الأحد 24 نوفمبر 2024
رياضة

موسم الهجرة إلى مصر.. حضور قوي للاعبين المغاربة فـي بورصة الكرة المصرية

موسم الهجرة إلى مصر.. حضور قوي  للاعبين المغاربة فـي بورصة  الكرة المصرية من اليمين ‬رضا‭ ‬سليم ويحيى‭ ‬عطية‭ ‬الله وأشرف‭ ‬داري ومحمد‭ ‬الشيبي
المغاربة‭..‬ الفاتحون‭ ‬الأوائل
يقول‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭ ‬اجضاهيم،‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬للوداد‭ ‬للرياضي،‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬صحفي،‭ ‬إنه‭ ‬استغل‭ ‬فترة‭ ‬دراسته‭ ‬الجامعية‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬وانضم‭ ‬لفريق‭ ‬الزمالك‭ ‬المصري،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬انشغالاته‭ ‬الدراسية‭ ‬والسياسية‭ ‬عجلت‭ ‬بتوقفه‭ ‬عن‭ ‬اللعب،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التوقفات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تميز‭ ‬الدوري‭ ‬المصري‭ ‬بسبب‭ ‬الحروب‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬انتظام‭ ‬البطولة،‭ ‬لكن‭ ‬الكرة‭ ‬المصرية،‭ ‬يضيف‭ ‬اجضاهيم،‭ ‬كانت‭ ‬أكثر‭ ‬إقبالا‭ ‬على‭ ‬اللاعبين‭ ‬السودانيين،‭ ‬بحكم‭ ‬الجوار‭ ‬أولا‭ ‬ووجود‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬السودانيين‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬المصرية‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬ثانية‭.‬

يعود‭ ‬تواجد‭ ‬اللاعبين‭ ‬المغاربة‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬المصري‭ ‬في‭ ‬شكله‭ ‬الاحترافي،‭ ‬إلى‭ ‬أواخر‭ ‬التسعينيات،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬الحارس‭ ‬المغربي‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬البرازي‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬فتح‭ ‬الطريق‭ ‬لزملائه،‭ ‬حين‭ ‬انضم‭ ‬إلى‭ ‬صفوف‭ ‬نادي‭ ‬الإسماعيلي‭ ‬المصري،‭ ‬حيث‭ ‬قضى‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬نجح‭ ‬خلالها‭ ‬الحارس‭ ‬البرازي‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬لقب‭ ‬كأس‭ ‬مصر‭ ‬مع‭ ‬الفريق‭ ‬الذي‭ ‬حمل‭ ‬لقب‭ ‬"الدراويش"‭ ‬ونافس‭ ‬بقوة‭ ‬الأهلي‭ ‬والزمالك‭.‬

رحل‭ ‬البرازي،‭ ‬عن‭ ‬الفريق‭ ‬المصري‭ ‬عقب‭ ‬إصدار‭ ‬قرار‭ ‬من‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬المصري‭ ‬بمنع‭ ‬استقطاب‭ ‬حراس‭ ‬مرمى‭ ‬أجانب‭ ‬في‭ ‬موسم‭ ‬2001-2002،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التراجع‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬القرار،‭ ‬ومن‭ ‬تم‭ ‬تفعيله‭ ‬مجددا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭.‬
ويعد‭ ‬المدافع‭ ‬الأيسر‭ ‬السابق‭ ‬للوداد‭ ‬الرياضي‭ ‬توفيق‭ ‬الجموحي،‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬المدافعين‭ ‬المغاربة‭ ‬الذين‭ ‬تألقوا‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬المصري،‭ ‬خاصة‭ ‬وأنه‭ ‬حمل‭ ‬قمصان‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الفرق‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2003،‭ ‬ولعب‭ ‬توفيق‭ ‬لنادي‭ ‬الكرم‭ ‬الإسكندري‭ ‬وبلدية‭ ‬المحلة‭ ‬ثم‭ ‬نادي‭ ‬بيتروجيت‭ ‬في‭ ‬الإسكندرية،‭ ‬وتلاه‭ ‬لموسم‭ ‬واحد‭ ‬المهاجم‭ ‬سعيد‭ ‬ميلودي،‭ ‬كما‭ ‬سجل‭ ‬الدوري‭ ‬المصري‭ ‬تألق‭ ‬اللاعب‭ ‬المغربي‭ ‬عمر‭ ‬نجدي‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬عميدا‭ ‬لفريق‭ ‬المقاصة‭ ‬بعد‭ ‬قضاء‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬التنافس‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يغادره‭ ‬بعد‭ ‬توقف‭ ‬الدوري‭ ‬بسبب‭ ‬مذبحة‭ ‬بور‭ ‬سعيد‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬المغاربة‭ ‬الذين‭ ‬كان‭ ‬عبورهم‭ ‬قصيرا‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬المصري‭ ‬نجد‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬بن‭ ‬جلون،‭ ‬مع‭ ‬إدارة‭ ‬النادي‭ ‬الأهلي‭ ‬قبل‭ ‬فسخ‭ ‬التعاقد‭ ‬والانضمام‭ ‬للاسماعيلي‭.‬

وفي‭ ‬صيف‭ ‬2017،‭ ‬تعاقد‭ ‬فريق‭ ‬الأهلي‭ ‬المصري‭ ‬مع‭ ‬اللاعب‭ ‬المغربي‭ ‬وليد‭ ‬أزارو،‭ ‬لمدة‭ ‬أربعة‭ ‬مواسم‭. ‬وفي‭ ‬صيف‭ ‬2019‬سيتعاقد‭ ‬فريق‭ ‬الزمالك‭ ‬مع‭ ‬اللاعبين‭ ‬أشرف‭ ‬بن‭ ‬شرقي‭ ‬ومحمد‭ ‬أوناجم‭ ‬لثلاثة‭ ‬مواسم‭.‬
 
تألقت‭ ‬الكرة‭ ‬المغربية‭ ‬فتهافتت‭ ‬الأندية‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬اللاعبين‭ ‬المغاربة
ويشهد‭ ‬الدوري‭ ‬المصري‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬اليوم‭ ‬تواجدا‭ ‬ملحوظا‭ ‬للاعبين‭ ‬المغاربة،‭ ‬حيث‭ ‬ضم‭ ‬الأهلي‭ ‬المغربي‭ ‬يحيى‭ ‬عطية‭ ‬الله‭ ‬وأشرف‭ ‬داري،‭ ‬حيث‭ ‬التحقا‭ ‬بمواطنهما‭ ‬رضا‭ ‬سليم،‭ ‬فيما‭ ‬استعار‭ ‬غريمه‭ ‬التقليدي‭ ‬الزمالك‭ ‬الظهير‭ ‬محمود‭ ‬بن‭ ‬تايك‭ ‬من‭ ‬سانت‭ ‬اتيان‭ ‬الفرنسي‭.‬

وشهد‭ ‬الموسم‭ ‬الماضي‭ ‬تألق‭ ‬غالبية‭ ‬اللاعبين‭ ‬المغاربة‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬خاصة‭ ‬محمد‭ ‬الشيبي‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬الأكثر‭ ‬صناعة‭ ‬للأهداف‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الموسم‭ ‬المنقضي،‭ ‬ومعه‭ ‬وليد‭ ‬الكرتي‭ ‬حيث‭ ‬ساعدا‭ ‬فريقهما‭ ‬بيرميدز‭ ‬على‭ ‬احتلال‭ ‬وصافة‭ ‬الدوري‭ ‬والظفر‭ ‬بكأس‭ ‬مصر،‭ ‬بينما‭ ‬ساهم‭ ‬رضا‭ ‬سليم‭ ‬مع‭ ‬الأهلي‭ ‬في‭ ‬التتويج‭ ‬بأربع‭ ‬بطولات‭ ‬وهي‭ ‬كأس‭ ‬مصر‭ ‬والسوبر‭ ‬المصري‭ ‬ودوري‭ ‬أبطال‭ ‬إفريقيا‭ ‬والدوري‭ ‬المصري‭.‬

وعلى‭ ‬مدار‭ ‬الموسم‭ ‬الماضي‭ ‬تواجد‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬المصري‭ ‬تواجد‭ ‬ثمانية‭ ‬لاعبين‭ ‬مغاربة،‭ ‬جميعهم‭ ‬كانت‭ ‬لهم‭ ‬بصمة‭ ‬إيجابية‭ ‬على‭  ‬غرار‭ ‬حميد‭ ‬أحداد‭ ‬وخالد‭ ‬بوطيب‭ ‬وبدر‭ ‬بانون‭ ‬وأسماء‭ ‬أخرى‭ ‬ظلت‭ ‬في‭ ‬الظل‭ ‬أمثال:‭ ‬بلحاج‭ ‬مع‭ ‬سيراميكا‭ ‬ومن‭ ‬قبله‭ ‬مع‭ ‬أسوان‭ ‬والزمالك‭ ‬والجونة،‭ ‬وعبد‭ ‬الكبير‭ ‬الوادي‭ ‬مع‭ ‬مودرن‭ ‬سبورت،‭ ‬والثنائي‭ ‬لحسن‭ ‬دحدوح‭ ‬وعبد‭ ‬اللطيف‭ ‬بن‭ ‬قسو‭.‬
 
‭‬تصنيف‭ ‬الكرة‭ ‬المغربية‭ ‬والقيمة‭ ‬المالية‭ ‬وراء‭ ‬انتداب‭ ‬المغاربة
واعتبر‭ ‬عزيز‭ ‬محمد‭ ‬،المحلل‭ ‬الرياضي‭ ‬المصري،‭ ‬أن‭ ‬احتراف‭ ‬اللاعبين‭ ‬المغاربة‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬المصري،‭ ‬هو‭ ‬نتيجة‭ ‬مباشرة‭ ‬لمستوى‭ ‬اللاعبين‭ ‬بالمغرب‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬ربطه‭ ‬بالتكوين‭ ‬بالمغرب‭  ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬المهم‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬أكاديمية‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬وكذا‭ ‬نادي‭ ‬رحال‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬والفتح‭ ‬الرياضي‭ ‬والرجاء‭ ‬الرياضي‭ ‬في‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالناشئين‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬مصر‭. ‬وقال: "نتيجة‭ ‬المباراة‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬جمعت‭ ‬المنتخب‭ ‬الأولمبي‭ ‬المغربي‭ ‬بنظيره‭ ‬المصري‭ ‬وحدها‭ ‬تتكلم‭ ‬عن‭ ‬واقع‭ ‬الأمر‭ ‬والفرق‭ ‬بين‭ ‬تكوين‭ ‬اللاعبين‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬وفي‭ ‬مصر"‭.‬

وأشار‭ ‬محدثنا‭ ‬إلى‭ ‬مميزات‭ ‬اللاعبين‭ ‬المغاربة‭ ‬الممارسين‭ ‬بالبطولة‭ ‬الوطنية،‭ ‬لهم‭ ‬حضور‭ ‬في‭ ‬الملعب‭. ‬"أتمنى‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬لاعبين‭ ‬مصريين‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬المغربي،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬الفوارق‭ ‬المالية‭ ‬بين‭ ‬فريق‭ ‬الأهلي‭ ‬وباقي‭ ‬الفرق‭ ‬الإفريقية‭ ‬كبير‭ ‬لأن‭ ‬الرواتب‭ ‬تشبه‭ ‬فرق‭ ‬الدوري‭ ‬البلجيكي‭ ‬والهولندي‭. ‬الأهلي‭ ‬يضم‭ ‬لاعبين‭ ‬كبار‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬بطولاته‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬التحاق‭ ‬اللاعبين‭ ‬المصريين‭ ‬بالدوري‭ ‬المغربي‭ ‬صعبا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬تعانيه‭ ‬الأندية‭ ‬المغربية‭ ‬لكن‭ ‬أن‭ ‬تستطيع‭ ‬منح‭ ‬لاعبين‭ ‬للدوريات‭ ‬الأوروبية‭ ‬والدوري‭ ‬المصري‭ ‬أو‭ ‬الدوري‭ ‬الخليجي‭ ‬فهو‭ ‬أمر‭ ‬جيد‭ ‬وحتى‭ ‬عائداته‭ ‬مهمة‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬المشاكل‭ ‬المادية‭ ‬التي‭ ‬تعانيها‭ ‬الأندية‭ ‬بالبطولة‭ ‬الاحترافية‭ ‬المغربية"‭.‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬يرى‭ ‬محمد‭ ‬رشيد‭ ‬مكاوي،‭ ‬المدرب‭ ‬السابق‭ ‬لحراس‭ ‬مرمى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاسكندري،‭ ‬ومدرب‭  ‬حراس‭ ‬فريق‭ ‬عزام‭ ‬التنزاني‭ ‬حاليا‭ ‬أن‭ ‬"الأندية‭ ‬المصرية‭ ‬تستقطب‭ ‬اللاعبين‭ ‬من‭ ‬المنتخبات‭ ‬الإفريقية‭ ‬المتألقة‭ ‬قاريا،‭ ‬فبعد‭ ‬موجة‭ ‬اللاعبين‭ ‬الكاميرونيين‭ ‬والنيجيريين‭ ‬والماليين‭ ‬والجنوب‭ ‬إفريقيين،‭ ‬سمح‭ ‬تألق‭ ‬المغاربة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأندية‭ ‬والمنتخبات‭ ‬في‭ ‬الالتفات‭ ‬إلى‭ ‬الكفاءات‭ ‬المغربية‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬اللاعبين‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬المؤطرين‭ ‬الذين‭ ‬مروا‭ ‬بتجارب‭ ‬في‭ ‬أندية‭ ‬أو‭ ‬منتخبات‭ ‬مغربية‭. ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬القيمة‭ ‬المالية‭ ‬للصفقات‭ ‬والتي‭ ‬تفوق‭ ‬بكثير‭ ‬ما‭ ‬يتقاضاه‭ ‬اللاعب‭ ‬المغربي‭ ‬محليا،‭ ‬وهذا‭ ‬العنصر‭ ‬مهم‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬وجهة‭ ‬اللاعب‭ ‬المغربي‭ ‬صوب‭ ‬مصر،‭ ‬ما‭ ‬أتمناه‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تعطى‭ ‬الثقة‭ ‬للمدرب‭ ‬المغربي‭ ‬حتى‭ ‬يخوض‭ ‬تجارب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد"