الجمعة 7 فبراير 2025
مجتمع

المحامية حياة المتوكل: لا تعطيني وردة وتسلب مكانتي!

المحامية حياة المتوكل: لا تعطيني وردة وتسلب مكانتي! المحامية المتوكل إلى جانب زميلة لها في الانتخابات المهنية الأخيرة
تفاعلا مع ما نشرته جريدة "أنفاس بريس" بخصوص تخليد اليوم العالمي للمرأة، واستياء المحاميات من الاحتفاء بهن في الوقت الذي لم يتمكن من تقلد المسؤولية داخل التنظيمات المهنية، في مجالس الهيئات ومكتب جمعية هيئات المحامين بالمغرب، في الانتخابات المهنية الأخيرة، توصلت جريدة "أنفاس بريس"، بوجهة نظر الأستاذة حياة المتوكل، المحامية بهيئة الرباط، تحت عنوان: "لا تعطيني وردة وتسلب مكانتي":

مؤشرات مقلقة، ضعف تمثيلية المحاميات في الهياكل المهنية. 
في الوقت الذي نحتفل فيه باليوم العالمي للمرأة، للأسف تعيش مهنة المحاماة بشموخها تراجعا على المستوى الثقافي والفكري والحقوقي، كرسته الاستحقاقات الانتخابية لجمعية هيئات المحامين بالمغرب التي تمخض عنها مجلس ذكوري بامتياز، لأنه ممثل فقط من نقباء جميع الهيئات وأعضاء مجالس كلهم رجال. ويعزى ذلك لإصابة الجسم المهني بداء العقلية الذكورية كموروث ثقافي مجتمعي، لا يؤمن بكفاءة المرأة المحامية، ترتبت عنه تمثيلية المحاميات بشكل محتشم في بعض الهيئات، وفي أخرى منعدم تم إقصائهن من المشاركة في تدبير شؤوون مهنتهن، مما يشكل تخلفا عن مواكبة المهنة للتحولات التي يعرفها المجتمع المغربي لدعم تمثيلية النساء على جميع المستويات.

الأكيد أن المرأة المحامية شأنها شأن زميلها الرجل، همها الأكبر هو الشأن المهني، تواجه تحديات وإرهاصات تكاد تعصف بأصحاب البذلة السوداء، وتجهض على باقي المكتسبات المهنية التي ساهمت في تحقيقها إلى جانب زميلها الرجل وتتطلع إلى غد أجمل تنتصر فيه المحاماة. لكن للأسف أمام معضلة ضمان ممارسة المرأة المحامية لحقها في المشاركة المتوازنة مع زملائها المحامين في تدبير الشأن المهني، إبرازا لقدراتها الفكرية والحقوقية والإبداعية، ينبغي الاعتراف أن مهنة المحاماة تعرف تراجعا على المستوى الثقافي والفكري والحقوقي، وصل إلى حد تكريم مرشحات لم يتوفقن في الظفر بمنصب النقيب، انتصرت العقلية الذكورية على كفاءتهن في تدبير شؤون المهنة.

وأمام هذه الوضعية التمييزية اتجاه المرأة المحامية ينبغي نشر ثقافة المساواة في وسط المحاميات والمحامين وتغيير الفكر النمطي السائد وبناء اختيارات على أساس كفاءة ومهنية ونزاهة المرشح لا جنسه، لضمان مشاركة فعلية للمحامية في الهياكل المهنية انسجاما مع الدستور والاتفاقيات الدولية.

هذه المرأة المحامية التي تربي أجيالا وزوجة تتحمل مشقة بيت وأسرة، نجدها مرابطة في المحاكم مساهمة في بلورة العدالة، وفي مكتبها صمام الأمان، وهي جزء من مجتمع، أضحت المرأة فيه تتبوأ مناصب سامية في مختلف المستويات، واقتحمت مجالات للعمل، كانت إلى وقت قريب حكرا على الرجل، بفضل الكفاءات التي تتوفر عليها وتلعب دورا رئيسيا في بلورة الوعي المستمر وفي التشريع والقيادة باعتبار النساء شقائق الرجال.