السبت 23 نوفمبر 2024
فن وثقافة

سعيد منتسب: الفنان محمد الشوبي.. خصم كبير للاكفهرار!

سعيد منتسب: الفنان محمد الشوبي.. خصم كبير للاكفهرار! الفنان محمد الشوبي والى حانبه الزميل سعيد منتسب ( يمينا)
مقدمة الحكاية أن الفنان الكبير السي محمد الشوبي متأهب دائما للعناق. ففي لحظة واحدة يصل إلى القلب دون تريث.  حديثه المكتنز بالثقافة والسينما والشعر والقصة والرواية والنكتة يجعلك لا تنتظر قدوم الصباح، لأنه من فرط تلقائيته يجسد أمامك النور في وضح الليل.  

السي محمد ليس نحنحة صوت، بل هو الكلام حين لا يقام معناه. يلقيه دون توابل أو محسنات. قد يكون حارا أو مالحا أو لاسعا، لكنه يحتشد بالصدق العالي. رجل شريف لا تهمه الكراسي الخشبية،  ولا يقف واجما أمام السواد. 
 
السي محمد جوقة كاملة من الأطفال. قلب طفل. دهشته. صدقه. جماله. عفويته. يرسل "رأيه" بأعلى صوت. لا يعير اهتماما للربح والخسارة. ممتلئ بكبريائه، ولا يتركه ينادم إلا المغمورين بالغيم. تجده في كل مكان. في المقهى. في قاعة العرض. في البار. بين السطور. لا ينحني للأجوبة الثابتة، ولا يتراجع أمام القلاع الورقية. ولا يشيح بوجهه حين يصبح الموقف "فريضة". 
 
السي محمد خصم كبير للاكفهرار.  يحرص كعادته على التهكم الفوري على  الألم. يهز رأسه وبمضي. يرفع قبعته ويمضي. المغزى هو أنه لا ينساق إلا للفرح حد التبرع بقهقهاته لخصومه الذين ينزفون أمامه بغزارة.
السي محمد يقاوم، ويعلمنا في كل جلسة معه أن الانهيار ليس مكانا محمودا للشجعان، وأن الصباح دائما ممكن..
السي محمد.. ها نحن خلفك أمام الباب، نراقب في انتباه كيف تشد الحبل على الطرف الآخر من الاخضرار.. عد إلينا، إلى الضحك، إلى النسيان، إلى الضوء.. لنرفع هذا الكتاب بقوة!