السبت 27 إبريل 2024
في الصميم

ياساسة المغرب..تعلموا الدرس من "كوباكابانا" ومن "ريو دي جانيرو" لعلكم تفلحون!

ياساسة المغرب..تعلموا الدرس من "كوباكابانا" ومن "ريو دي جانيرو" لعلكم تفلحون! عبد الرحيم أريري
رغم أن مساحته لا تمثل سوى 0،000003% من مساحة البرازيل، ولاتشكل مساحته سوى 0،05% من مساحة سواحل البرازيل، إلا أن شاطئ كوباكابانا copacabana بمدينة ريو دي جانيرو، يبقى القبلة المفضلة لمعظم السياح بالعالم.
 
ففي يوم 4 ماي 2024، ستكون كشافات ضوء العالم كله مسلطة على شاطئ كوباكابانا (الممتد على مسافة 4 كيلومترات فقط!)، بمناسبة احتضانه لأضخم حفل موسيقي ستحييه الفنانة الأمريكية مادونا. هذا الحفل ستتابعه مختلف القنوات العالمية، لمعرفة هل سيكون الجمهور الحاضر يوازي أو يفوق عدد الجمهور الذي سبق وحضر للحفل الذي أحيته المجموعة الغنائية الأمريكية "رولينغ ستونز" ( تابع الحفل آنذاك 1،5 مليون شخص). علما أن هذا الحفل الأخير ليس هو المقياس، بحكم أن المغني البريطاني "روود ستيوارات" يبقى هو صاحب الرقم القياسي في حشد الجمهور بشاطئ كوباكابانا. إذ منذ 1994 لم يتمكن أي فنان عالمي من تحطيم الرقم القياسي الذي تابع إحياء "روود ستيوارت" لأعياد رأس السنة ليلة 31 دجنبر 1994، والذي حضرته 3،5 مليون شخص. أي بمعدل 12،5 فرد في المتر المربع، وهي نسبة كثافة وازدحام لم تسجل في أي بقعة في الأرض سواء خلال مواسم دينية أو فنية أو ترفيهية.
 
ما الدرس المستفاد من هذا السرد؟
الدرس الأهم يتجلى في تفوق البرازيل في تسويق تراب مدنها، بحيث أن شاطئ كوباكابانا( 28 هكتارا)، الذي تقل مساحته عن مساحة شاطئ عين الذياب بالدارالبيضاء بكثير، تحول إلى مضخة للمال والثروة وكعبة للزوار، وتحول إلى ساحة لتنشيط مدينة تقطنها حوالي 11 مليون نسمة.
 
وما كان للبرازيل أن تحظى بهذه السمعة الدولية، لولا التهيئة الساحلية الصارمة المعتمدة، ليس فقط في شاطئ كوباكابانا، بل في كل المدن الشاطئية بالبرازيل الممتدة على سواحل بطول 7491 كيلوميتر. إذ هناك ضوابط صارمة في احترام الارتفاقات البحرية ومنع البناء على الشاطئ ووجوب خلق نزهات وممرات للدراجات وشوارع مهيأة في كل ساحل، مع تأثيث فضاء الشواطئ بالفنادق والمطاعم والملاهي ومراكز التسوق والحدائق، وربطها بمختلف وسائل النقل العمومي، للسماح بتدفق السكان من كل حي نحو البحر. أضف إلى ذلك الحرص على تسطير برامج فنية ورياضية وغنائية وكرنفالية لضمان جاذبية للمدينة على امتداد السنة.
 
ترى، لو تبنى المسؤولون بالمغرب، هذه الرؤية، كم من "ميني كوباكابانا mini copacabana"، كان المغرب سيتوفر عليه بسواحله، لجلب السياح وجلب الاستثمار والثروة والبهجة والفرح؟
 
سفير البرازيل سابقا، أجاب على هذا السؤال لدى استقباله لي بمكتبه بالرباط، قائلا: "لو كنا نتمتع بهذه المناظر الشاطئية الخلابة عندكم بالمغرب، لكانت البرازيل اليوم تتوفر على 60 شاطئ كوباكابانا، وليس واحدا بريو دي جانيرو ! ".
 
فمن منكم ياساسة سيلتقط الميساج بالمغرب؟!
 
ذاك هو السؤال وتلك هي الإشكالية.