Tuesday 12 August 2025
مجتمع

في ظل موجة الحر... الدكتور الطيب حمضي يوصي بإجراءات وقائية لتفادي المضاعفات

 
 
في ظل موجة الحر... الدكتور الطيب حمضي يوصي بإجراءات وقائية لتفادي المضاعفات الدكتور الطيب حمضي
منذ انطلاق فصل الصيف، توالت النشرات الإنذارية التي تحذر من ارتفاع قياسي في درجات الحرارة، ما جعل المغرب يعيش على وقع موجات حر متتالية، وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة يتزايد خطر الإصابة بمضاعفات صحية خاصة لدى الفئات الهش.
وفي هذا السياق، استعرض الدكتور الطيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية، مجموعة من النصائح والإرشادات التي ينبغي اتباعها مشيرا إلى أن موجة الحرارة يمكن أن تؤدي في طل غياب الاحتياطات، مضاعفات صحية خطيرة بسبب اجتفاف الجسم أو الضربة الحرارية أو هما معا، مضيفا أن المخلفات الصحية يمكن أن تصيب الجميع، وبدرجة أكبر المسنين والأطفال.
ومن ضمن الارشادات الوقائية التي يجب اتباعها من طرف الجميع لمواجهة موجة الحرارة ومشاكلها الصحية، شرب الماء والسوائل باستمرار قبل الإحساس بالعطش، وعدم الاكتفاء بالماء وحده بل شرب العصائر والشوربة وأكل الفواكه والخضر للحصول على الأملاح المعدنية، مع تجنب الشاي والقهوة والمشروبات السكرية.
ومن بين الارشادات التي أوصى بها الاستحمام عدة مرات في اليوم للفئات الهشة عند الاستطاعة دون تجفيف الجسم بالفوط بعد الحمام، أو عوض ذلك، استعمال بخاخ مائي لتبليل الجسم مباشرة بالماء خصوصا الوجه والأطراف وجدع الجسم، وكذا تعريضالأطراف المبللة للهواء والريح أو ريح المروحة الكهربائية أو اليدوية، خاصة بالنسبة للمسنين.
وكذا تناول وجبات خفيفة وعلى مرات متعددة في اليوم، والتركيز على الخضر والفواكه لمد الجسم بحاجياته من الماء والأملاح دون إنهاكه.
والحفاظ على برودة المنزل أثناء النهار بإغلاق النوافذ لمنع تدفق الحرارة المفرطة من الخارج نحو البيت، وفتح النوافذ والباب أثناء الليل وفي الصباح المبكر لخلق تيار هوائي ، مع استعمال المكيف الهوائي إن أمكن لتلطيف الحرارة والمروحيات الهوائية خصوصا بعد تبليل الجسم بالماء.
وحذر الدكتور حمضي، من الخروج أثناء الأوقات الأشد حرارة في اليوم من 11 صباحا إلى 9 مساء ،مضيفا أنه عند الضرورة لابد من ارتداء ملابس قطنية خفيفة وفضفاضة فاتحة اللون مع قبعة كبيرة، مع تجنب النشاط البدني المجهد والبقاء في الظل ما أمكن.

كما شدد حمضي على عدم ترك الأطفال والأشخاص المسنين أو المرضى أو ذوي الاحتياجات الخاصة داخل السيارات لوحدهم.
أما فيما يتعلق بالمستشفيات ومراكز إيواء المسنين وغيرها فشدد حمضي، على ضرورة توفير مكيفات هوائية بقاعاتهم وإن تعذر فينبغي تخصيص قاعة مكيفة يتم التناوب عليها كل ثلاث أو اربع ساعات مجموعة لتجنب الاجهاد الحراري.

وفي حديثه لـ"أنفاس بريس"أوضح الدكتور الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات ،أن موجات الحرارة تشكل تحديا حقيقيا يتطلب استعدادا، وحسن تدبير من طرف الدولة وجميع الفاعلين من خلال تدابير استراتيجية طويلة ومتوسطة المدى، لمواجهة التداعيات
وعلى المدى الطويل، من خلال إعادة تصميم البنيات والتجهيزات داخل المؤسسات الصحية والاجتماعية، لتكون ملائمة لحماية الفئات الهشة من موجات الحرارة، إدماج التكوين حول التغيرات المناخية ضمن المناهج الدراسية الأساسية لمهنيي الصحة وكذا وضع بروتوكولات واضحة داخل المؤسسات التي تستقبل الفئات الضعيفة، لضمان سرعة التدخل والفعالية وتبني مقاربة متعددة الأطراف، تشمل الجماعات المحلية، القطاع الخاص، والمجتمع المدني، بهدف تنسيق الجهود بشكل شمولي.
أما على المدى المتوسط، فعبر تهيئة البنيات التحتية وتعديلها لتتماشى مع معايير التكيّف المناخي "تحسين التهوية، العزل الحراري، التجهيزات المناسبة" وتنظيم دورات تكوينية مستمرة لفائدة مهنيي الصحة والعاملين بالمؤسسات الاجتماعية، لرفع جاهزيتهم وتعزيز قدراتهم في التعامل مع الأزمات الحرارية.