الاثنين 25 نوفمبر 2024
فن وثقافة

كتاب "ثانوية الإمام مالك بالدار البيضاء.. تحديات جيل".. اعتراف بالدور التاريخي للمدرسة العمومية في التربية والتثقيف

كتاب "ثانوية الإمام مالك بالدار البيضاء.. تحديات جيل".. اعتراف بالدور التاريخي للمدرسة العمومية في التربية والتثقيف مصطفى اجماهري وغلاف الكتاب
"ثانوية الإمام مالك بالدار البيضاء. تحديات جيل" هو عنوان كتاب جماعي (160 صفحة) صدر مؤخرا للباحثين المغربيين أحمد لعيوني والمصطفى اجماهري بالاشتراك مع مبارك بيداقي ومحمد راغي. وهو يتضمن ثلاثة عشر شهادة لمجموعة من قدماء هذه المؤسسة التعليمية في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، من بينها شهادات الوزير السابق عزيز حسبي، والأديبة المعروفة خناثة بنونة، والأستاذ الجامعي الدكتور محمد بلاجي، والدكتور محمد حساوي، والمؤرخ رحال عبوبي، والمستشار القانوني المصطفى الشايب، ومحمد نسراتي، وعبد الله لحميتي، ومحمد راغي،  وحسن دباج. 

ويأتي هذا العمل اعترافا بالدور التاريخي للمدرسة العمومية في التربية والتثقيف وتنويها بدور الطاقم التربوي في العملية التعليمية، وما بذله وقتها من مجهودات لتكوين جيل مغربي حمل مشعل المسؤولية في كل المراحل والمواقع.

وقد تولدت فكرة جمع هذه الشهادات سنة 2013 بعيد اللقاء الثقافي المنظم بثانوية الإمام مالك والذي شاركت فيه مجموعة من قدماء التلاميذ وأثمر عن صدور الكتاب الأول "ثانوية الإمام مالك بالدار البيضاء، تحولات جيل"، ثم أعقبه، بعد سنتين، هذا المؤلف الجديد "تحديات جيل"، حابلا بشهادات ومعطيات وصورا جديدة. 

تحاول شهادات هذا الكتاب أن تكشف مدى الأثر العميق الذي أحدثه ولوج جيل من التلاميذ للدراسة بهذه المؤسسة التعليمية في العقدين المذكورين، وهو ما مثّل نقلة نوعية في تشكيل وعيهم الثقافي والسياسي وفي تفتح آفاقهم على الصعيدين الشخصي والمهني. وطبعا ينبغي استحضار كل هذه النجاحات في سياق الدور الإيجابي والفعال الذي قامت به المدرسة العمومية في التثقيف والتكوين. 

ويرى الناقد السينمائي حمادي كيروم، مقدم الكتاب (وخريج نفس الثانوية)، أن لهذا الكتاب خاصيتان أساسيتان: تتجلى الأولى في كونه قدّم أمثلة حية ومعيشة عن التحدي الذي واجه به الجيل التلاميذي السبعيني ظروفه الخاصة والعامة ونجح، رغم كل المعوقات العائلية والاجتماعية والسياسية، في رسم مساراته وتطوير ظروف حياته بل المساهمة في بناء المغرب الجديد كل من موقعه. أما الخاصية الثانية فهي أن هذه المؤسسة التعليمية استطاعت صهر وجدان جيل كامل حول قيم التقدم وحب العمل والدفاع عن الحرية والتوق إلى المستقبل باطمئنان وثقة.
 
واختصارا، فإن جمع وتدوين هذه الشهادات من مجموعة من الفعاليات التي تفرقت في ربوع الوطن في إطار مختلف الوظائف والمهام ، من شأنه أن يشجع على حفظ الذاكرة الجماعية وضمان التواصل بين الأجيال المختلفة، بالإضافة إلى تثمين الروابط وتبادل الخبرات.

ينتهي الكتاب بملخص باللغة الفرنسية، وتزين الغلاف صورة لمجموعة من قدماء التلاميذ من مختلف الأجيال مأخوذة بالفضاء الداخلي للمؤسسة.