الأحد 8 سبتمبر 2024
خارج الحدود

إسطنبول تحتضن ملتقى حول قضية باب المغاربة المغتصب بالقدس

إسطنبول تحتضن ملتقى حول قضية باب المغاربة المغتصب بالقدس باب المغاربة بالقدس
جمع الملتقى المنعقد بإسطنبول يومي الثّالث عشر والرّابع عشر من يوليو 2024 مجموعة من من النّاشطين في العمل الجمعوي من بلدان شمال إفريقيا، المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا؛ بالإضافة إلى فلسطين، وبعض العناصر الأخرى من الدّول العربيّة.
وقد التأم الملتقى تحت يافطة أو عنوان "باب المغاربة"...

أطّر الملتقى مجموعة من الدّكاترة والأساتذة والباحثين من ذوي الاختصاص، مركّزين في محاضراتهم على ضرورة وجود دور مغاربي لإحياء إرث الأجداد وتجديده؛ فقد كان لهم باب بالقدس هو (باب المغاربة) لايزالون يُذكرون به في مدينة السّلام التي حوّلها الاحتلال إلى نقطة توتّر  عالميّ، وبؤرة عنصريّة مقيتة؛ مذكّرين الحضور المغاربي بجهاد أجدادهم، مستصرخين إيّاهم كي يأخذوا من هممهم فيكونوا – إن شاؤوا - خير خلف لخير سلف. فإنّ ذلك لا يكون إلّا بتحمّل مسؤولياتهم بشكل مباشر والاضطلاع بأدوار طلائعيّة تميط اللثام عن التّاريخ الذي أريد طمسه، وعن الشّخصيّة المغاربيّة الأصيلة وإلحاقها اليوم بالصهاينة المعتدين؛ فهي دعوة لتصحيح التّاريخ ولاستشراف مستقبل يتغذّى من مروءة الأجداد واستماتتهم في الدّفاع عن الذّات.
 
كما دعوا إلى المرافعات بجميع أنواعها وأشكالها محلّيّا ودوليّا من أجل إثبات الإرث وإثبات الحقّ بحي باب المغاربة، فإنّ الحقوق لا تسقط بالتّقادم ولا بالهدم وتغيير المعالم؛ فإنّ حيّ باب المغاربة من الأحياء الأثريّة البارزة المصنّفة عالميّا في القدس القديمة، ويقع غرب المسجد الأقصى، وهو ملاصق لحائط البراق، الذي ربط الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء، البراق به، قبل أن يصلّي في المسجد الأقصى، إماما بجميع الرّسل والأنبياء صلوات ربّي عليهم أجمعين. وهي دلالة واضحة الارتباط بالإسلام كدين وعقيدة لأمة.
 
كان لحارة المغاربة قبل الهدم، دور أساسيّ في تاريخ مدينة القدس وحياتها الاقتصاديّة والاجتماعيّة والرّوحيّة والثّقافيّة على مدار عدّة قرون. وفي يونيو1967 هدم الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، حارة المغاربة بأكملها وشرّد أهلها وسكّانها وضيوفها، محوّلا بذلك ثمانية قرون من التّاريخ الإسلاميّ الزّاخر إلى ركام، وأنشأ على أنقاضها "ساحة المبكى" التي خصّصت للصّلاة والاحتفالات اليهوديّة زورا وبهتانا وتزويرا للتّاريخ الإسلاميّ العالميّ دون وجه حقّ.
 
وعندما سؤل النّاصر صلاح الدّين الأيّوبيّ، عن سبب إقطاعه المغاربة تلك الزّاوية من حرم القدس الشّريف دون غيرهم من النّاس آنئذ؛ أجاب رحمه الله: “أسكنت هناك من يثبتون في البرّ ويبطشون في البحر، من أستأمنهم على هذا المسجد العظيم وهذه المدينة". وكان ذلك عام 1193 إثر مشاركة المجاهدين المغاربة بقيادة صلاح الدّين الأيّوبيّ في معركة حطّين، فاتحين مدينة القدس، موقفين بذلك حكم وتسلّط وظلم الصّليبيين لسكّان القدس بجميع طوائفهم الدّينيّة والعرقيّة.
 
شكّل المغاربة ما بين 20 إلى 25 بالمائة من الجيش الإسلاميّ الذي قاده صلاح الدّين الأيّوبيّ فكان لهم دور عظيم ومشرّف في المعارك البحريّة والبرّيّة على حدّ السّواء، وانتصر بهم في معركة حطّين، التي استرجع فيها القدس من يد الصّليبيين في يوليو1187…

ولم تفت قضيّة القدس والحرب الظّالمة على غزّة عن الحضور في الملتقى، مسلّطين الضّوء، تعريفا وتشخيصا سواء من جهة المحاضرين، أو من جهة المتدخّلين، بحكم ما لغزّة من أولويّات لا تخفى على إنسان حرّ، ناهيك عن الأمّة الإسلاميّة جمعاء، ملاحظين أنّ الاهتمام بحيّ المغاربة إنّما هو اهتمام بفلسطين؛ إذ لا رجوع لحيّ دون مدينته وبلده ولا إمكانيّة لوجود المغاربة فيه إلّا إذا وقع التّحرير وانتفى المحتل وانسحب من المكان... فالحديث عن الحيّ كان الهدف الأكبر منه تحسيس النّاس حيثما كانوا، ومنهم المغاربة، بالقضيّة الفلسطينيّة وبغزّة التي تُباد الآن دفاعا عن الكرامة وعن القدس التي فيها (باب المغاربة) ودعوة إلى التّمسّك بالدّفاع عن الأعراض اقتداء بالأجداد الذين ما خنعوا ولا استسلموا.. ولا يزال الكثير من أحفاذهم شاهدين صامدين في القدس القديمة، لا يبغون عنها حولا.