استعرض المؤرخ الطيب بياض، تجربته في رحلة استكشاف للصين، وتحدث أستاذ التاريخ بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، أمام السفير الصيني بالمغرب ورئيس جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، يوم الثلاثاء 5 مارس 2024، ضمن ندوة حول طريق الحرير، عن سياق كتابه "اكتشاف الصين: رحلة أكاديمي مغربي إلى أرض التنين"، سرد فيها سيرة سفره إلى الصين، وكيف اكتشف هذا البلد، ضمن وفد مغربي إلى جانب "قادة شباب أفارقة"، في مارس 2018.
حمل الطيب بياض تمثلاث كثيرة عن الصين، أو ما أسماه "العملاق الأسيوي"، ولأن المادة التاريخية هي مساره المهني، لم يضيع بياض هذا السفر ليحمله للقارئ في كتابه/ الوثيقة، وهذا ما اعتاد عليه للإشهاد على أي تجربة إنسانية تُحكى، وهو تمرين سبق أن قام به في كتاب "بوح الذاكرة وإشهاد الوثيقة، أحداث 3 مارس 1973، حوار مع مبارك بودرقة (عباس)"، الصادر مطلع سنة 2020.
تحدث الطيب بياض في مداخلته التي تنشرها "أنفاس بريس" كاملة على قناة "يوتيوب"، عن الرحالة المغربي ابن بطوطة، وكيف كان له فضل كبير في ربط جسور التواصل بين المغرب والصين مند أمد بعيد، كما تحدث عن اختيار المغرب الوقوف إلى جانب الصين الشعبية، في مطلبها القاضي باستعادة العضوية داخل الأمم المتحدة، في زمن الاستقطاب الدولي الحاد وصراع الإيديولوجيات، وكيف أن انتصار الثورة الاشتراكية في الصين سنة 1949، وإصرار الولايات المتحدة الأميركية على الحيلولة دون تمثيل حكومة الصين الشعبية في الأمم المتحدة، جعل المغرب يسعى في دعم ومساندة الصين في مطلبها، حتى استرجعت مقعدها بالأمم المتحدة سنة 1971، وهو ما يكتمل اليوم من قبل الصين التي دشنت طريق الحرير الجديد منذ 8 سنوات، وتريد أن تبصم في إطار "الطريق والحزام" على حضور قوي في أفريقيا، وهو ما تجد أمامها المغرب مؤهلا أكثر من غيره للعب دور الجسر الذهبي بين العملاق الآسيوي والقارة السمراء.
يذكر أنه تحت عنوان "المغرب والصين: الابتكار وخلق القيمة من أجل شراكة استراتيجية"، نظمت جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء وجامعة شانغهاي للدراسات الدولية، بتعاون مع معهد كونفوشيوس بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، الدورة السابعة للندوة الدولية "على طرفي طريق الحرير: الصين والمغرب"، وذلك يوم الثلاثاء 5مارس 2024 بالمكتبة الجامعية محمد السقاط بالدار البيضاء.
وترأس هذا الحدث الحسين أزدوك، رئيس جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء و"لي تشانغ لين"، سفير جمهورية الصين الشعبية بالمملكة المغربية، وبحضور "لين شيويلي"، نائب رئيس جامعة شنغهاي للدراسات الدولية، بالإضافة لشخصيات بارزة. وشكلت هذه الندوة مناسبة لكتاب وسياسيين مغاربة لتقديم إصداراتهم حول العلاقات الصينية المغربية الراهنة والمستقبلية، ويتعلق الأمر بكل من فتح الله ولعلو وعبد الحميد جماهري والطيب بياض، إلى جانب مداخلات لباحثين صينيين.
ويأتي هذا الحدث تعزيزا للعمل المشترك بين جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء وجامعة شانغهاي للدراسات الدولية، حيث عملا منذ 2015، على إطلاق منصة للتبادل الأكاديمي في صيغة ندوة دولية "على طرفي طريق الحرير: الصين والمغرب التي تعقد بالتناوب في المغرب والصين".
وشهدت العلاقات بين الرباط وبكين تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة. وقد تجسد هذا التعاون، بشكل ملحوظ، من خلال انضمام المغرب إلى "مبادرة الحزام والطريق،" التي فتحت آفاقا جديدة للتعاون بين البلدين.