استضافت ثانوية الرحامنة التقنية في مدينة بنجرير، يومي 1 و2 نوفمبر 2024، فعاليات متنوعة ضمن النسخة الرابعة من الملتقى الوطني للثقافة والإبداع الذي ينظمه منتدى "فور تنمية" تحت شعار "الإبداع يعزز الهوية والثقافة تعزز الإبداع". افتُتح الملتقى بلقاء ثقافي مفتوح مع الأديب المغربي مصطفى لغتيري، بحضور تلاميذ وأطر التعليم ونخبة من مثقفي مدينة بنجرير.
وفي كلمة افتتاحية، أكد رئيس المنتدى خالد سلامة أن الثقافة ليست مجرد كلمات على ورق، بل هي ركيزة أساسية لأي تنمية وأداة للتغيير، مشيدًا بدور ثانوية الرحامنة التقنية ومديرية التعليم والشركاء المحليين في دعم هذا الحدث. من جانبه، عبّر مدير الثانوية عبد الوهاب بوسلهام عن سعادته باحتضان الملتقى، مشيرًا إلى أهمية هذه الأنشطة الثقافية في تعزيز حب المعرفة لدى التلاميذ
.
قدّم الأديب عبد الغفور خوى اللقاء، حيث استعرض مسيرة مصطفى لغتيري الأدبية، التي تمتد لسنوات طويلة، وتناول فيها التحديات التي واجهها ومصادر إلهامه، مشيرًا إلى أهمية الأدب كأداة للتعبير والتغيير الاجتماعي. وشهد اللقاء تفاعلًا لافتًا من التلاميذ الذين طرحوا أسئلة متنوعة حول الكتابة الأدبية، مما أضفى طابعًا حيويًا على النقاش. كما قُدمت ورقة نقدية عن تجربة لغتيري أعدها الناقد سعيد بوعيطة، استعرض فيها خصائص أسلوبه الأدبي وتأثيره في المشهد الثقافي المغربي
.
وأضفى الفنان خالد كمالي لمسة فنية على اللقاء من خلال فقرات موسيقية، مما عزز من تلاحم الفنون المختلفة في هذا الملتقى. واختُتم اللقاء بتكريم مصطفى لغتيري بدرع وشهادة تقديرية تقديرًا لإسهاماته الأدبية، حيث عبّر عن تقديره لهذه المبادرة التي تقرّب الأدب من الشباب وتشجعهم على الاهتمام به
.
وفي اليوم التالي، السبت 2 نوفمبر، استمرت فعاليات الملتقى بتنظيم ورشة توجيهية حول برنامج "إيراسموس+"، قادها الأستاذ عبد النور الهريمي، سفير البرنامج في المغرب وأحد خريجي جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية. قدّم الهريمي خلال الورشة عرضًا شاملًا حول فرص المنح الدراسية التي يوفرها البرنامج في دول الاتحاد الأوروبي، بما يشمل تغطية تكاليف الدراسة والمعيشة، موضحًا أساسيات التقديم للبرنامج وطرق الاستعداد للاندماج في بيئات تعليمية جديدة. كما تطرقت الورشة إلى التعريف بالإمكانات التي توفرها جامعة محمد السادس وشروط الالتحاق بها، مما أثار اهتمام الطلاب الذين تفاعلوا بطرح أسئلتهم حول الدراسة في الخارج وأهميتها في بناء مسار مهني متميز.
يأتي تنظيم الملتقى بالتعاون مع مجلس جهة مراكش آسفي والمجلس الجماعي لبنجرير والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي بالرحامنة، مما يبرز أهمية الشراكة بين الجهات المختلفة لتعزيز الثقافة ودعم الإبداع بين الشباب، وفتح آفاق جديدة أمامهم للاهتمام بالأدب والفكر والتعليم الدولي.