الجزائري في مقابر جماعية. وهذا مشهد من مشاهد يومية إجرامية تتكرر في مخيمات الذل والعار ضحيتها نساء وأطفال، وسط صمت جماعي، واغتصابات متكررة لفتيات ونساء وأطفال لم تندمل جراحها إلى اليوم.
في مخيمات تندوف، الكلّ اليوم يفهم الرواية ويعي ما حصل ويحصل من مذابح وجرائم وكذب وبهتان وتجييش الأطفال وتجنيدهم، في لعبة سياسية قذرة تمارسها البوليساريو والجزائر معا، وقاطنو مخيمات البوليساريو ينتظرون كلّ فرصة للعودة إلى أرض الوطن. فهم لم يعودوا يطيقون ما يحصل، حيث الجوع والقمع والمنع، إلا من فتات المساعدات التي تجعلهم يقاومون العيش، ويهتبلون كل فرصة للمغادرة والفرار إلى وطنهم الأصل والأم، وهم يعوون أنهم ضيعوا مرحلة من مراحل حياتهم في الجحيم والكذب والقمع والفقر، مما يستوجب على المنتظم أن يتدخل لوقف هذه الجرائم الدولية ومحاسبة المتورطين ورد الاعتبار للمتضررين وجبر ضررهم، الأحياء منهم والأموات.
علي سالم اسويّح، الكاتب العام للإئتلاف الصّحراوي للدفاع عن ضحايا سجن الرّشيد