كان رحاب السجن المحلي بوزان مساء يوم الثلاثاء 8 أكتوبر 2024 على موعد جديد من باقة الفعاليات التي سبق برْمجتها في لقاء تشاوري بين مجموعة من المتدخلين ، من أجل تنزيل مبادرة المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج التي يؤطرها عنوان " سجون بدون عود" .
اللقاء المذكور استضاف اللجنة الجهوية لحقوق الانسان طنجة تطوان الحسيمة في شخص الفاعل الحقوقي محمد حمضي، الذي أطر ورشة تفاعلية تمحورت حول " المواطنة" التي لرزنامة من الأسباب يصطدم معها مواطنات ومواطنون فينتهي بهم الحال بأماكن الاحتجاز( السجن) حيث الحرمان من الحرية .
الحوار المفتوح والتفاعلي مع أزيد من 30 سجين ، وبعد التعريف بأدوار و اختصاصات المؤسسة الحقوقية ( المجلس الوطني لحقوق الانسان ) في رصد وحماية حقوق الانسان والنهوض بها ، كما هي محددة في القانون 15/76 ، تم الانتقال لتسليط كشافات من الضوء على مفهومي الحقوق والواجبات اللذان لا تستقيم المواطنة من دون توازنهما في كل مناحي الحياة .
المشاركون في الورشة جاء تفاعلهم جد ايجابي مع محتوها بعد أن لمسوا كلفة "العود" المتكرر للسجون الباهظة ، سواء عليهم أ و على أسرهم وعلى المجتمع .
برنامج " سجون بلا عود " الذي أطلقته المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج ، وعممته اليوم على مختلف المؤسسات السجنية بعد تجربة ناجحة لعينة من السجناء الأحداث ، يستدعي انخراط مختلف المتدخلين والشركاء المؤسساتيين والمدنيين في تفعيله ، والوعي بأن رحاه لا يجب أن تظل تدور داخل جدران المؤسسات السجنية لوحدها ، ومع فئة السجناء الذين " طبّعوا" مع النزاع مع القانون ، ومخاصمة ركني المواطنة ، بل من باب المواطنة الحقة ، المجتمع مطالب بالقطع مع الوصم الاجتماعي الذي يلاحق كل من مر من المؤسسات السجنية ، لأن هذا لوحده يعد سببا من حزمة الأسباب الأخرى التي تقف حاجزا في وجه اعادة ادماجهم/ . لذلك يمكن لجمعيات المجتمع المدني أن تلعب دورا رياديا في تحسيس(المجتمع) بضرورة احتضان سجيناته و سجنائه السابقون . ولأن القاسم المشترك بين هذه الفئة من السجناء ، هو الهشاشة الاجتماعية التي تبصم سلبا على سلوكاتهم/ن ، فإن توفير الشغل الحافظ لكرامتهم يعتبر مدخلا من بين مداخل أخرى لاستقراهم ، وهو ما يجب أن تلتقطه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، ومتدخلين آخرين. كما مؤسسة محمد السادس لادماج السجناء مدعوة للانفتاح أكثر على المحيط الذي يوجد في علاقة تماس بموضوع " سجون بدون عود" .