الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
اقتصاد

حقائق الخبير ملاوي حول مكاسب المغرب من مشروع الربط الكهربائي بين الداخلة والبيضاء بكلفة 3 ملايير دولار

حقائق الخبير ملاوي حول مكاسب المغرب من مشروع الربط الكهربائي بين الداخلة والبيضاء بكلفة 3 ملايير دولار عبد الصمد ملاوي
يعتزم المغرب إطلاق مشروع ضخم لنقل الكهرباء بين شماله وجنوبه.المشروع سيشرف عليه المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، يهم الربط الكهربائي بين الداخلة والدار البيضاء عبر خط كهربائي عالي الجهد على امتداد يفوق 1400 كيلومتر. تصل كلفة إنجازه 3 ملايير أورو، وهو ما يجعل منه أكبر خط كهربائي في المغرب، وسيكون قادرا على تزويد المدينة الاقتصادية بقدرة إجمالية تبلغ 3 جيكاوات.
وقال عبد الصمد ملاوي، أستاذ جامعي وخبير دولي في تكنولوجيا الطاقات المتجددة، أنه من المنتظر تنفيذ هذا المشروع على شطرين أو مرحلتين. المرحلة الأولى ستنجز ما بين 2025 إلى نهاية 2026 وستمكن من نقل حوالي 1500 ميكاوات، في حين الشطر الثاني سيمتد إلى نهاية 2028 لاستكمال الطاقة القصوى أي 3 جيكاوات من الطاقة الكهربائية.
وأوضح ملاوي في تصريح لـ "أنفاس بريس" أن هذا المشروع له عدة إيجابيات سواء من الناحية الطاقية أوالاستراتيجية أو التقنية:
 
أولا، سيمكن من تحسين استقرار الشبكة الكهربائية الوطنية وتقليل فجوة الطاقة بين المناطق الكهربائية حيث سيمكن المشروع من نقل الكهرباء من مختلف المناطق المغربية من الشمال إلى الجنوب، وكذلك من الجنوب إلى الشمال في إطار تبادل الكهرباء حسب العرض والطلب، خصوصا من المشاريع التي تولد من الطاقة المتجددة أو الطاقة الخضراء، وهي مشاريع متعددة بالأقاليم الجنوبية للمملكة مما سيمكن المغرب من تقليل حاجياته الكهربائية من مصادر ملوثة، ويمكنه من تحقيق الأهداف التي سطرها في التنمية وكذلك الأهداف التي التزم بها سواء المناخية أو الطاقية.
 
ثانيا، سيمكن هذا الربط من توفير البنية التحتية الكهربائية للمناطق الجنوبية، وذلك في إطار استراتيجية كبرى كان قد سطرها المغرب منذ سنوات تروم تأهيل الاقتصاد بهذه المناطق وجلب المشاريع الكبرى، وهي تسير في نفس الاتجاه مع مجموعة من المشاريع الأخرى كالطريق السيار وميناء الداخلة إلى غيرذلك من المشاريع والشركات التي ستحتاج إلى الكهرباء والطاقة وجاء هذا الربط في إطار الاستباق إلى توفير البنية التحتية الطاقية اللازمة.
 
ثالثا، هذا المشروع الضخم سيمكن من نقل الكهرباء الخضراء من المشاريع المتجددة بالأقاليم الجنوبية للمملكة إلى أوروبا عبر الربط الكهربائي الحالي الذي يمر عبر جبل طارق في اتجاه إسبانيا أو مشروع ما يصطلح عليه بمشروع "ريمو" الذي يتكون من خطين كهربائيين بقدرة 1400 ميكاوات، وبالتالي هذا الربط الكهربائي مع الأقاليم الجنوبية يأتي أيضا في إطار تصدير الطاقة النظيفة إلى الدول الأوروبية التي في حاجة إليها، ضمن عدد من الاتفاقيات وتوصيات المفوضية الأوروبية خلال السنوات الأخيرة. كما سيكون هذا الربط بين الداخلة والدارالبيضاء استباقا للنقل الكهربائي نحو دول أخرى كبريطانيا بحوالي 7 جيكاوات، وكل هذا يصب في منحى واحد لتأهيل الخطوط الوطنية تحمل القدرة الكهربائية التي يود المغرب الاستثمار فيها مستقبلا.
 
رابعا، هذا المشروع سيكون الأساس للربط الكهربائي بين المغرب مع دول إفريقية كثيرة مستقبلا في إطار تأهيل اقتصاديات هذه الدول الإفريقية، في إطار شراكات رابح رابح كما ركز عليه الملك في خطابات متعددة وفي إطار الشراكات التي تم الاتفاق عليها بين المغرب ومجموعة من الدول الإفريقية.