السبت 23 نوفمبر 2024
مجتمع

غزة: آلاف المبتورين وحتمية سلسلة تضامن طبي عاجلة عبر النيت

غزة: آلاف المبتورين وحتمية سلسلة تضامن طبي عاجلة عبر النيت الدكتور أنور الشرقاوي (يمينا) والدكتور بونهير بومهدي ومشهد لقصف غزة
تُركت غزة ليس فقط تحت الركام، بل وأيضاً بعشرات الآلاف من الأجساد المنهكة التي تحمل آثار القصف. الأرقام مذهلة: آلاف الرجال، النساء، والأطفال الذين نجوا من القصف الإسرائيلي، سيدفعون ثمن الحياة بفقدان عضوٍ من أجسادهم، أو بفقدان بصرهم. وفقاً لتقارير من أطباء بلا حدود واللجنة الدولية للصليب الأحمر، تتزايد الحاجة إلى العناية بالصدمة وتأمين الأطراف الصناعية بشكل غير مسبوق. وقدّرَت وزارة الصحة الفلسطينية عدد حالات البتر بأكثر من 1500 حالة منذ بداية النزاعات الأخيرة.
 
الحاجة ملحّة: الأطباء والمُسعفون على الأرض يعانون من نقصٍ فادحٍ في الموارد، في حين أن النظام الصحي في غزة، الذي أنهكته سنوات الحصار، على وشك الانهيار الكامل. ومن الضروري اليوم تأسيس سلسلة تضامن طبي دولية عن بُعد، تضم اختصاصيين في الأشعة والجراحة والأطراف الصناعية من مختلف أنحاء العالم. وبفضل التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن تنطلق مبادرة تتيح للمسعفين على الأرض إرسال صور إشعاعية وصور للمصابين إلى الخبراء الدوليين. ومن خلال هذه الصور، سيتمكن الأطباء من تقييم الإصابات ووضع خطط للعلاج، مثل تصميم أطراف صناعية ملائمة لكل حالة.
 
ظهرت بالفعل مبادرات مشابهة في مناطق نزاع أخرى: في اليمن، على سبيل المثال، يعمل فريق من الأطباء المتطوعين الدوليين عن بُعد مع المستشفيات الميدانية، مما يساعد في تحسين العناية الطبية رغم العزلة.
 
تبقى مسألة الإجلاء العقبة الأكبر. فالممرات الإنسانية نادرة وصعبة التفاوض، لكن توثيق كل حالة يمكن أن يُسهم في تسهيل التدخل الفعّال حالما تتهيأ الظروف لذلك. دعم المجتمع الدولي وتحشيد شبكات التواصل الاجتماعي يمكن أن يحوّل هذه الفكرة إلى واقع. قد تكون السلام بعيدًا، لكن الإنسانية تستطيع أن تلبّي النداء اليوم.
 
الدكتور أنور الشرقاوي بتعاون مع الدكتور بونهير بومهدي