الأحد 24 نوفمبر 2024
مجتمع

فوضيل: الدعوات للهجرة غير الشرعية تهدف إلى خلق ضجة إعلامية وزعزعة الثقة بين المغرب وإسبانيا والاتحاد الأوروبي

فوضيل: الدعوات للهجرة غير الشرعية تهدف إلى خلق ضجة إعلامية وزعزعة الثقة بين المغرب وإسبانيا والاتحاد الأوروبي ‬يونس‭ ‬فوضيل،‭ ‬فاعل‭ ‬جمعوي‭ ‬وخبير‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الهجرة‭ ‬واللجوء‭ ‬والقضايا‭ ‬الإثنوعرقية
يرى‭ ‬يونس‭ ‬فوضيل،‭ ‬فاعل‭ ‬جمعوي‭ ‬وخبير‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الهجرة‭ ‬واللجوء‭ ‬والقضايا‭ ‬الإثنوعرقية،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭  ‬أسبابا‭ ‬كثيرة‭ ‬وراء‭  ‬ارتفاع‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬نحو‭ ‬أوروبا،‭ ‬وتحديدًا‭ ‬نحو‭ ‬مدينتي‭ ‬سبتة‭ ‬ومليلية‭ ‬المحتلتين‭.‬

ويوضح‭ ‬فوضيل‭ ‬في‭ ‬حواره‭ ‬مع‭ ‬"الوطن‭ ‬الآن‭‬"،‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬تفاقم‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭. ‬كما‭ ‬تناول‭ ‬المقاربة‭ ‬الأمنية‭ ‬المتبعة‭ ‬حاليًا‭ ‬ويقترح‭ ‬حلولاً‭ ‬بديلة‭ ‬لمعالجة‭ ‬جذور‭ ‬المشكلة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭. ‬مقدما‭ ‬رؤيته‭ ‬حول‭ ‬التأثيرات‭ ‬الإقليمية‭ ‬على‭ ‬حركة‭ ‬الهجرة‭ ‬ودور‭ ‬المغرب‭ ‬كبلد‭ ‬استقبال‭ ‬للمهاجرين.
 
‬ارتفعت‭ ‬مؤخرًا‭ ‬وتيرة‭ ‬الدعوات‭ ‬للهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬والاقتحامات‭ ‬المتكررة‭ ‬لمدينتي‭ ‬سبتة‭ ‬ومليلية‭ ‬المحتلتين‭. ‬ما‭ ‬تفسيرك‭ ‬لهذا‭ ‬الارتفاع؟
‬حلم‭ ‬العبور‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬يراود‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬انسداد‭ ‬الآفاق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والمهنية‭ ‬أمامهم،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬أولئك‭ ‬القادمين‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬القروي‭ ‬والمدن‭ ‬الصغيرة‭ ‬المتضررة‭ ‬من‭ ‬الجفاف‭ ‬والفوارق‭ ‬المجالية‭. ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬جعل‭ ‬الهجرة‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬خيارًا‭ ‬أكثر‭ ‬إلحاحًا،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬الطرق‭ ‬غير‭ ‬نظامية‭. ‬أنا‭ ‬أؤمن‭ ‬بأن‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬أن‭ ‬يقرر‭ ‬مصيره،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬اختار‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية،‭ ‬بشرط‭ ‬أن‭ ‬يتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬قراراته‭.‬

بالنسبة‭ ‬للدعوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬للهجرة‭ ‬الجماعية،‭ ‬فهي‭ ‬نتيجة‭ ‬طبيعية‭ ‬للأوضاع‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬الشباب‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬السؤال‭ ‬الأهم‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬هو:‭ ‬من‭ ‬يقف‭ ‬وراء‭ ‬هذه‭ ‬الدعوات؟‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬أهدافها؟‭ ‬ومن‭ ‬المستفيد‭ ‬منها؟‭ ‬ولماذا‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬بالذات؟

لا‭ ‬أريد‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬نظرية‭ ‬المؤامرة،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤشرات‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬هذه‭ ‬الفرضية،‭ ‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬اعتبرنا‭ ‬أن‭ ‬الدعوات‭ ‬مجهولة‭ ‬المصدر‭ ‬والأهداف‭. ‬ما‭ ‬هو‭ ‬واضح‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬نتائجها‭ ‬معروفة‭ ‬مسبقًا،‭ ‬الفوضى‭ ‬على‭ ‬مشارف‭ ‬سبتة‭ ‬ومليلية‭ ‬المحتلتين،‭ ‬واستنفار‭ ‬السلطات‭ ‬المغربية‭ ‬والإسبانية،‭ ‬وإثارة‭ ‬قلق‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭. ‬هذه‭ ‬الدعوات‭ ‬ليست‭ ‬من‭ ‬الأساليب‭ ‬المعتادة‭ ‬لشبكات‭ ‬التهجير‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬السرية،‭ ‬بل‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬ضجة‭ ‬إعلامية‭ ‬وزعزعة‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬وإسبانيا‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭.‬

يرى‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬المقاربة‭ ‬الأمنية‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬كافية‭ ‬لمكافحة‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية،‭ ‬وأنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬تبني‭ ‬مقاربات‭ ‬أخرى‭. ‬هل‭ ‬تتفق‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الرأي؟‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬الحلول‭ ‬التي‭ ‬تقترحها؟
‬المقاربة‭ ‬الأمنية‭ ‬قد‭ ‬تصلح‭ ‬لمعالجة‭ ‬مشاكل‭ ‬أمنية،‭ ‬ولكنها‭ ‬ليست‭ ‬حلاً‭ ‬لظاهرة‭ ‬جوهرها‭ ‬اقتصادي‭ ‬واجتماعي‭ ‬وثقافي‭. ‬الإجراءات‭ ‬الأمنية‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬استراتيجية‭ ‬شاملة‭ ‬تتضمن‭ ‬سياسات‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬موجهة‭ ‬لتمكين‭ ‬الشباب‭ ‬وفتح‭ ‬الآفاق‭ ‬أمامهم،‭ ‬خصوصًا‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يعانيه‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬تأثيرات‭ ‬الأزمات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتغيرات‭ ‬المناخية‭. ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬تبني‭ ‬سياسات‭ ‬تستثمر‭ ‬في‭ ‬العنصر‭ ‬البشري‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والمجالية‭.‬

 ‬كيف‭ ‬ترى‭ ‬تأثير‭ ‬الأوضاع‭ ‬السياسية‭ ‬الإقليمية‭ ‬على‭ ‬حركة‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬نحو‭ ‬أوروبا؟
‭ ‬خلال‭ ‬العقدين‭ ‬الماضيين،‭ ‬تحول‭ ‬المغرب‭ ‬إلى‭ ‬بلد‭ ‬استقبال‭ ‬للمهاجرين،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬مجرد‭ ‬محطة‭ ‬عبور‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أطلق‭ ‬المغرب‭ ‬عام‭ ‬2014 "الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬للهجرة‭ ‬واللجوء"،‭ ‬والتي‭ ‬سمحت‭ ‬بتسوية‭ ‬الوضعية‭ ‬الإدارية‭ ‬لحوالي‭ ‬70‭ ‬ألف‭ ‬مهاجر‭ ‬غير‭ ‬نظامي‭. ‬رغم‭ ‬عيوبها،‭ ‬تظل‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬تجربة‭ ‬رائدة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬القاري،‭ ‬وساهمت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬تدفق‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭.‬

ما‭ ‬هو‭ ‬مطلوب‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬مواصلة‭ ‬هذه‭ ‬الجهود،‭ ‬وإطلاق‭ ‬حملات‭ ‬توعية‭ ‬تستهدف‭ ‬الشباب‭ ‬الراغب‭ ‬في‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية،‭ ‬لحمايتهم‭ ‬من‭ ‬شبكات‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر،‭ ‬وتوفير‭ ‬معلومات‭ ‬كافية‭ ‬عن‭ ‬فرص‭ ‬الهجرة‭ ‬النظامية‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬أوروبا،‭ ‬أمريكا،‭ ‬والخليج‭.‬