الأحد 24 نوفمبر 2024
فن وثقافة

فصل المقال بين "الْخُيُولْ الْمَدْﮜُوﮜَةْ" وبين ذات الدّم والنّسل الوطني النقي من اتصال

فصل المقال بين "الْخُيُولْ الْمَدْﮜُوﮜَةْ" وبين ذات الدّم والنّسل الوطني النقي من اتصال الزميل أحمد فردوس

 

الغاية النبيلة تستوجب وسيلة نبيلة لتحقيقها

وصف صديقي المفترض الذي أكن له كل التقدير والاحترام بصفته مربي للخيل وعاشق أيضا للسلالة الوطنية ومهووس بفن التبوريدة، ـ وصف ـ في تدوينة على صفحته الخاصة بمنصة الفيسبوك السوّاد الأعظم من الناس بأنهم يؤمنون للأسف الشديد ويطبقون في حياتهم مقولة الأمير ميكيافيلي التي تقول بأن "الغاية تبرر الوسيلة".

 

وشدّد الرّجل في خطابه الموجه لمن يعنيهم أمر الخيول ذات السلالة الوطنية الحرة والأصيلة التي وصفت بـ "العاديات" و "الصّافنات" و "المغيرات"، على أن الوسائل يجب أن تخضع لأحكام الغايات، بمعنى أن الغاية النّبيلة تستوجب (حتما) وسيلة نبيلة لتحقيقها. وأورد مثالا في هذا السيّاق بقوله أن الثراء غاية نبيلة ومحترمة، لكن تستوجب السعي لتحقيقها بطرق نبيلة، وليس عن طريق التدليس والسرقة أو النصب والاحتيال.

 

ما يهمنا في جريدة "أنفاس بريس" في هذا السياق طبعا، هو مجال تحسين نسل الخيول البربرية والعربية البربرية والمحافظة على رأسمالها الوطني، على اعتبار أن الإنتاج الجيد غاية نبيلة، والكل يسعى لتحقيقه، لكن يجب أن يكون بطرق قانونية وشرعية، بمعنى أن يكون تناسل الخيل من داخل السلالة نفسها، أما أن تدخل دماء أخرى على السلالة وتحسبها عليها فهذا تدليس وغشّ يتنافى وشرائع الأرض والسماء.

تثمين مجهودات محاربة ظاهرة "الْخُيُولْ الْمَدْﮜُوﮜَةْ"

 

ارتباطا بملف فضيحة "الْخُيُولْ الْمَدْﮜُوﮜَةْ" الذي كشفته نتائج التحاليل المختبرية التي قامت بها اللجنة المختصة بتوجيه من الشركة الملكية لتشجيع الفرس قبل انطلاق منافسات جائزة الحسن الثاني لفن التبوريدة بدار السلام بالرباط برسم سنة 2024، ـ ارتباطا بهذا الملف ـ تقاسمت مجموعة من مربي الخيول موقف تثمين كل المجهودات والتدابير والقرارات التي اتخذت في حق الخيول ذات الشرائح التعريفية المزورة بفعل فاعل مع سبق الإصرار والترصد. وأكدت هذه الفئة المعنية بتنقية سلالة الخيول الوطنية على أنه يجب العمل أكثر من أجل تنقية السلالة الوطنية والحفاظ على هويتها ومواصفاتها الرياضية والفرجوية.

 

بالنسبة لملف خيول التبوريدة، فقد اعتبر العديد من المراقبين والمهتمين بهذا الموروث الثقافي التراثي اللامادي، الذين اتصلت بهم جريدة "أنفاس بريس" بأن هذا الموضوع فيه حساسية كبيرة، سواء بالنسبة للفرسان أو المؤسسات ذات الصلة، وهو ما جعل أصحاب الخيول في صراع واختلاف، فهناك فئة تترافع وتسعى إلى تحسين إنتاج النسل وفق الضوابط القانونية المشروعة، ومن داخل السلالة العربية البربري، وهناك فئة أخرى تدافع عن الخيول المجهولة الهوية والتي يعتبرونها هي التي تصلح لتراث فن التبوريدة.

 

قرار لبق وسلس لنزع فتيل انفجار الفضيحة

 

ورغم فضيحة قنبلة ملف "الْخُيُولْ الْمَدْﮜُوﮜَةْ" وارتدادات شظاياها على المستوى الوطني، فلحد الساعة ـ حسب رأي العديد من المتابعين ـ فقد تعاملت الشركة الملكية لتشجيع الفرس والمؤسسات ذات الصلة، مع الخيول ذات الشرائح التعريفية المزورة بنوع من اللباقة بدرجة تسمح بإجراء بطولة جائزة الحسن الثاني لفنون التبوريدة بدار السلام، علما أن هناك خيولا لازالت حاضرة في ذات البطولة بدار السلام لكن بمجرد انتهاء فعالياتها سيتم إعلام مالكيها بقرار إقصائها.

ما موقف الشركة الملكية لتشجيع الفرس من هذا الصنف من الخيول؟

 

في خضم هذا الكم الهائل من المشاكل المتراكمة على مستوى إنتاج السلالة الوطنية من الخيول النقية ـ توضح مصادر الجريدة ـ بأن هناك خيولا لازالت الشركة الملكية لتشجيع الفرس لم تتعامل معها، ولم تحسم في أمرها، وهي تلك الخيول التي تنسب "لأب ليس أباها" بالإضافة إلى الأفراس كذلك، وهو ما سيتم غربلته السنة القادمة من طرف اللجنة الوطنية المسؤولة عن منح الترخيص للفحول المختارة.

 

من جهة أخرى يرى مراقبون أن الحل الممكن في مجال خيول فنون التبوريدة، فهو التفكير في إمكانية إرجاع الخيول التي تحمل صفة ـ  CCM chevale de celle marocainـ  والسماح لها بمزاولة تراث التبوريدة، وهي خيول كان سابقا تمنح لها وثائق التعريف وهي من أم مجهولة الهوية وأب يحمل هوية عربية بربرية أو العكس.

 

وعن سؤال لماذا لم تعمّم الشركة الملكية لتشجيع الفرس إجراء القيام بتحاليل عامة على المستوى الوطني للوقوف على حقيقة سلالة الخيول الوطنية حيث أوضح بعض المهتمين بهذا المجال بقولهم، بأن ذات المؤسسة قادرة على تعميم هذا الإجراء، لكن التخوف الصّعب من تبعات هذا القرار يرتبط بصدمة إبعاد وإقصاء عدد كبير من الخيول مرة واحدة والذي سيشكل حقيقة ضربة قوية في قطاع تربية الخيول بالمغرب.

 

في سياق متصل سجلت مصادر الجريدة ملاحظة مهمة، ترتبط بقرار إقصاء وإبعاد الخيول ذات الشرائح التعريفية المزورة، حيث تمت هذه العملية بشكل حبّي وسلس، حتى تسلم الجرة، في حين أنه لو أرادت الشركة الملكية لتشجيع الفرس متابعة المتورطين بخصوص "الْخُيُولْ الْمَدْﮜُوﮜَةْ" فلها كامل الحق في ذلك والقانون بجانبها.

لماذا لم تصدر المؤسسات المعنية بالفروسية بلاغا حول ملف "الْخُيُولْ الْمَدْﮜُوﮜَةْ"؟

حين طرحنا السؤال الحارق المتعلق بعدم إصدار بلاغ من طرف المؤسسات المعنية بهذا الخرق السافر الذي مس بقطاع تربية الخيل والسلالة الوطنية النقية، أوضحت مصادر الجريدة بأنه إذا أصدرت الشركة الملكية لتشجيع الفرس بلاغا في الموضوع في حينه، فهذا يعني أنه مفروض عليها تطبيق القانون، والبلاغ يستوجب أيضا فتح مسطرة التحقيق مما سيفتح باب المتابعات التي يمكن أن تطال جهات مسؤولة إداريا ومجاليا.

 

ما السبب في غياب التواصل بين المؤسسات ذات الصلة؟

 

في نفس السياق، استقت جريدة "أنفاس بريس" معلومات من مصادر خاصة، نتمنى أن يتم تأكيدها أو نفيها، من طرف الجمعية الوطنية للفروسية التقليدية، على اعتبار أن هذه الأخيرة تشتغل على محاولة إنتاج نموذج تحكيمي من سلالة الحصان البربري والعربي البربري، لكن للأسف ـ تضيف المصادر ـ أن هذا العمل يرتكز على تقليد النموذج الإسباني في إنتاج النسل، في حين وبالموازاة مع هذا العمل يقوم أطر الشركة الملكية لتشجيع الفرس أيضا بإنتاج نموذجهم الخاص.

 

هنا يتصب سؤال التواصل والعمل المشترك القائم على تبادل المعارف في الميدان، ألا يمكن في هذا الصدد أن يتم الاتفاق على إنتاج نموذج مثالي بين المؤسستين ومن خلاله يتم الحسم في سؤال ماذا نريد؟ وكيف نصل إلى الهدف المنشود؟

 

موقف من المنح الموجهة للإنجاب "الزْرُورَةْ"

 

وعن سؤال الدعم الموجه للخيول وخصوصا المتصل بمنح إنجاب الأفراس "الْعَوْدَاتْ" شدّدت عدة أصوات معنية بهذا الجانب على أنه يجب أن تمنح للسلالة العربية البربرية والبربرية، وليس لخيول لا تحمل منها إلا الإسم، والتي ساهمت بشكل كبير في إقبار السلالة الوطنية حيث أصبح ثمنها في السوق بخسا وهزيلا، في حين أصبحنا نسمع بأثمنة خيالية تباع بها الخيول الدخيلة نظرا لبنيتها الجسدية والعلو المبالغ فيه.