نوه حزب التجمع الوطني للأحرار بمضامين خطاب الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش مساء يوم الاثنين 29 يوليوز 2024، كما أشاد بالتطور التاريخي في موقف فرنسا بخصوص قضية الصحراء.
وسجل "التجمع الوطني للأحرار"، في بلاغ توصلت جريدة "أنفاس بريس" بنسخة منه، "بكل فخر واعتزاز كل الإنجازات التي حققتها المملكة خلال الـ 25 سنة الأخيرة، وعلى رأسها الانتصارات الدبلوماسية المتوالية التي تحققت بفضل المجهودات الكبيرة للملك محمد السادس، دفاعا عن قضيتنا الوطنية الأولى، وآخرها التطور بالغ الدلالة في موقف الجمهورية الفرنسية، التي أعلن رئيسها في رسالة موجهة للملك، أنه "يعتبر أن حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية"، كما أكد على أن مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يحظى بـ "توافق دولي يتبلور اليوم ويتسع نطاقه أكثر فأكثر"، وهو الموقف التاريخي الذي ينضاف إلى مواقف دول أخرى كبرى على غرار الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وألمانيا، ما يعكس مصداقية، وواقعية المقترح المغربي لإيجاد حل نهائي لهذا النزاع المفتعل الذي طال أمده.
وزاد قائلا:"إذ يستحضر الحزب باقي المكتسبات الأخرى التي تحققت في عهد الملك محمد السادس، والتي أهلت بلادنا لتتبوأ مكانة مرموقة في محيطها الإقليمي والدولي، من خلال مجموعة من المبادرات والإنجازات على المستوى الحقوقي والديمقراطي والمؤسساتي، وكذلك على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والتنموي، فإنه يستحضر التوجيهات الاستراتيجية الكبرى التي تضمنها الخطاب الملكي لعيد العرش، باعتباره محطة سنوية يستلهم منها الحزب توجهاته الكبرى لتجديد انخراطه في خدمة المشروع المجتمعي لبلادنا، الذي يقوده الملك".
وارتباطا بالخطاب الملكي، نوه الحزب بمختلف الإجراءات والتدابير الاستباقية التي اتخذتها الحكومة، تنفيذا للتعليمات الملكية، في إطار تنزيل البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، وتدارك التأخر في إنجاز بعض المشاريع المبرمجة في إطار السياسة المائية.
وفي هذا الإطار أشاد حزب الحمامة بإلحاح الملك محمد السادس على ضرورة التحيين المستمر لآليات السياسة الوطنية للماء، وتحديد هدف استراتيجي، في كل الظروف والأحوال، وهو: ضمان الماء الشروب لجميع المواطنين، وتوفير 80 في المائة على الأقل، من احتياجات السقي، على مستوى التراب الوطني، كما أشاد بدعوته للمزيد من الحزم في حماية الملك العام المائي، وتفعيل شرطة الماء، والحد من ظاهرة الاستغلال المفرط والضخ العشوائي للمياه، مع ما يستدعيه الأمر من رفع مستوى التنسيق بين السياسة المائية والسياسة الفلاحية، لاسيما في فترات الخصاص، مع العمل على تعميم الري بالتنقيط.
وفي هذا الإطار، نوه "التجمع الوطني للأحرار" بدعوة الملك إلى استكمال برنامج بناء السدود، وتسريع إنجاز المشاريع الكبرى لنقل المياه بين الأحواض المائية، وهو ما سيمكن من الاستفادة من مليار متر مكعب من المياه، التي كانت تضيع في البحر.
هذا ويحيي "الأحرار" عاليا دعوة الملك إلى تسريع إنجاز محطات تحلية مياه البحر، حسب البرنامج المحدد لها، وعلى رأسها محطة تحلية المياه بالدار البيضاء، التي تعتبر من المشاريع الرائدة التي تنجزها الحكومة بتوجيهات من الملك محمد السادس، التي ستكون أكبر مشروع من نوعه بإفريقيا، والمحطة الثانية في العالم التي تعمل 100 في المائة بالطاقة النظيفة. حيث ستمكن هذه المحطة إضافة إلى محطات أخرى مماثلة موزعة على طول سواحل بلادنا من تعبئة أكثر من 1,7 مليار متر مكعب سنويا، ما سيمكن المغرب، في أفق 2030، من تغطية أكثر من نصف حاجياته من الماء الصالح للشرب، من هذه المحطات، كما نوه الحزب بحرص الملك المتواصل، على ضرورة تطوير صناعة وطنية في مجال تحلية الماء، وإحداث شُعَب لتكوين المهندسين والتقنيين المتخصصين، إضافة إلى تشجيع إنشاء مقاولات مغربية مختصة، في إنجاز وصيانة محطات التحلية.
وعلى صعيد آخر، ثمن "التجمع الوطني للأحرار" التتبع الوثيق للملك، للأوضاع في الأراضي الفلسطينية، ومركزية هذه القضية في وجدان المغاربة، منوها بتأكيد الملك بصفته رئيس لجنة القدس، على فتح طريق غير مسبوق لإيصال المساعدات الغذائية والطبية الاستعجالية لإخواننا في غزة. كما أشاد بالتصور الملكي الذي يبرز أن تفاقم الأوضاع بالمنطقة يتطلب الخروج من منطق تدبير الأزمة، إلى منطق العمل على إيجاد حل نهائي لهذا النزاع.
وأضاف "التجمع الوطني للأحرار":" وإذ نستحضر دعوة الملك إلى وقف الحرب في غزة باعتباره أولوية عاجلة، ننوه بالمنظور الملكي الذي يعتبر أن إحياء عملية السلام بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، يتطلب قطع الطريق على المتطرفين من أي جهة كانوا. مثمنا تشديد الملك مرة أخرى على أن إرساء الأمن والاستقرار بالمنطقة، لن يكتمل إلا في إطار حل الدولتين، تكون فيه غزة جزءا لا يتجزأ من أراضي الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي الختام، نوه حزب "التجمع الوطني للأحرار" مضامين الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش، كما أكد على الانخراط النضالي والحماسي للحزب لتنزيل وتنفيذ رؤية الملك من مختلف المواقع والمسؤوليات، ودعا كل القوى الحية للشعب المغربي للارتقاء إلى مستوى تحديات ورهانات هذه المرحلة التاريخية بتعزيز الجبهة الداخلية والالتفاف القوي حول الملك رمز وموحد الأمة المغربية، لربح هذا التحدي الجديد الذي دعا إليه قائد البلاد، لتحقيق السيادة المائية وإحراز التنمية في إطار الدولة الاجتماعية.