السبت 16 نوفمبر 2024
مجتمع

بعد أحداث القليعة.. لماذا يستقر المهاجرون الأفارقة بجهة سوس بكثرة؟

بعد أحداث القليعة.. لماذا يستقر المهاجرون الأفارقة بجهة سوس بكثرة؟ ورشة سابقة في أيت عميرة لإدماج المهاجرين الأفارقة في المنطقة وخلال توقيع اتفاقية بين جماعة أكادير وممثلة المنظمة الدولية للهجرة بالمغرب
تُعد منطقة سوس ماسة في المغرب محطة رئيسية ضمن مسار الهجرة الإفريقية، حيث يتوافد المهاجرون من دول جنوب الصحراء الكبرى بحثًا عن فرص أفضل للحياة، حيث صارت مدن أكادير وإنزكان وتيزنيت واشتوكة أيت باها ملاذا لهم بحثا عن فرص عمل تؤمن استقرارهم الاجتماعي ومستقبلهم.

ووفق معطيات استقتها "أنفاس بريس"، فإن أغلب المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء إلى سوس ماسة، غادروا أو فرّوا من بلدان تعاني من النزاعات المسلحة، والأزمات الاقتصادية، أو آثار التغيرات المناخية، من قبيل مالي، والسنغال، وغينيا وساحل العاج، حيث تكون مناطق أيت عميرة وسيدي بيبي وبلفاع في اشتوكة أيت باها، والقليعة في إنزكان أيت ملول، وأنزا وتدارت والدراركة في أكادير ملاذا لهم، وهي مواقع توفّر لهم فرص شغل وعمل في الفلاحة والبناء، والخدمات.

ووسط هذا التدفق غير المسبوق لهؤلاء المهاجرين بالمنطقة، حيث تصل تقديرات أعدادهم إلى نحو أكثر من خمسة آلاف شخص من جنسيات مختلفة، تبذل جهود كبيرة من أجل إدماجهم في الحياة العامة وتسوية وضعيتهم القانونية من أجل تأمين إندماجهم وانخراطهم في المجتمع المحلي منذ إطلاق المغرب للاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء في عام 2014، على الرغم من الحواجز الثقافية واللغوية، إلى جانب النظرة السلبية في بعض الأحيان، حيث شكلوا تجمعات بشرية واجتماعية في عدد من المواقع والدواوير بمناطق سوس ماسة، بعدما منح لعدد غير يسير منهم تصاريح إقامة، مما يتيح لهم الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة.

وعلاوة على ذلك، تم تأمين برامج تكوينية لتأهيل المهاجرين للعمل في قطاعات مختلفة، إلى جانب دعم مشاريع صغيرة للمهاجرين بهدف تمكينهم اقتصاديًا. في كل من إنزكان وأيت عميرة وبلفاع وسيدي بيبي، وجرى استحضار المخططات الجماعية للتنمية في برامج عمل الجماعات الترابية بإشراك فعلي لهم في بلورة حاجاتهم احتياجاتهم، وهو ما ساهم بكشل كبير في تعزيز التعايش بين المهاجرين والسكان المحليين، وتحويل الهجرة من تحدٍ إلى فرصة للتنمية، عززه إدماجهم في أنشطة ذات بعد ثقافي وهوياتي تشكل متنفّسا لهم ولأهالي المنطقة في كثير من المناسبات، وفق إفادة نشطاء مدنيين بالمنطقة لـ"أنفاس بريس".

وقبل أيام، جرى تفقد مشروع "دعم إدماج المهاجرين من قبل المجلس الجماعي لمدينة أكادير"الممتد إلى غاية نونبر 2025، وهو مشروع تجريبي يتم تنفيذه بتمويل من قبل صندوق المنظمة الدولية للهجرة للتنمية، قالت عنه رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في المغرب، لورا بالاتيني، إن الهدف الرئيسي من هذا المشروع هو دعم الإجراءات المحلية التي تهدف إلى التصدي للتحديات المتعلقة بإدماج المهاجرين في مدينة أكادير والجماعات المجاورة.

وأضافت أنه من خلال اعتماد نهج يستند إلى الحقائق الواقعية، سيعزز هذا المشروع مشاركة جميع الفاعلين المحليين، لتحليل احتياجات المهاجرين الخاصة، من خلال تنفيذ مبادرات تجريبية قابلة للتكييف.