عند سفري إلى مدينة مالمو السويدية، كنت متحمسًا لاستكشاف جمال هذا الجزء من البلد الاسكندنافي الذي سمعت عنه الكثير. كانت الرحلة مليئة بالمفاجآت والتجارب الفريدة، لكن ما لفت انتباهي بشكل خاص كان وضع المراحيض العامة هناك، وكيف يختلف تمامًا عن المغرب.
وصلت إلى مالمو، المدينة الساحلية التي تشتهر بحداثتها وتنوعها الثقافي. المدينة نظيفة ومنظمة، تشتهر مالمو بالعديد من المعالم السياحية التي تعكس تاريخها وتطورها يعد برج Turning Torso أو البرج الملتوي أيقونة معمارية في مالمو، حيث يصل ارتفاعه إلى 190 مترًا ويعد من أبرز ناطحات السحاب في السويد، لكن ما لم أكن أتوقعه هو أن تكون المراحيض العامة موضوعًا رئيسيًا في ذهني.
في اليوم الثاني، أثناء تجولي في شوارع مالمو، شعرت بالحاجة لاستخدام المرحاض. توجهت إلى إحدى المراحيض العامة المتواجدة بكثرة في المدينة. كانت المفاجأة كبيرة: المراحيض نظيفة بشكل مذهل، مزودة بالماء والصابون، كما أن الأبواب كانت تغلق بشكل آمن، مما يوفر خصوصية تامة للمستخدم.
بدأت أفكر في مراحيضنا العامة في المغرب، غالبًا ما تكون هذه المرافق في وضع سيء، تفتقر إلى النظافة والماء والصابون. وعادة ما تكون غير آمنة ولا توفر الخصوصية الكافية. وبدأت أتساءل كيف يمكننا تحسين وضع المراحيض العامة في المغرب، خاصة في أفق تنظيم كأس العالم 2030. ربما يمكننا الاستفادة من بعض التجارب السويدية، خاصة في الشق المرتبط في تدبير هذه المرافق الصحية كما يمكن استخدام التكنولوجيا لتتبع نظافة المراحيض وصيانتها.
استمرت جولتي في استكشاف المزيد من مالمو، من الحدائق الجميلة إلى شواطئ البحر الهادئة. وكلما احتجت لاستخدام المرحاض، كنت أجد مراحيض عامة بنفس المستوى العالي من النظافة والترتيب. يبدو أن السويديين يهتمون بشدة بهذا الجانب من الحياة اليومية.
كانت رحلتي إلى مدينة مالمو ونواحيها تجربة مدهشة على عدة مستويات، لكنها فتحت عيني على قضية مهمة قد لا نفكر فيها كثيرًا: المراحيض العامة. ربما حان الوقت لنبدأ بالتفكير في هذا الجانب الحيوي من حياتنا اليومية والعمل على تحسينه بما يتناسب مع احتياجات مجتمعنا وتطلعاتنا.