الاثنين 25 نوفمبر 2024
رياضة

منسيو الأولمبياد.. أبطال مغاربة شاركوا فـي الألعاب الأولمبية وانتهوا على الهامش

منسيو الأولمبياد.. أبطال مغاربة شاركوا فـي الألعاب الأولمبية وانتهوا على الهامش على‭ ‬امتداد‭ ‬المشاركات‭ ‬المغربية‭ ‬صعد‭ ‬أبطالنا‭ ‬لمنصات‭ ‬التتويج‭ ‬مرات‭ ‬عديدة
يشارك‭ ‬الوفد‭ ‬الرياضي‭ ‬المغربي،‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية،‭ ‬التي‭ ‬ستقام‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬26‭ ‬يوليوز2024‭ ‬و11‭ ‬غشت‭ ‬2024‭ ‬بالعاصمة‭ ‬الفرنسية‭ ‬باريس،‭ ‬بـ60‭ ‬رياضيا‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬نوعا‭ ‬رياضيا‭. ‬لكن‭ ‬علاقة‭ ‬المغرب‭ ‬بالأولمبياد‭ ‬ترجع‭ ‬لصيف‭ ‬1960‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬إنشاء‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الوطنية‭ ‬المغربية‭ ‬سنة‭ ‬1959،‭ ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬التاريخ‭ ‬ظل‭ ‬الحضور‭ ‬المغربي‭ ‬مستمرا‭ ‬باستثناء‭ ‬غياب‭ ‬بسبب‭ ‬المقاطعة‭ ‬في‭ ‬دورتي‭ ‬1976‭ ‬و1980.‬
على‭ ‬امتداد‭ ‬المشاركات‭ ‬المغربية‭ ‬صعد‭ ‬أبطالنا‭ ‬لمنصات‭ ‬التتويج‭ ‬مرات‭ ‬عديدة،‭ ‬لكن‭ ‬العديد‭ ‬منهم‭ ‬لا‭ ‬يملكون‭ ‬سوى‭ ‬صورا‭ ‬من‭ ‬ذكريات‭ ‬الأولمبياد،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قست‭ ‬عليهم‭ ‬الظروف‭.  ‬
 
زوجة‭ ‬البطل‭ ‬الراضي‭ ‬تضطر‭ ‬لبيع‭ ‬ميداليته‭ ‬لاقتناء‭ ‬الدواء
ولد‭ ‬العداء‭ ‬المغربي‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬الراضي،‭ ‬في‭ ‬28‭ ‬فبراير‭ ‬1929‭ ‬بمدينة‭ ‬تاونات،‭ ‬وتوفي‭ ‬يوم‭ ‬4‭ ‬أكتوبر‭ ‬2000‭ ‬بمدينة‭ ‬فاس‭ ‬عن‭ ‬سن‭ ‬يناهز‭ ‬71‭ ‬سنة‭. ‬فاز‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬الراضي‭ ‬بأول‭ ‬ميدالية‭ ‬أولمبية‭ ‬للمغرب‭ ‬والعرب‭ ‬في‭ ‬ألعاب‭ ‬القوى‭ ‬بتتويجه‭ ‬بفضية‭ ‬الماراطون‭ ‬بالألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬الصيفية‭ ‬1960‭ ‬في‭ ‬روما‭.‬

تطوع‭ ‬الراضي‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬الفرنسي‭ ‬سنة‭ ‬1950،‭ ‬واكتشف‭ ‬مدربوه‭ ‬أن‭ ‬الفتى‭ ‬يستطيع‭ ‬العدو‭ ‬لمسافات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تعب،‭ ‬ليقرر‭ ‬رؤسائه‭ ‬إشراكه‭ ‬في‭ ‬بطولات‭ ‬الجري‭ ‬العسكرية‭. ‬فاز‭ ‬بالميدالية‭ ‬الذهبية‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬الدولية‭ ‬للعدو‭ ‬الريفي‭ ‬بغلاسكو‭ ‬1960،‭ ‬ليشارك‭ ‬في‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬الصيفية‭ ‬بروما‭ ‬سنة‭ ‬1960‭ ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬فضية‭ ‬الماراطون‭ ‬ويحرز‭ ‬أول‭ ‬ميدالية‭ ‬أولمبية‭ ‬للمغرب‭ ‬والعرب‭ ‬في‭ ‬ألعاب‭ ‬القوى‭.‬

عاد‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬راضي‭ ‬إلى‭ ‬وطنه‭ ‬سنة‭ ‬1960،‭ ‬بعد‭ ‬رفضه‭ ‬كل‭ ‬الإغراءات‭ ‬التي‭ ‬قدمت‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خوض‭ ‬السباقات‭ ‬تحت‭ ‬أعلام‭ ‬أجنبية‭ ‬فرنسية‭ ‬وبلجيكية‭. ‬وحين‭ ‬اعتزل‭ ‬اللعبة‭ ‬وتقاعد‭ ‬مهنيا‭ ‬تم‭ ‬توظيفه‭ ‬كشاوش‭ ‬في‭ ‬عمالة‭ ‬فاس،‭ ‬لكن‭ ‬البطل‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬راضيا‭ ‬على‭ ‬مصيره‭.‬

تعرض‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬لوعكة‭ ‬صحية،‭ ‬جعلته‭ ‬طريح‭ ‬الفراش‭ ‬وكان‭ ‬في‭ ‬شظف‭ ‬من‭ ‬العيش،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬زوجته‭ ‬بدأت‭ ‬تبيع‭ ‬ممتلكاتها‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الدواء‭ ‬بل‭ ‬ذهبت‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬بيع‭ ‬ميداليته‭ ‬الأولمبية،‭ ‬واضطرت‭ ‬جمعية‭ ‬رياضة‭ ‬وصداقة‭ ‬للتدخل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استعادة‭ ‬الميدالية‭ ‬الأولمبية‭ ‬من‭ ‬المشتري‭. ‬

منذ‭ ‬إنجاز‭ ‬الراضي‭ ‬سنة‭ ‬1960‭ ‬سيضطر‭ ‬المغاربة‭ ‬للانتظار‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬1984‭ ‬في‭ ‬لوس‭ ‬أنجلوس‭ ‬ليفوز‭ ‬سعيد‭ ‬عويطة‭ ‬ونوال‭ ‬المتوكل‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬بميداليتين‭ ‬ذهبيتين‭ ‬في‭ ‬سباقي‭ ‬5000‭ ‬متر‭ ‬و400‭ ‬متر‭ ‬حواجز‭ ‬سيدات‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭.‬
 
 
سعيد‭ ‬عويطة‭.. ‬بطل‭ ‬أسطوري‭ ‬في‭ ‬طي‭ ‬النسيان
يعيش‭ ‬البطل‭ ‬العالمي‭ ‬سعيد‭ ‬عويطة‭ ‬حياته‭ ‬الرتيبة‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الأضواء،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وضع‭ ‬مسافة‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬مضمار‭ ‬السباق،‭ ‬كمدرب‭ ‬وهي‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬مارسها‭ ‬بعد‭ ‬اعتزاله‭ ‬الركض‭. ‬دخل‭ ‬سعيد‭ ‬قبو‭ ‬النسيان‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأبطال‭ ‬الذين‭ ‬رفعوا‭ ‬راية‭ ‬المغرب‭ ‬خفاقة‭ ‬في‭ ‬الملتقيات‭ ‬الرياضية‭ ‬العالمية،‭ ‬وعانى‭ ‬من‭ ‬التهميش‭ ‬والنسيان،‭ ‬فتوارى‭ ‬إلى‭ ‬الخلف‭ ‬وهو‭ ‬يتحسر‭ ‬على‭ ‬الجحود‭ ‬الذي‭ ‬يحاصره‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬لطالما‭ ‬أسمع‭ ‬نشيده‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬أكبر‭ ‬التظاهرات‭.‬

ويعد‭ ‬العداء‭ ‬والبطل‭ ‬الأولمبي‭ ‬المغربي‭ ‬سعيد‭ ‬عويطة،‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬حقق‭ ‬الميدالية‭ ‬الذهبية‭ ‬للمغرب‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬ألعاب‭ ‬القوى‭ ‬رجال،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬نال‭ ‬ذهبية‭ ‬سباق‭ ‬5000‭ ‬متر‭ ‬بالألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬الصيفية‭ ‬لوس‭ ‬انجلوس‭ ‬1984،‭ ‬ليدخل‭ ‬التاريخ‭ ‬من‭ ‬بابه‭ ‬الواسع‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬مواطنته‭ ‬نوال‭ ‬المتوكل‭ ‬قد‭ ‬توجت‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬النسخة‭ ‬بذهبية‭ ‬تاريخية‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬400‭ ‬متر‭ ‬حواجز‭. ‬وفي‭ ‬أولميباد‭ ‬سيول‭ ‬سيكتفي‭ ‬عويطة‭ ‬بالميدالية‭ ‬البرونزية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬خاض‭ ‬السباق‭ ‬النهائي‭ ‬متحملا‭ ‬وجع‭ ‬عطب‭ ‬طارئ‭.‬
 
عبد‭ ‬المجيد‭ ‬حضري‭ ..‬مدافع‭ ‬المنتخب‭ ‬يعيش‭ ‬الخصاص‭ ‬بكرامة
من‭ ‬بين‭ ‬الأسماء‭ ‬التي‭ ‬تنبأ‭ ‬لها‭ ‬المتتبعون‭ ‬الرياضيون‭ ‬بمستقبل‭ ‬زاهر،‭ ‬اللاعب‭ ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬حضري‭ ‬ظهير‭ ‬أيمن‭ ‬الرجاء‭ ‬الرياضي‭ ‬والمنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬بين‭ ‬1972‭ ‬و1975،‭ ‬والذي‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬أولمبياد‭ ‬ميونيخ‭ ‬وراكم‭ ‬إنجازات‭ ‬مهمة‭ ‬مع‭ ‬الرجاء‭ ‬التي‭ ‬فاز‭ ‬معها‭ ‬بلقبي‭ ‬كأس‭ ‬العرش‭ ‬سنة‭ ‬1974‭ ‬و1977.

‭ ‬شارك‭ ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬حضري‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬الصيفية‭ ‬1972،‭ ‬التي‭ ‬أقيمت‭ ‬في‭ ‬ميونيخ‭ ‬بألمانيا،‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬26‭ ‬غشت‭ ‬إلى‭ ‬11‭ ‬شتنبر‭ ‬1972‭ ‬ضمن‭ ‬منتخب‭ ‬المغرب‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬35‭ ‬رياضيا‭ ‬مثلوا‭ ‬بلادنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحدث،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬عبور‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬المنافسات‭ ‬الأولمبية‭.‬

بعد‭ ‬الأولمبياد‭ ‬سيتمر‭ ‬حضري‭ ‬لاعبا‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الرجاء‭ ‬الرياضي،‭ ‬ونال‭ ‬شارة‭ ‬العمادة‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬أيامه‭ ‬مع‭ ‬الفريق‭ ‬الأخضر،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يعلن‭ ‬اعتزاله‭ ‬والتفرغ‭ ‬لعمله‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المطابع،‭ ‬لكن‭ ‬الأقدار‭ ‬شاءت‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬النهاية‭ ‬حزينة‭ ‬حيث‭ ‬أصبح‭ ‬اللاعب‭ ‬الدولي‭ ‬عاطلا‭ ‬يقضي‭ ‬أوقاته‭ ‬في‭ ‬ترتيب‭ ‬صوره‭ ‬الخالدة‭ ‬مع‭ ‬الرجاء‭ ‬والمنتخب‭ ‬الوطني،‭ ‬ويحفظ‭ ‬كرامته‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الوسط‭ ‬الكروي‭ ‬الذي‭ ‬غادره‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬مباراة‭ ‬اعتزال‭ ‬أقيمت‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬ملعب‭ ‬العربي‭ ‬الزاولي‭.‬
 
الشاوي‭.. ‬نداء‭ ‬استغاثة‭ ‬متأخر‭ ‬من‭ ‬حارس‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭  ‬
بعد‭ ‬طول‭ ‬معاناة‭ ‬مع‭ ‬المرض‭ ‬غادر‭ ‬حارس‭ ‬المرمى‭ ‬أحمد‭ ‬بلقرشي‭ ‬الملقب‭ ‬بـ‭ ‬"الشاوي"‭ ‬الحياة‭ ‬الدنيا،‭ ‬وفقدت‭ ‬الكرة‭ ‬المغربية‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬حراس‭ ‬مرمى‭ ‬الكوكب‭ ‬المراكشي‭ ‬والمنتخب‭ ‬الوطني،‭ ‬الذي‭ ‬حمل‭ ‬قميصه‭ ‬خلال‭ ‬سبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬خاصة‭ ‬خلال‭ ‬الأطوار‭ ‬النهائية‭ ‬لكأس‭ ‬الأمم‭ ‬الإفريقية‭ ‬سنة‭ ‬1972‭ ‬بالكاميرون‭ ‬والألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬بميونيخ‭ ‬سنة‭ ‬1972‭ ‬حيث‭  ‬تمكن‭ ‬المنتخب‭ ‬من‭ ‬بلوغ‭ ‬الدور‭ ‬الثاني‭ ‬لأولمبياد‭ ‬بألمانيا،‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬المدرب‭ ‬الإسباني‭ ‬باريناغا‭.‬

كان‭ ‬أحمد‭ ‬بلقرشي‭ ‬المشهور‭ ‬بـ‭ ‬"الشاوي"،‭ ‬حسب‭ ‬شهادة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬رافقوه‭ ‬في‭ ‬مشواره‭  ‬من‭ ‬اللاعبين‭ ‬الدوليين‭ ‬يقاس‭ ‬بقيمة‭ ‬نصف‭ ‬الفريق‭ ‬آنذاك،‭ ‬وارتبط‭ ‬أحمد‭ ‬الشاوي‭ ‬بفريق‭ ‬الكوكب‭ ‬المراكشي‭ ‬و‭ ‬رفض‭ ‬اللعب‭ ‬لغيره‭ ‬بعد‭ ‬عروض‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الرجاء‭ ‬و‭ ‬الوداد‭ ‬الرياضيين،‭ ‬وبقي‭ ‬مرتبطا‭ ‬بملاعب‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬كمؤطر‭ ‬لحراس‭ ‬مرمى‭ ‬الفئات‭ ‬الشابة‭ ‬للكوكب‭ ‬المراكشي،‭ ‬وهي‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬تلقى‭ ‬بشأنها‭ ‬تكوينا‭ ‬وظل‭ ‬يمارسها‭ ‬حتى‭ ‬قبيل‭ ‬مرضه‭ ‬الذي‭ ‬ألزمه‭ ‬الفراش‭.‬

توفي‭ ‬الشاوي‭ ‬بإحدى‭ ‬المستشفيات‭ ‬بمدينة‭ ‬مراكش‭ ‬بعد‭ ‬معاناة‭ ‬طويلة‭ ‬مع‭ ‬مرض‭ ‬عضال‭ ‬قضى‭ ‬على‭ ‬إثر‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬بالمستشفى،‭ ‬حيث‭ ‬خضع‭ ‬للعلاج.
 
 
البطل‭ ‬الأولمبي‭ ‬الذي‭ ‬مات‭ ‬مرتين‭ ‬حدو‭ ‬جادور
ولد‭ ‬حدو‭ ‬جادور‭ ‬سنة‭ ‬1949‭ ‬بمدينة‭ ‬ضواحي‭ ‬الخميسات،‭ ‬التحق‭ ‬بصفوف‭ ‬نادي‭ ‬الجيش‭ ‬الملكي‭ ‬لألعاب‭ ‬القوى‭ ‬سنة‭ ‬1966‭ ‬حيث‭ ‬تخصص‭ ‬في‭ ‬المسافات‭ ‬المتوسطة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يختتم‭ ‬مساره‭ ‬الرياضي‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬مسابقات‭ ‬العدو‭ ‬الريفي‭.‬

راكم‭ ‬تجربة‭ ‬واسعة‭ ‬وتمكن‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬نتائج‭ ‬باهرة‭ ‬جدا،‭ ‬خلدت‭ ‬اسمه‭ ‬بمداد‭ ‬من‭ ‬الفخر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشاركات‭ ‬وازنة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي،‭ ‬أبرزها‭ ‬دورة‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬لسنة‭ ‬1968‭ ‬بالمكسيك،‭ ‬التي‭ ‬بلغ‭ ‬بها‭ ‬نصف‭ ‬نهاية‭ ‬سباق‭ ‬1500م،‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬سباق 5000م‭ ‬لدورة‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬الصيفية‭ ‬لسنة‭ ‬1972‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬ميونخ‭ ‬الألمانية،‭ ‬ولولا‭ ‬إصابته‭ ‬بأعطاب‭ ‬لوقف‭ ‬فوق‭ ‬منصة‭ ‬التتويج‭.‬

خلال‭ ‬أولمبياد‭ ‬ميونيخ‭ ‬بألمانيا‭ ‬سنة‭ ‬1972‭. ‬كان‭ ‬حدو‭ ‬جادور‭ ‬العداء‭ ‬الأقوى‭ ‬والأجدر‭ ‬بالفوز‭ ‬بالمسابقة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬مسجلا‭ ‬بها‭ ‬وهي‭ ‬مسابقة‭ ‬1500‭ ‬متر‭. ‬وبالتالي‭ ‬تمكين‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬ميدالية‭ ‬ذهبية‭ ‬اولمبية،‭ ‬ستكون‭ ‬أول‭ ‬ميدالية‭ ‬من‭ ‬المعدن‭ ‬النفيس‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬المغرب‭ ‬يعزز‭ ‬بها‭ ‬رصيده‭ ‬من‭ ‬الميداليات‭. ‬لكن‭ ‬لعنة‭ ‬الإصابة‭ ‬التي‭ ‬لحقته‭ ‬إثر‭ ‬سقوط‭ ‬جلة‭ ‬بالخطأ‭ ‬على‭ ‬قدمه،‭ ‬منعته‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭.‬

عاش‭  ‬حدو‭  ‬جدور‭ ‬حياة‭ ‬صعبة‭ ‬مريرة‭ ‬قاوم‭ ‬فيها‭ ‬المرض،‭ ‬وبتاريخ‭ ‬الأحد‭ ‬11‭ ‬شتنبر‭ ‬2011،‭ ‬ستنتهي‭ ‬أسطورة‭ ‬العدو‭ ‬الريفي‭ ‬الوطنية‭ ‬البطل‭ ‬حدو‭ ‬جادور،‭ ‬بعد‭ ‬صراع‭ ‬طويل‭ ‬مع‭ ‬المرض،‭ ‬حيث‭ ‬لفظ‭ ‬أنفاسه‭ ‬الأخيرة‭  ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬صغيرة‭ ‬بمنزله‭ ‬الكائن‭ ‬بالحي‭ ‬الشعبي‭ ‬تابريكت‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬سلا‭.‬