الاثنين 25 نوفمبر 2024
رياضة

الإطار الرياضي محمد النوري: الفساد في الرياضة فساد بنيوي ومن الصعب اجتثاثه

الإطار الرياضي محمد النوري: الفساد في الرياضة فساد بنيوي ومن الصعب اجتثاثه محمد الإطار الرياضي محمد النوري
إلى وقت قريب كانت الأندية الرياضية العريقة مشتلا للوطنية والقيم النبيلة والتنافس الرياضي الشريف، غير أنها تحولت تدريجيا إلى محصنة لأباطرة المخدرات للمخدرات، ووجهة آمنة لمبيضي الأموال، ومشتلا خصبا للمحتالين والانتهازيين ومستغلي النفوذ، في هذا السياق تناسلت العديد من الملفات الخطيرة التي تتابع من خلالها أسماء معروفة قضائيا.

عن هذا التحول الكارثي في وظيفة الأندية الرياضية وطبيعتها وتركيبتها، وجهت جريدة "أنفاس بريس" أشئلة إلى مجموعة من الفاعلين والرياضيين حول: كيف يقرؤون هذا الوضع ويفسرون ما آلت إليها  هذه الأندية الرياضية..
في ما يلي جواب الإطار الرياضي محمد النوري:

أكد محمد الإطار الرياضي محمد النوري أن الرياضة في المغرب لم تعد تمثل المفهوم الأولمبي الذي تأسست من أجله. وقال إن الرياضة بصفة عامة، وكرة القدم بصفة خاصة، أصبحت ملجأ للمنحرفين والنصابين والمتاجرين في المخدرات وفي البشر؛ ذلك أنهم يحتمون بظلها من أجل تبيض سيرتهم الذاتية، ثم تبيض أموالهم المشبوهة.

وذهب النوري إلى أن ما وقع خلال  مونديال قطر من سلوكات انتهازية، يندى له الجبين، بحكم أن جميع المسؤولين بالسفارة المغربية بقطر سواء الجهات الأمنية أو الاستخباراتية وحتى السفارة بنفسها، عملوا على إنجاز تقارير مفصلة في نازلة بيع التذاكر، وهم يعرفون جيدا كل المتورطين في ملف تذاكر كأس العالم.

وفي معرض حديثه عن الإفلات من العقاب، استحضر الإطار الرياضي تصريح رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، حين قال بلغة الوعيد "سنضرب بيد من حديد". لكن مع كامل الأسف- يضيف التوري -  لما فتحت ملفات المحاكمات تم تقديم شخصين فقط ككبشي فداء، وتمت إدانتهم بحكم قضائي مخفف، في حين كان من الممكن إنزال عقوبات رادعة مقابل حجم الأفعال المنسوبة للمتهمين، بينما تم التستر على متهمين آخرين، ومن بينهم أحد المعتقلين حاليا الذي كان مكلفا بتذاكر المونديال.

وتساءل النوري قائلا: أين نحن من المقولة الشهيرة "الجسم السليم في الجسم السليم"، أمام ما يحدث من فضائح تناقض هذه المقولة التي تحمل الكثير من العبر والمعاني والقيم النبيلة؟ ذلك أن أفعال هؤلاء المشبوهين تروم تخريب أجساد وعقول الشباب، سواء عبر الاتجار في المخدرات، أو عبر سلوكات النصب والاحتيال والتزوير والفساد والكثير من الممارسات المشبوهة.

ولم يفت الإطار الرياضي محمد النوري أن يذكر بواقعة شبيهة لما نتابعه اليوم من ملفات فساد لرؤساء بعض الأندية، وقال : "في بداية التسعينات تم اعتقال رئيس نادي المغرب التطواني بتهمة الاتجار في المخدرات. وهذا يعني أن هناك سوابق لما يقع الآن من سلوكات مشبوهة".

وأكد الإطار الرياضي أن ما يقع في رياضة كرة القدم من ممارسات مشبوهة لا يمكن أن يتصوره الإنسان، حيث أن كل ما يمارس في المعامل على العمال من انتهاكات يمارس على لاعب كرة القدم. وخير دليل على ذلك أن اللاعب الذي يوقع عقدا معينا ويتم التطبيل لقيمة العقد، فإنه لا يظفر إلا بالفتات بعد استفادة سماسرة ووكلاء اللاعبين والمكتب المسير والمدرب؟

وختم محمد النوري تصريحه  قائلا: "هذه الأعطاب الخطيرة تتطلب إصلاحا جذريا، لأن الفساد الذي استشرى في رياضة كرة القدم فهو فساد بنيوي ومن الصعب اجتثاثه".