كان علي أن اتحمل كل الغثاء الذي أتى به الرفيق وهبي وهو يحاور الصحفي بونس مسكين... بغطرسة... وكل منهجه" أنا وحدي مضوي البلاد..."
ينفلت من الأسئلة الحرجة بالتمركز حول الذات... فهو لا يدبج القوانين حسب لغته وفق قناعته وهذا وما يرى... ونسي أن القطاع الذي يدبره لا يدبر بالقناعات الفردية ولا السياسية ولا حتى الحزبية، بل يدبره بمشروع مجتمعي تضعه الدولة تتقاطع فيه المصالح الجارية والأمن المادي والمجتمعي والنفسي ويؤسس للتماسك المجتمعي...
لا... يا رفيقي... هربت للذات مرات وأنت تبرر الخيارات مذ دبرت هذا القطاع...
ولأنك " ذاتوي" في كل مبادرة حد القرف...
جعلت الذات هي المحدد للقرار تحت مظلة القناعة... والرؤية...
ولأنك تعلم ونعلم جميعا أن للذات هزات ونوبات صرع تعمي البصيرة...
تذكر أنك أخذت نحو شطط القول...
من ديبلومات كندا... وباه عندو لفلوس
من هلوسات ايستخبارات الجوارب إلى قففك البئيسة وأنت توزعها متعبا الوجدان زمن الزلزال...
قد وعدتنا أن تفتش عن ملايين قفف جود...
أن تعيد لنا 17 ملايير....
فصمتَّ حين استوزرت وغدا أخنوش " لي عمرها دار"..
وهذه لغتك وديدنك...
فقد سبق أن قلت في بنكيران أعظم مديح حتى جعلته حكيم السياسية...
وها أنت اليوم تختار من تظنه أضعف حلقة لتروض المختلف على الصمت...
اخترت " المهداوي" وتركت خصما قوية الشكيمة وصفكم علانية وصفا لا يقبل التأويل ب " الفساد"....
تتبعت حلقة ضفاف الفنجان...
يا لصبرك يا يونس...
نعم... تتبعت حوار وهبي اللطيف الذي تاه عنا في الطريق...
أخذته يا يونس بذكاء غير ماكر إلى خط التماس مع المفارقات...
لقد انتحر ضيفك أكثر من مرة...
لقد كان لقاء سيكوباتيا.... عرى ثنائية القطب والخطب والعطب
وثلاث أسئلة أخيرة... خطيرة...
أين المفر...؟ هذا يونس أحكم المصيدة... وانتظر بحكمة صياد صيني زاده الصبر...
كانت ثلاثة ألغام في حقل مكشوف...
جعلته يمشي فيه دون حذر.... فانفجر...
وإن كان علي أن أطيق الرعشة الفكرية للرجل وأجوبة لا أجد لها سياقا سياسيا ولا مرجعية رجل دولة تؤطرها... غير الذات التي بقي فيها شيء من قلاع "ديكتاتورية البروليتاريا"
سقط في يدي وأنا اسمعك مرات تسمي فاطمة مولات الحبة والتبن بالأمينة العامة...
هل أردت أن تجامل فاطمة عالية الشان والجاه وأنت تقرن اسمها ب " الأمينة العامة" ثلاث مرات...
كأنك تثبت وتلغي في الآن ذاته...
كأنك تلغي كل ثلاثية... في لاوعيك
نعم... صححت وقلت المنسقة...
آه... منك ....
لم تكن غلطة لغوية... فمثلك يجيد الحساب باللغة...
كانت أكثر من فلتة لسان...
كانت إلغاءً وردا للدين ووفاء وولاء لفاطمة المنصورة بالجاه العلي...
طوبى لفاطمة... بنت الدار الكبيرة...
طوبى لها بمثل هؤلاء المناضلين...
لا ينكرون الفضل... وهم على العهد ماضون...
أن يتوجك ثلاث مرة ولو لغة أمينة عامة...
ليس عبثا...
يبدو أنك أغرقت الرفيق العتيق الأنيق الذي أعجبتك أنافة رفيقي في فضل كبير لن ينساه... بل أنساه الثلاثي البامي... الحاكم بالحصيص البصيص..
في أفقه لم تكوني إلا أنت... أنت القمة..
والباقي... مجرد كومبارس...
سامحيه يا فاطمة الثانية... فاطمة بريم...
سامحه يا المهدي... مهدي زمان بلا نبوءة غير نبوءة رقصة أتت بخونا لحسن السعدي...ورحمة شملت من فكروا في قتلنا جميعا... ولم تشمل صناع الأمل...
هل الدم... والتكفير والتطرف صاروا الطريق السريع لريع جديد...؟
يا بنسعيد سامحني... صاحبك أقصاك لغة... واللغة تفضح...
يا حاكم جغرافيا الفن والثقافة والصحافة والشباب والطفولة...
تقول فلتة لسان صاحب" فضل علوم كندا في القانون والندى "ل وصاحب " فضل لون الجوارب في معرفة خفايا الجوانب" إن الست فاطمة الزهراء...الحاكمة بأمر الخفاء...
هي الحاكمة... والثلاثة بدعة...
زلة.. فلتة... غلطة... اللغة فاضحة تعري ما نخفي...
لنعد إلى ضفاف الفنجان...
قال صاحبي عبد اللطيف وهبي بلطفه المعتاد..
إن رفيقي... كتب موضوعا رائعا استحق به النجاح...
ولأنه كان إرهابيا سابقا حق للدولة أن تمنحه استثناء أخنوش...
والفضيحة أن رئيس حكومتنا لا يعرف من هو عبد الوهاب رفيقي...
هكذا قال اللطيف وهبي عن رئيسه..
هل فعلا كتب موضوعا ممتازا بوأه الصدارة...؟
من قال لك ذلك...؟
ألا تعلم أن اختبار المنتدبين لم يكن " مقاليا" بل اختبارا باختيار جواب من متعدد...؟
فعن أي موضوع تتحدث...؟
دعنا من رفيقي...!
رفيقي الأنيق والمهذب... نال حظه مم سخاء لا مثيل له... بعدما كفر وغفر وقسم... لكنه تاب فأنغم وأطرب وأسعد...
فجازاه أخنوش لتوبته من الدم المغربي باسثتناء العظماء..
سأسأل خويا وهبي...
أنا لست قانونيا...
ولكني أعرف أن كل شكاية على الأقل طرف متضرر...
في قضيتك ضد المهداوي...
من المتضرر..؟
هل اخنوش هو المتضرر...؟
لترمي الكرة في ملعبه...؟
مسطريا رئيس الحكومة يأذن لك... لا غير..
وأنت المتضرر.... وليس رئيس الحكومة...
وحضورك للمحكمة وإن لم تكن ضرورة قانونية له رمزية يا رفيق ساسية ودلالة في دولة المساواة والحق والقانون...
أما كونك تخاف من قانون الإثراء غير المشروع ... فتلك فوبيا- مالية...
ولا أظنك تنكر على المغاربة حق السؤال عن طريق المؤسسات والقضاء عن أصل الثروة...
فبيننا من اغتنى بالسياسة والجماعة والصفقات والمخدرات والريع... والمنصب... و....و...
ليس على الشعب الإثبات...
فهذا من اختصاص القضاء والمؤسسات الأمنية...
لكن الإثراء غير المشروع مفضوح نراه كلنا في حياة تتبدل بسرعة...
قانون الإثراء غير المشروع لا يحتاج إلا إلى إرادة سياسية لتطويقه... لا إلى شعبوية تحوله فزاعة حتى للشرفاء...
صدقني... ستذهب ذات يوم...
ويأتي زمن يتم فيه تنزيل هذا القانون...
وتصحيح كل الاختلالات المقيدة للمجتمع المدني في محاربة الفساد...
لن يذكر التاريخ غير الجوارب التي تخبر عن النوابا وعن الإحسان بالمنصب وعن إجهاض مدنية محاربة الفساد....ووأد قانون تجريم الفساد...وكل حروبك المجانية مع المهداوي التي كانت ستنتهي بمجرد بيان توضيحي...
سيذكر التاريخ أن يساريا تائبا مر من هنا... وهذه آثاره...
رجوع الله با عبد اللطيف... فمازال في الطريق منعطف يعيدك إلينا...
تخفف من السلطة فهي ممتعة... فتنة ... بهية الطلعة قاسية الصرعة...
خالد أخازي، روائي وإعلامي مستقل