المقصود هنا أن رادار "الدولة الاجتماعية" الموعودة، لا يرصد أن النسبة الكبيرة جدا من أطفال المغرب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 7 و18 سنة والبالغ عددهم حوالي 8 ملايين نسمة، لن يعرفوا مرة أخرى ما معنى العطلة الصيفية وما معنى الاستمتاع بالحق في الترفيه، فالحكومة في شخص وزارة الشباب المسؤولة على نشاط المخيمات والعطل قامت بتقليص عدد الأطفال المستفيدين من التخييم من 250 ألف طفل مستفيد كانوا يذهبون إلى المخيمات إلى 80 ألف فقط وهو عدد لا يغطي سوى نسبة 1 % من مجموع أطفال المغرب الذين يحق لهم الذهاب للعطلة في مختلف مراكز التخييم بالمغرب، معنى ذلك أن 99% من الأطفال هم خارج التغطية، ما لم يتكفل بهم أباءهم إن توفرت لهم الإمكانيات المادية لسرقة أيام معدودات لقضاء عطلة هنا أو هناك.
الأطفال في المغرب بدون صوت وبدون صدى ولذلك فلا أحد ينتبه لهم، وحتى الجمعيات التربوية التي كانت ويا حسرتاه أيام الجمر والرصاص صوت أطفال المغرب في الدفاع عن حقهم في المخيم يوم كانت ترفع صوتها في وجه الحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال على أن " المخيم حق وليس امتياز" لم يعد يسمع لها صوت ولو بإصدار بيان صغير محتشم للتصدي لهذا التراجع ولهذه الانتكاسة التي يعرفها قطاع الشباب وقطاع التخييم بالخصوص.
السؤال الذي أطرحه هنا، هل هذا التراجع والإجهاز على حق أطفال المغرب ولاسيما الفقراء منهم في المشاركة في المخيمات جزء من انتكاسات عرفتها ولازالت مختلف الفعاليات والأنشطة التربوية والثقافية الموجهة للشباب والأطفال عن طريق جمعياتهم التربوية والثقافية، وهل هو جزء من توجه ممنهج لتحجيم وتقليص دور هذه الأنشطة في تكوين المواطنين لاسيما الشباب منه؟ وسياسة مقصودة من طرف بعض الدواليب المحافظة داخل الدولة القرار لإفراغ هذه الأنشطة من محتواها الشعبي والتقدمي كما رسمها الماهدون الأوائل أيام كانت مصلحة الثقافة الشعبية التي كانت تشرف عليها وزارة التربية الوطنية والتهذيب العمومي تنبض بالحياة.
انظروا ماذا فعلوا بمسرح الهواة، تركوه يموت، وماذا فعلوا بأندية السينما، ضايقوها وحاصروها لتحتضر، انظروا كيف يعاملون حركات وجمعيات أوراش الشباب، إن لم يكن بالتضييق والحرمان من الإمكانيات العمومية للقيام بأدوارها فالجحود والتجاهل هي اللغة الركيكة التي يتكلمها الوزراء الذين كلفوا بقطاع الشباب والرياضة وهي نفس اللغة التي تتكلمها كل الحكومات المتعاقبة، أنظروا كذلك لعشرات مؤسسات دار الشباب المغلقة في وجه الأطفال والشباب، فهل أتى الدور على المخيمات الصفية لتلقى نفس المصير؟ وهل هذه هي الدولة الاجتماعية الموعودة من طرف حكومة السيد عزيز أخنوش ؟