فوجئ أعضاء مجموعة العمل الموضوعاتية المكلفة بتقييم الاستراتيجية الوطنية للرياضة 2008-2020 بالبرلمان برد فعل غاضب من هشام آيت منا النائب البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار بعد مداخلة للباحث الجامعي منصف اليازغي، إلى حد مغادرته للقاعة وسط ذهول واستنكار باقي أعضاء اللجنة.
وكانت اللجنة أطلقت لقاءاتها التشاورية يوم الثلاثاء 21 ماي 2024 باستضافة باحثين وخبراء في المجال الرياضي، هم إلى جانب منصف اليازغي، المدير التقني السابق لجامعة ألعاب القوى عزيز داودة، خليل بوبحي عضو لجنة المنازعات باللجنة الأولمبية ومحمد أبو إياد أستاذ بمعهد مولاي رشيد.
وحسب برلماني حضر أطوار الجلسة، فإن اليازغي بادر في مداخلته إلى إبراز نقاط الضعف لدى البرلمان بعلاقة مع الرياضة منذ الاستقلال إلى غاية الآن، مشيرا إلى ضعف نسبة الأسئلة الكتابية والشفوية المتعلقة بالرياضة وعدم استغلال وسائل المراقبة الأخرى التي يتيحها الدستور للبرلمانيين، وعدم تقدم البرلمانيين بمقترح واحد لتعديل القوانين الرياضية طيلة 50 سنة.
وأشار اليازغي مداخلته إلى استوزار أوزين سنة 2012 بدون أن يكون برنامج حزبه في انتخابات 2011 متضمنا لفقرة واحدة حول الرياضة، قبل أن يشير إلى غياب التوافق حول الرياضة داخل نفس الحزب مقدما نموذج حزب التجمع الوطني للأحرار الذي تقدم ببرنامج رياضي في انتخابات 2007، قبل أن تتقدم الوزيرة نوال المتوكل ببرنامج لا علاقة له ببرنامج الحزب، ليأتي منصف بلخياط ضمن تعديل وزاري سنة 2009 ببرنامج لا علاقة لا ببرنامج الحزب ولا ببرنامج نوال المتوكل وهما المنتميان لنفس الحزب.
وحسب المصدر ذاته، فإن محتوى مداخلة اليازغي أثارت النائب البرلماني هشام آيت منا الذي رد بتشنج بأن البرلمان يشتغل "واللي قال العصيدة باردة يدير فيها يديه..وأجي نت شارك في الانتخابات وادخل للبرلمان وورينا أشنو غادي تدير"، رافضا أن يكون هناك اضطراب في نظرة حزب التجمع الوطني للأحرار للرياضة كما ادعى اليازغي. وأضاف المصدر أن اليازغي تشبث في تعقيبه بما قدمه في مداخلته محاولا التوضيح بأن الأمر يتعلق بمعطيات ثابتة ومستندة على وقائع تاريخية ووثائق موجودة وليست من وحي خياله، هذا الأمر أثار آيت منا مجددا ووقف يحتج على رئيس اللجنة الذي كان يحاول تهدئته ومطالبته بعدم مقاطعة ردود اليازغي، واعتبر آيت منا أنه ليس من حق اليازغي محاكمة العمل البرلماني أو التحدث عن أداء الأحزاب، قبل أن يغادر القاعة وهو يستشيط غضبا.
وحسب النائب البرلماني الذي تواصل مع الجريدة، فإن برلمانيي الأحزاب الأخرى استنكروا في الحين هذا الفعل؛ وعدم تقبل برلماني لانتقاد موجه للبرلمان ككل ولتقييم عمل حزب من الأحزاب في جلسة تستوجب الترفع عن الانتماءات.
مضيفا أن اليازغي عقب بهدوء بأنه "ضيف لدى البرلمان ولم يسبق لأحد أن تحدث معي بهذه الطريقة طيلة اللقاءات التي حضرتها بالبرلمان منذ 15 سنة كباحث في الرياضة ".
يشار إلى أن مجموعة العمل الموضوعاتية المكلفة بتقييم الاستراتيجية الوطنية للرياضة 2008-2020 التي يترأسها عبد الرحيم شهيد ستستضيف متدخلين آخرين في نفس الموضوع في الأسابيع المقبلة.