الاثنين 25 نوفمبر 2024
رياضة

الناقد الفني عز الدين بورگة: زي الوفد الأولمبي بباريس يعكس التنوع والتعدد الثقافي للمغرب

الناقد الفني عز الدين بورگة: زي الوفد الأولمبي بباريس يعكس التنوع والتعدد الثقافي للمغرب الناقد الفني عز الدين بورگة إلى جانب الوفد المغربي في افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس 2024
يمثل الزيّ علامة ثقافية (بالمعنى الأنثروبولوجي الأعم) وحضارية، بالإضافة لدوره الوظيفي المتعلق بالبيئة والثقافة التي ينحدر منها. لهذا ضمن أي محفل عالمي تتنافس فيه الأمم، يصير الزي العلامة البصرية الأولى التي تدل على ثقافة وحضارة وجمالية بلد حامليه. فإلى كون ما يصبو إليه الرياضيون للظفر بمداليات وجوائز، فهم الصورة الأولى التي تقدم البلد، مما يجعل من اللباس سواءً الرياضي (التنافسي) أو الرسمي (الاحتفالي) حاملا لدلالات من شأنها تمرير رسائل أو تقدم فكرة جمالية أو تستعرض تاريخا مشتركا أو متفردا عن البلد الأصل. 

يمكننا أن نعدّ الاختلاف حول الزي الرسمي المغربي لبعثة الأولمبياد أمرا محمودا، لأن من شأنه أن يغني ساحة النقاش ويبرز تعددية الآراء ويغني المشهد الجمالي المغربي، وهو ما يعكس في الوقت نفسه رؤية جمالية لدى المغاربة تتبنى الاختلاف والتنوع، إحداها تنتصر للتراث والتقليد من زاوية استتيقية (جمالية) وأخرى تنفتح على المعاصرة وتبحث عن المغامرة. 

كان من المنتظر عند البعض أن يكون اللباس الرسمي نابعا من القفطان المغربي والزي التقليدي الرجالي، لكن ضمن سيرورة تغيرات وأمام عدم فرادة هذا الحدث من حيث كونه ليس حدثا عابرا في الزمن، إذ يعاد من حين إلى آخر ومن بلد إلى آخر، يسمح الأمر بإمكانيات التنويع والترويج لمختلف الرؤى الجمالية المرتبطة بالزي المغربي..
 
فليس المغرب واحدا بل متعددا، هوياتيا وثقافيا ودينيا وفكريا وعرقيا... إذ يرعى في جغرافيته الواسعة تعددية وتنوع ثقافيا حضاريا، تتعايش بين ضفافه التقاليد بالمعاصرة. فكان لا بد من أن ينفتح المصمم المغربي على رؤى بديلة وأن يثير علامات متجددة وأن يقترح أشكالا جمالية مغايرة. لهذا حينما يضج الزي الرسمي بأسماء رياضيين سابقين فهو يحمل شحنات إيجابية من شأنها أن تدفع بالمتنافسين للأمام. أما تلك النجمة التي تزيّن الزي فمن شأنها أن تكون دالا أيقونيا على الوحدة الوطنية بكل من تحتمله وتدله عليه من معاني.