بعد جولة استطلاعية مطولة مشيا على الأقدام بدواوير منطقة "الشيشان" زوال السبت 16 نونبر 2024، تحضيرا لملف حول ضاحية البيضاء، كان لابد من "التقاط الأنفاس" بمقهى شعبي توجد بين دوار بئر العبدي وإقامة التوفيق.
شخصيا لا أعترف بالتقطيع الإداري للدار البيضاء الذي فصل الشيشان إلى شطرين، كل شطر تابع لسلطة ترابية مختلفة: "الشيشان الشمالية" وتخضع لنفوذ عمالة مقاطعة سيدي عثمان، تم "الشيشان الجنوبية" التابعة لنفوذ إقليم مديونة (الاسم الإداري هو "الهراويين"، بالنسبة للسكان خارج كازا)،
وبسبب الأعطاب الكبرى والاختلالات الفظيعة بهذا الحوض الجغرافي، فأنا أتعامل مع "الشيشان" كوحدة مجالية واحدة، بالنظر إلى أن "الشيشان" كان يعد مجالا واحدا، قبل أن "يخرج فيه لبلان" في مطلع الألفية الحالية، ويقسم إلى قسمين، بسبب إحداث الأطوروت (المعروف بالمدار الجنوبي للدارالبيضاء). وهو نفس التقسيم الذي عرفه دوار "التقلية" الذي انشطر بدوره إلى شطرين: "التقلية الشمالية" التابعة لعمالة عين الشق و "التقلية الجنوبية" التابع لإقليم النواصر. وكذا دوار "الضرابنة" الذي عرف نفس الانشطار بسبب إحداث الأوطوروت: "الضرابنة الشمالية" بعمالة عين الشق و"الضرابنة الجنوبية" التابعة لإقليم النواصر.
وإذا أسقطنا كاريان الرحامنة( بمقاطعة سيدي مومن)، الذي يعد اليوم أقدم وأكبر تجمع عشوائي مازال موجودا بقلب الدارالبيضاء( بعد القضاء على السكويلة وطوما وباشكو وكاريان سنطرال)، يمكن القول أن "الشيشان" يعد حاليا أكبر تجمع عشوائي بالمغرب، يمتد على مساحة تقدر ب 24 كيلومتر مربع، ويضم أزيد من 100 ألف نسمة( أكثر من نصفهم يوجد بالشيشان الجنوبية بتراب إقليم مديونة).
اسم "الشيشان"، أطلق على منطقة الهراويين في أوج إغراق ضاحية الدارالبيضاء بالسكن العشوائي في عهد المرحوم إدريس البصري، الوزير القوي في العهد الماضي، استعدادا لرسم مسبق للخريطة الانتخابية عام 1997 على مقاس السلطة، للحيلولة دون أن تسقط الدارالبيضاء في أيدي أحزاب الكتلة آنذاك. إلا أن المد الجارف للراغبين في الظفر "بهمزة" في السكن العشوائي بالأراضي الفلاحية بالهراويين "والتقلية"، جعلت الأمور تنفلت من يد وزارة الداخلية التي لم تجد بدا من الترخيص لعامل عمالة سيدي البرنوصي بتسخير القوة العمومية لقمع انتفاضة الهراويين وهدم البنايات العشوائية التي تجاوزت الحد الذي كانت تنوي السلطات التغاضي عنه بدوار المديوني وبئر العبدي والحواتة والدار الحمراء، وغيرها من البؤر العشوائية بالهراويين ( للعلم، كانت الهراويين تابعة في مطلع التسعينات من القرن العشرين لتراب عمالة البرنوصي، قبل أن تصبح تابعة لعمالة بنمسيك عام 1997، تم إلى عمالة سيدي عثمان عام 1999 بعد إحداث هذه الأخيرة، ثم لإقليم مديونة بعد إحداث هذا الأخير عام 2003، بالنسبة لشطر الهراويين الموجود جنوب الأوطوروت).
ونظرا لشراسة القمع الذي تعرض له السكان المتضررون من الهدم بالهراويين وما رافق ذلك من اعتقالات، أطلق المخيال الجماعي البيضاوي على تلك الأحداث اسم "أحداث الشيشان"، لأن ما وقع بالهراويين حينها تزامن مع حرب الشيشان الأولى( 1992\1994) التي واجه فيها الشيشانيون روسيا في عهد الرئيس يلستين للمطالبة بالاستقلال.
ومنذ ذاك التاريخ والهراويين تسمى عند الساكنة البيضاوية باسم "الشيشان".
ومن باب المفارقة أن "الشيشان" الحقيقية التابعة لفيدرالية روسيا، مازالت كجمهورية قوقازية تئن تحت وطأة البطالة والهشاشة مقارنة مع باقي الكيانات الروسية، و"الشيشان" المجازية (أي الهراويين بالدار البيضاء )، مازالت بدورها تعيش في ظروف حاطة بالكرامة الآدمية وتفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات الحضرية المفروض أن تتوفر لساكنة هذا الجيب المهمش و"المحكور"، علما أن هناك شلالا من القرارات والأغلفة المالية والاتفاقيات التي وقعت لتأهيل "الشيشان"، دون أن يترجم ذلك على أرض الواقع، بل بعض هاته الاتفاقيات وقعت أمام الملك عام 2011، ولم تلتزم السلطة العمومية بتنفيذها لضمان الإنصاف الترابي لحوالي 2،5% من سكان العاصمة الاقتصادية، لم يرتكبوا أي جريمة سوى أنهم اختاروا الاستقرار بجنوب الدار البيضاء. واحسرتاه!
شخصيا لا أعترف بالتقطيع الإداري للدار البيضاء الذي فصل الشيشان إلى شطرين، كل شطر تابع لسلطة ترابية مختلفة: "الشيشان الشمالية" وتخضع لنفوذ عمالة مقاطعة سيدي عثمان، تم "الشيشان الجنوبية" التابعة لنفوذ إقليم مديونة (الاسم الإداري هو "الهراويين"، بالنسبة للسكان خارج كازا)،
وبسبب الأعطاب الكبرى والاختلالات الفظيعة بهذا الحوض الجغرافي، فأنا أتعامل مع "الشيشان" كوحدة مجالية واحدة، بالنظر إلى أن "الشيشان" كان يعد مجالا واحدا، قبل أن "يخرج فيه لبلان" في مطلع الألفية الحالية، ويقسم إلى قسمين، بسبب إحداث الأطوروت (المعروف بالمدار الجنوبي للدارالبيضاء). وهو نفس التقسيم الذي عرفه دوار "التقلية" الذي انشطر بدوره إلى شطرين: "التقلية الشمالية" التابعة لعمالة عين الشق و "التقلية الجنوبية" التابع لإقليم النواصر. وكذا دوار "الضرابنة" الذي عرف نفس الانشطار بسبب إحداث الأوطوروت: "الضرابنة الشمالية" بعمالة عين الشق و"الضرابنة الجنوبية" التابعة لإقليم النواصر.
وإذا أسقطنا كاريان الرحامنة( بمقاطعة سيدي مومن)، الذي يعد اليوم أقدم وأكبر تجمع عشوائي مازال موجودا بقلب الدارالبيضاء( بعد القضاء على السكويلة وطوما وباشكو وكاريان سنطرال)، يمكن القول أن "الشيشان" يعد حاليا أكبر تجمع عشوائي بالمغرب، يمتد على مساحة تقدر ب 24 كيلومتر مربع، ويضم أزيد من 100 ألف نسمة( أكثر من نصفهم يوجد بالشيشان الجنوبية بتراب إقليم مديونة).
اسم "الشيشان"، أطلق على منطقة الهراويين في أوج إغراق ضاحية الدارالبيضاء بالسكن العشوائي في عهد المرحوم إدريس البصري، الوزير القوي في العهد الماضي، استعدادا لرسم مسبق للخريطة الانتخابية عام 1997 على مقاس السلطة، للحيلولة دون أن تسقط الدارالبيضاء في أيدي أحزاب الكتلة آنذاك. إلا أن المد الجارف للراغبين في الظفر "بهمزة" في السكن العشوائي بالأراضي الفلاحية بالهراويين "والتقلية"، جعلت الأمور تنفلت من يد وزارة الداخلية التي لم تجد بدا من الترخيص لعامل عمالة سيدي البرنوصي بتسخير القوة العمومية لقمع انتفاضة الهراويين وهدم البنايات العشوائية التي تجاوزت الحد الذي كانت تنوي السلطات التغاضي عنه بدوار المديوني وبئر العبدي والحواتة والدار الحمراء، وغيرها من البؤر العشوائية بالهراويين ( للعلم، كانت الهراويين تابعة في مطلع التسعينات من القرن العشرين لتراب عمالة البرنوصي، قبل أن تصبح تابعة لعمالة بنمسيك عام 1997، تم إلى عمالة سيدي عثمان عام 1999 بعد إحداث هذه الأخيرة، ثم لإقليم مديونة بعد إحداث هذا الأخير عام 2003، بالنسبة لشطر الهراويين الموجود جنوب الأوطوروت).
ونظرا لشراسة القمع الذي تعرض له السكان المتضررون من الهدم بالهراويين وما رافق ذلك من اعتقالات، أطلق المخيال الجماعي البيضاوي على تلك الأحداث اسم "أحداث الشيشان"، لأن ما وقع بالهراويين حينها تزامن مع حرب الشيشان الأولى( 1992\1994) التي واجه فيها الشيشانيون روسيا في عهد الرئيس يلستين للمطالبة بالاستقلال.
ومنذ ذاك التاريخ والهراويين تسمى عند الساكنة البيضاوية باسم "الشيشان".
ومن باب المفارقة أن "الشيشان" الحقيقية التابعة لفيدرالية روسيا، مازالت كجمهورية قوقازية تئن تحت وطأة البطالة والهشاشة مقارنة مع باقي الكيانات الروسية، و"الشيشان" المجازية (أي الهراويين بالدار البيضاء )، مازالت بدورها تعيش في ظروف حاطة بالكرامة الآدمية وتفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات الحضرية المفروض أن تتوفر لساكنة هذا الجيب المهمش و"المحكور"، علما أن هناك شلالا من القرارات والأغلفة المالية والاتفاقيات التي وقعت لتأهيل "الشيشان"، دون أن يترجم ذلك على أرض الواقع، بل بعض هاته الاتفاقيات وقعت أمام الملك عام 2011، ولم تلتزم السلطة العمومية بتنفيذها لضمان الإنصاف الترابي لحوالي 2،5% من سكان العاصمة الاقتصادية، لم يرتكبوا أي جريمة سوى أنهم اختاروا الاستقرار بجنوب الدار البيضاء. واحسرتاه!