الاثنين 13 يناير 2025
كتاب الرأي

علي سالم اسويّح: هذا ما تفعله البوليساريو فـي تندوف لاغتصاب النّساء وتجنيد الأطفال بدعم الجزائر

علي سالم اسويّح: هذا ما تفعله البوليساريو فـي تندوف لاغتصاب النّساء وتجنيد الأطفال بدعم الجزائر علي سالم اسويّح
البوليساريو‭ ‬كي‭ ‬نعرفها‭ ‬ونعرف‭ ‬ممارساتها،‭ ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬بداياتها‭ ‬‮ ‬منذ‭ ‬النشأة،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تشتغل‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‭ ‬"الضّحايا"،‭ ‬ضحايا‭ ‬البوليساريو‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الدّعاية‭ ‬لها،‭ ‬وهي‭ ‬تبني‭ ‬مشروعها‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬وتبني‭ ‬مشروعها‭ ‬على‭ ‬المظلومية‭ ‬والضّعف‭ ‬والتّظّلم‭ ‬والشّكاية‭ ‬في‭ ‬ظاهره،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬جوهره،‭ ‬لابدّ‭ ‬أن‭ ‬نتعمّق‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬البوليساريو‭ ‬‮ ‬المتشبّع‭ ‬بأفكار‭ ‬كامل‭ ‬تعرفوها‭ ‬أفكار‭ ‬ناصرية،‭ ‬وأفكار‭ ‬اشتراكية‭ ‬ماركسية‭. ‬استقطبوا‭ ‬أناسا‭ ‬لا‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬الّصحراء‭ ‬المغربية‭. ‬ويعملون‭ ‬على‭ ‬شحن‭ ‬الصحراويين،‭ ‬وشحن‭ ‬الشّباب‭ ‬الصّحراوي،‭ ‬وبناء‭ ‬مخيّم،‭ ‬فيه‮ ‬‭ ‬نساء‭ ‬وأطفال،‭ ‬بينما‭ ‬الرجال‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬في‭ ‬المخيم‭ ‬الذي‭ ‬ما‭ ‬يزال‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬تجمع‭ ‬من‭ ‬ساكنة‭ ‬من‭ ‬وادي‭ ‬الذهب‭ ‬والنواحي‭ ‬والبوادي‭ ‬والمدن‭ ‬الصغيرة‭ ‬يقطنون‭ ‬مخيمات‭ ‬«لحمادة»‭ ‬أو‭ ‬أرض‭ ‬الميعاد‭ ‬كما‭ ‬تسميها‭ ‬قيادة‭ ‬البوليساريو‭.‬
‮ ‬
قدّمت‭ ‬هاته‭ ‬المعطيات،‭ ‬لأؤكّد‭ ‬أن‭ ‬منطلق‭ ‬البوليساريو‭ ‬دائما‭ ‬هو‭ ‬تسويق‭ ‬المظلومية‭ ‬والحكرة‭ ‬والضّعف‭ ‬منذ‭ ‬عهد‭ ‬الجزائري‭ ‬بومدين،‭ ‬وهي‭ ‬محاولات‭ ‬من‭ ‬البوليساريو‭ ‬لشحذ‭ ‬الصّحراويين‭ ‬ضد‭ ‬المغرب،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬نشر‭ ‬الكره‭ ‬ضدّ‭ ‬المغرب‭. ‬وهذه‭ ‬القصص‭ ‬يروونها‭ ‬ويدرسونها‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬للأطفال‭ ‬في‭ ‬تندوف‭.‬‮ ‬

السّؤال‭ ‬الحارق‮ ‬‭ ‬اليوم‭ ‬هو:‭ ‬كيف‭ ‬يعقل‭ ‬أنّك‭ ‬تدرّس‭ ‬في‭ ‬أطفال‭ ‬صغار‭ ‬في‭ ‬مخيم‭ ‬لا‭ ‬تلفزيون‭ ‬لا‭ ‬تواصل‭ ‬اجتماعي‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تستغله‭ ‬البوليساريو‭ ‬‮ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬شحذ‭ ‬وشحن‭ ‬الأطفال‭ ‬بأفكار‭ ‬عدوانية‭ ‬وعدائية‭ ‬ضدّ‭ ‬المغرب‭ ‬واستغلالهم‮ ‬‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عصابات‭ ‬داخل‭ ‬المخيم‭ ‬وفي‭ ‬الخارج،‭ ‬والإيهام‭ ‬بأن‭ ‬المغرب‭ ‬عدوّ‭ ‬الصحراويين‭. ‬وهذا‭ ‬كله‭ ‬افتراء‭ ‬وكذب‭ ‬وبهتان‭ ‬للتغطية‭ ‬على‭ ‬معاناة‭ ‬ساكنة‭ ‬تندوف‭.‬
‮ ‬
‮ ‬بداية‭ ‬أؤكد‭ ‬أن‭ ‬البوليساريو‭ ‬تعمل‭ ‬عبر‭ ‬خلايا،‭ ‬على‭ ‬غسل‭ ‬الدماغ‭ ‬تجاه‭ ‬أطفال‭ ‬المخيمات،‭ ‬وشحن‭ ‬الأطفال‭ ‬بأنّ‭ ‬المغرب‭ ‬عدوّ،‭ ‬وبأن‭ ‬المغاربة‭ ‬أعداء،‭ ‬وبأنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬شيء‭ ‬مع‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭. ‬وكثير‭ ‬من‭ ‬ترويج‭ ‬الروايات‭ ‬الحاقدة‭ ‬الهدف‭ ‬منها‭ ‬شحن‭ ‬الصحراويين‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المراحل‭ ‬والمحطّات،‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬وتجاه‭ ‬الكبار‭ ‬والصغار‭ ‬والنساء،‭ ‬لتكريس‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الحقد‭ ‬والكراهية‭ ‬تجاه‭ ‬المغرب‭. ‬وكلّ‭ ‬من‭ ‬يخالفهم‭ ‬يتم‭ ‬قمعه‭ ‬عبر‭ ‬التنظيم‭ ‬الديكتاتوري‭ ‬المجرم‭ ‬للبوليساريو‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬العبارات‭ ‬والأوصاف‭ ‬من‭ ‬معنى‭ ‬ومبنى،‭ ‬بل‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬دسّت‭ ‬له‭ ‬مكائد‭ ‬بمجرد‭ ‬أنّه‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬يناصر‭ ‬أفكارهم‭ ‬تجاه‭ ‬ما‭ ‬يمارس‭ ‬ضد‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭. ‬بل‭ ‬المضحك‭ ‬والمبكي‭ ‬في‭ ‬الآن‭ ‬نفسه،‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬منع‭ ‬قاطني‭ ‬المخيمات‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬شعيرة‭ ‬الصلاة،‭ ‬بدعوى‭ ‬أنهم‭ ‬مهاجرون،‭ ‬ويوهمونهم‭ ‬بأنهم‭ ‬في‭ ‬المخيمات‭ ‬وجب‭ ‬إقامة‭ ‬صلاة‭ ‬القصر‭ ‬فقط،‭ ‬بأفكار‭ ‬شيوعية‭ ‬اشتراكية‭ ‬ماضوية‭ ‬عفا‭ ‬عنها‭ ‬الزّمان‭.‬
‮ ‬
أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬باغتصاب‭ ‬النّساء‭ ‬والفتيات‭ ‬فحدت‭ ‬ولا‭ ‬حرج،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‭ ‬«إبراهيم‭ ‬غالي»،‭ ‬الذي‭ ‬شغل‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬مهمة‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع،‭ ‬ما‭ ‬أن‭ ‬‮ ‬تعجبه‭ ‬امرأة‭ ‬من‭ ‬المخيمات،‭ ‬كانت‭ ‬متزوجة‭ ‬أو‭ ‬عازبة،‭ ‬إلاّ‭ ‬ويتم‭ ‬استهدافها،‭ ‬حيث‭ ‬يدفع‭ ‬زوجها‭ ‬لأن‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬الصّفوف‭ ‬الأمامية‭ ‬للميليشيات،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أنّ‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬بلغ‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬الحراسة‭ ‬ليلا،‭ ‬ويحاول‭ ‬إخراجه‭ ‬من‭ ‬المخيم‭ ‬ليلا،‭ ‬فيتم‭ ‬استقدام‭ ‬زوجة‭ ‬الجندي‭ ‬إلى‭ ‬غالي،‭ ‬ويباشر‭ ‬اغتصابها‭ ‬وإكراهها‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬الشذوذ‭ ‬الجنسي‭ ‬قسرا،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مقاومة،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬أحد‭ ‬«اللهم‭ ‬إنّ‭ ‬هذا‭ ‬لمنكر»‭.‬
‮ ‬
‮ ‬ولا‭ ‬يتوقّف‭ ‬الوضع‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد،‭ ‬بل‭ ‬يتعداه،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬زوج‭ ‬يقاوم‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬لامرأة‭ ‬من‭ ‬أسرته‭ ‬،‭ ‬يتم‭ ‬تطليقها‭ ‬منه‭ ‬قسرا،‭ ‬فيتم‭ ‬منحها‭ ‬لقائد‭ ‬ناحية،‭ ‬ويتم‭ ‬حملها‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬شرعية‭. ‬وهنا‭ ‬نستحضر‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬من‭ ‬مآس‭ ‬في‭ ‬المخيمات،‭ ‬وفي‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬من‭ ‬مشاهد‭ ‬منفّرة‭ ‬ومقزّزة‭ ‬لا‭ ‬تمت‭ ‬للإنسانية‭ ‬بأي‭ ‬صلة‭.‬
‮ ‬
وهنا‭ ‬أستحضر‭ ‬البطل‭ ‬سيد‭ ‬أحمد‭ ‬البطل،‭ ‬أكبر‭ ‬مجرم‭ ‬وأكبر‭ ‬جلاد‭ ‬وأكبر‭ ‬قاتل‭ ‬في‭ ‬البوليساريو،‭ ‬حيث‭ ‬أخذ‭ ‬بنتا‭ ‬واغتصبها،‭ ‬وهي‭ ‬ذات‭ ‬الـ‭ ‬16‭ ‬ربيعا،‭ ‬وفق‭ ‬شهادات‭ ‬نقلها‭ ‬سجناء‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬سجن‭ ‬«الرشيد»،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ظهرت‭ ‬عليها‭ ‬أعرض‭ ‬الحمل‭. ‬ولما‭ ‬فطنوا‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬من‭ ‬مصيبة‭ ‬رموها‭ ‬في‭ ‬حفرة،‭ ‬جنوب‭ ‬غرب‭ ‬الجزائر،‭ ‬للتخلّص‭ ‬منها‭ ‬بمعية‭ ‬جنينها،‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬كان‭ ‬وما‭ ‬يزال‭ ‬شاهدا‭ ‬على‭ ‬جرم‭ ‬البوليساريو‭ ‬والنظام‭ ‬الجزائري‭ ‬في‭ ‬مقابر‭ ‬جماعية‭. ‬وهذا‭ ‬مشهد‭ ‬من‭ ‬مشاهد‭ ‬يومية‭ ‬إجرامية‭ ‬تتكرر‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬الذل‭ ‬والعار‭ ‬ضحيتها‭ ‬نساء‭ ‬وأطفال،‭ ‬وسط‭ ‬صمت‭ ‬جماعي،‭ ‬واغتصابات‭ ‬متكررة‭ ‬لفتيات‭ ‬ونساء‭ ‬وأطفال‭ ‬لم‭ ‬تندمل‭ ‬جراحها‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭.‬
‮ ‬
في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف،‭ ‬الكلّ‭ ‬اليوم‭ ‬‮ ‬يفهم‭ ‬الرواية‭ ‬‮ ‬ويعي‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬ويحصل‭ ‬من‭ ‬مذابح‭ ‬وجرائم‭ ‬وكذب‭ ‬وبهتان‭ ‬وتجييش‭ ‬الأطفال‭ ‬وتجنيدهم،‭ ‬في‭ ‬لعبة‭ ‬سياسية‭ ‬قذرة‭ ‬تمارسها‭ ‬البوليساريو‭ ‬والجزائر‭ ‬معا،‭ ‬وقاطنو‭ ‬مخيمات‭ ‬البوليساريو‭ ‬ينتظرون‭ ‬كلّ‭ ‬فرصة‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬الوطن‭. ‬فهم‭ ‬لم‭ ‬يعودوا‭ ‬يطيقون‭ ‬ما‭ ‬يحصل،‭ ‬حيث‭ ‬الجوع‭ ‬والقمع‭ ‬والمنع،‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬فتات‭ ‬المساعدات‭ ‬التي‭ ‬تجعلهم‭ ‬يقاومون‭ ‬العيش،‭ ‬ويهتبلون‭ ‬كل‭ ‬فرصة‭ ‬للمغادرة‭ ‬والفرار‭ ‬إلى‭ ‬وطنهم‭ ‬الأصل‭ ‬والأم،‭ ‬وهم‭ ‬يعوون‭ ‬أنهم‭ ‬ضيعوا‭ ‬مرحلة‭ ‬من‭ ‬مراحل‭ ‬حياتهم‭ ‬في‭ ‬الجحيم‭ ‬والكذب‭ ‬والقمع‭ ‬والفقر،‭ ‬مما‭ ‬يستوجب‭ ‬على‭ ‬المنتظم‭ ‬أن‭ ‬يتدخل‭ ‬لوقف‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬الدولية‭ ‬ومحاسبة‭ ‬المتورطين‭ ‬ورد‭ ‬الاعتبار‭ ‬للمتضررين‭ ‬وجبر‭ ‬ضررهم،‭ ‬الأحياء‭ ‬منهم‭ ‬والأموات.
علي سالم اسويّح، الكاتب العام للإئتلاف الصّحراوي للدفاع عن ضحايا سجن الرّشيد