الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

طالع السعود الأطلسي: الأمم المتحدة تستمد من المسعى السلمي المغربي حيويتها وطاقة مواصلة دورها الفاعل في رعايتها، الحصرية، لإنتاج الحل السلمي للنزاع حول الصحراء المغربية

طالع السعود الأطلسي: الأمم المتحدة تستمد من المسعى السلمي المغربي حيويتها وطاقة مواصلة دورها الفاعل في رعايتها، الحصرية، لإنتاج الحل السلمي للنزاع حول الصحراء المغربية طالع السعود الأطلسي
السؤال‭ ‬الرئيسي‭ ‬المتصل‭ ‬بتعاطي‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬مع‭ ‬النزاع‭ ‬حول‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬والذي‭ ‬يجدر‭ ‬بنا‭ ‬طرحه‭ ‬أو‭ ‬هو‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه،‭ ‬هو‭ ‬إلى‭ ‬متى‭  ‬سيواصل‭ ‬حكام‭ ‬الجزائر‭ ‬رفضهم‭ ‬التجاوب‭ ‬مع‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬بخصوص‭ ‬عقد‭ ‬المفاوضات،‭ ‬رباعية‭ ‬الأطراف،‭ ‬والتي‭ ‬حدد‭ ‬لها‭ ‬موضوعها‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬"الحل‭ ‬السلمي،‭ ‬الواقعي‭ ‬العادل،‭ ‬الدائم‭ ‬والمتوافق‭ ‬عليه"‭... ‬وهو‭ ‬الحل‭ ‬الذي‭ ‬يوصل‭ ‬إليه‭ ‬المقترح‭ ‬المغربي،‭ ‬الملكي‭ ‬"بالحكم‭ ‬الذاتي"‭... ‬المقترح‭ ‬السياسي،‭ ‬الجدي‭ ‬والوحيد‭ ‬الذي‭ ‬توصل‭ ‬به‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭...‬
 
الحكم‭ ‬الذاتي‭.. ‬الآلية‭ ‬الديمقراطية
الموقف‭ ‬الجزائري،‭ ‬المعزول‭ ‬دوليا،‭ ‬المنطلق‭ ‬أساسا‭ ‬وفقط‭ ‬من‭ ‬مضايقة‭ ‬المغرب‭ ‬بل‭ ‬ومعاداته‭ ‬الساكنة‭ ‬في‭ ‬سياسات‭ ‬قيادات‭ ‬الجزائر،‭ ‬ذلك‭ ‬الموقف‭ ‬المعارض‭ ‬للإرادة‭ ‬الدولية،‭ ‬كما‭ ‬تعبر‭ ‬عنها‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الأممي،‭ ‬هو‭ ‬المشكل‭ ‬وهو‭ ‬العرقلة‭ ‬للتقدم‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬النزاع،‭ ‬الذي‭ ‬يلاحظ‭ ‬الجميع‭ ‬أنه‭ ‬طال‭...  ‬وليست‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭... ‬والتي‭ ‬تولت،‭ ‬حصريا،‭ ‬رعاية‭ ‬وإدارة‭ ‬حل‭ ‬النزاع‭ ‬حول‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭... ‬وتواصلت‭ ‬جهودها‭ ‬وتقدمت‭ ‬قرارا‭ ‬بعد‭ ‬قرار،‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬سنوات،‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المستوى‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬بلورة‭ ‬«ثقافة»‭ ‬سياسية‭ ‬مرجعية‭ ‬لتعاطيها‭ ‬مع‭ ‬النزاع‭... ‬ثقافة‭ ‬انخرطت‭ ‬في‭ ‬مفرداتها‭ ‬وموجهاتها،‭ ‬أساسا،‭ ‬الدول‭ ‬الدائمة‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬وهي‭ ‬الدول‭ ‬العظمى،‭ ‬فيما‭ ‬يشبه‭ ‬إجماعها‭ ‬على‭ ‬قراراتها،‭ ‬وضمنها‭ ‬الامتناع‭ ‬الروسي،‭ ‬الذي‭ ‬«أجاز»‭ ‬تلك‭ ‬القرارات،‭ ‬وتلك‭ ‬«الثقافة»‭ ‬لعدم‭ ‬إشهاره‭ ‬حق‭ ‬الفيتو‭... ‬بتلك‭ ‬القرارات،‭ ‬التي‭ ‬تعارضها‭ ‬قيادة‭ ‬الجزائر،‭ ‬بل‭ ‬وتتباكى‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬لمسته‭ ‬من‭ ‬تخلي‭ ‬الإدارة‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬«أطروحتها»،‭ ‬والتي‭ ‬تطورت‭ ‬في‭ ‬وضوحها،‭ ‬منذ‭ ‬2017‭ ‬إلى‭ ‬قرارها‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭... ‬تكون‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬متحملة،‭ ‬بفعالية،‭ ‬مسؤولياتها‭ ‬ليس‭ ‬مجاملة‭ ‬مفتعلة‭ ‬للمغرب،‭ ‬ولكن‭ ‬اقتناعا‭ ‬بصوابية‭ ‬مسعاه‭ ‬السلمي،‭ ‬لفائدة‭ ‬منطقة‭ ‬جواره،‭ ‬والذي‭ ‬أوضحته‭ ‬مبادرته‭ ‬بالحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬المقترح‭ ‬الذي‭ ‬يصون‭ ‬له‭ ‬وحدته‭ ‬الوطنية‭ ‬وسيادته‭ ‬على‭ ‬أرضه،‭ ‬وفي‭ ‬الآن‭ ‬نفسه‭ ‬يمكن‭ ‬سكان‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬المسترجعة‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬شؤونها‭ ‬المحلية‭ ‬بآلية‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والمثرية‭  ‬للوحدة‭ ‬الوطنية،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معمول‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬أقطار،‭ ‬وبنفس‭ ‬التسمية‭ ‬أو‭ ‬بتعريفات‭ ‬مماثلة،‭ ‬مثل‭ ‬اسبانيا،‭ ‬ألمانيا،‭ ‬الهند،‭ ‬العراق،‭ ‬نيجيريا،‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وغيرها‭...‬
 
التصلب‭ ‬الجزائري
الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تفاعلت‭ ‬مع‭ ‬مقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬بتبني‭ ‬القوى‭ ‬الدولية‭ ‬المقررة‭ ‬فيها‭ ‬لمضونه‭ ‬ولجوهره‭ ‬الرامي‭ ‬إلى‭ ‬السلم،‭ ‬الدائم،‭ ‬العادل،‭ ‬الواقعي‭ ‬والمتوافق‭ ‬عليه‭... ‬ولأنه‭ ‬مقترح‭ ‬فتح‭ ‬للنزاع‭ ‬مخرجا‭ ‬من‭ ‬الانسداد‭ ‬الذي‭ ‬أصابه‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬أعلن‭ ‬مبعوث‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للنزاع‭ ‬الأمريكي‭ ‬جيمس‭ ‬بيكر،‭ ‬عن‭ ‬استحالة‭ ‬إجراء‭ ‬الاستفتاء‭ ‬في‭ ‬الأقاليم‭ ‬الصحراوية‭ ‬المغربية،‭ ‬بسبب‭ ‬تعذر‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬هوية‭ ‬الهيئة‭ ‬الحائزة‭ ‬على‭ ‬أحقية‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الاستفتاء،‭ ‬من‭ ‬المنتسبين‭ ‬للأقاليم‭ ‬الصحراوية،‭ ‬أولئك‭ ‬المقيمين‭ ‬فيها،‭ ‬وهم‭ ‬الأغلبية،‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬الأقلية‭ ‬المحتجزة‭ ‬أو‭ ‬اللابثة‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭... ‬البوليساريو،‭ ‬وبتوجيه‭ ‬من‭ ‬حكام‭ ‬الجزائر،‭ ‬شاغب‭ ‬لعرقلة‭ ‬«تحديد‭ ‬الهوية»‭ ‬وهو‭ ‬المسلسل‭ ‬الذي‭ ‬دام‭ ‬سنوات،‭ ‬و«أكل»‭ ‬عدة‭ ‬مبعوثين‭ ‬أمميين،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أقلق‭ ‬ذلك‭ ‬السيد‭ ‬جيمس‭ ‬بيكر،‭ ‬فأعلن‭ ‬عن‭ ‬توقيف‭ ‬ذلك‭ ‬المسلسل‭ ‬وعن‭ ‬استحالة‭ ‬إجراء‭ ‬الاستفتاء،‭ ‬واستخلص‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬اقتراحا‭ ‬بتقسيم‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬شمالها‭ ‬للمغرب‭ ‬وجنوبها‭ ‬لجماعة‭ ‬البوليساريو‭... ‬المقترح‭ ‬الذي‭ ‬فورا‭ ‬رفضه‭ ‬المغرب،‭ ‬وفورا‭ ‬قبلته‭ ‬البوليساريو‭ ‬وقيادة‭ ‬الجزائر‭ ... ‬بيكر‭ ‬وحكام‭ ‬الجزائر‭ ‬والبوليساريو‭ ‬انطلقا‭ ‬من‭ ‬تصور‭ ‬الأقاليم‭ ‬الصحراوية‭ ‬«كعكة»‭ ‬قابلة‭ ‬لتوزيعها‭ ‬بين‭ ‬فرقاء‭ ‬النزاع‭ ‬حولها،‭ ‬والمغرب‭ ‬بقي‭ ‬وفيا‭ ‬لمنطلقه‭ ‬الوحدوي‭ ‬الوطني‭ ‬والذي‭ ‬أمنته‭ ‬الهبة‭ ‬الوطنية‭ ‬وما‭ ‬أبدعه‭ ‬فيها‭ ‬الراحل‭ ‬الملك‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المسيرة‭ ‬الشعبية‭ ‬السلمية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استرجاع‭ ‬أقاليمها‭ ‬الصحراوية‭ ‬من‭ ‬الاحتلال‭ ‬الاسباني‭... ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬الملك‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني،‭ ‬في‭ ‬الأصل،‭ ‬واثق‭ ‬من‭ ‬انتصار‭ ‬الوطنية‭ ‬المغربية‭ ‬ضد‭ ‬الانفصال،‭ ‬حين‭ ‬واقف‭ ‬على‭ ‬إجراء‭ ‬الاستفتاء‭ ‬تجاوبا‭ ‬مع‭ ‬نداءات‭ ‬دولية‭ ‬وتحت‭ ‬إشراف‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭...‬

وستجد‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭ ‬وكل‭ ‬التعاون‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬بمشاركة‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬«موائد»‭ ‬المفاوضات‭ ‬«مانهاست،‭ ‬جنيف‭ ‬مثلا»‭ ‬والتي‭ ‬بسبب‭ ‬التصلب‭ ‬الجزائري‭ ‬والاعتراض‭ ‬الذي‭ ‬مارسته‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬بحث‭ ‬جدي،‭ ‬عملي‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬حل‭ ‬النزاع،‭ ‬بقيت‭ ‬تراوح‭ ‬مكانها‭... ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بادر‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬بمقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬سنة‭‬2007،‭ ‬الصادر‭ ‬من‭ ‬مشروعه‭ ‬الإصلاحي‭ ‬والتحديثي‭ ‬الشامل‭ ‬للوطن‭ ‬المغربي‭... ‬فكان‭ ‬المقترح،‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬دعما‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ولمجهوداتها‭ ‬وسعيها‭ ‬لفتح‭ ‬النزاع‭ ‬على‭ ‬أفق‭ ‬حل،‭ ‬ما‭ ‬ساعد‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬المقررين‭  ‬على‭ ‬رسم‭ ‬إطار‭ ‬ومفردات‭ ‬وغايات‭ ‬التصور‭ ‬الساري‭ ‬المفعول‭ ‬للحل‭ ‬في‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬وقد‭ ‬خلى‭ ‬من‭ ‬مقولة‭ ‬«الاستفتاء»‭... ‬والذي‭ ‬هو‭ ‬اليوم‭ ‬«ثقافة»‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لحل‭ ‬النزاع‭... ‬
 
وضوح‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن
بهذا‭ ‬تكون‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬اليوم‭ ‬ممتلكة‭ ‬لمقومات‭ ‬الفعل‭ ‬العملي‭ ‬في‭ ‬النزاع،‭ ‬بفعل‭ ‬وضوح‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬فيها‭ ‬وبقوة‭ ‬«إجماع»‭ ‬الدول‭ ‬الدائمة‭ ‬العضوية‭ ‬فيه،‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬المفاوضات‭ ‬الرباعية‭ ‬للبحث‭ ‬في‭ ‬"أفق‭ ‬"الحل‭ ‬السلمي،‭ ‬العادل،‭ ‬الدائم‭ ‬والمتوافق‭ ‬عليه"‭... ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬مراكش‭ ‬خلال‭ ‬الاجتماع‭ ‬الروسي‭ ‬العربي،‭ ‬صرح‭ ‬بأن‭ ‬روسيا‭ ‬ملتزمة‭ ‬بقرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬اكتسب‭ ‬قوة‭ ‬اكبر‭ ‬وحيوية‭ ‬أكثر‭ ‬وإمكانية‭ ‬أفعل‭ ‬لفرض‭ ‬توجهها‭ ‬السلمي‭... ‬وليس‭ ‬المعارضة‭ ‬الجزائرية‭ ‬«وهي‭ ‬اليوم‭ ‬عضو‭ ‬غير‭ ‬دائم‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن»‭ ‬للمسعى‭ ‬السلمي‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬سيضعف‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أو‭ ‬يثنيها‭ ‬عن‭ ‬مواصلة‭ ‬رعايتها،‭ ‬الحصرية،‭ ‬والحيوية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الإرادة‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬الحل‭ ‬السلمي‭ ‬لهذا‭ ‬النزاع،‭ ‬الذي‭ ‬افتعلته‭ ‬قيادة‭ ‬الجزائر‭ ‬وتواصل‭ ‬عرقلة‭ ‬حله،‭ ‬إراضاءا‭ ‬لمعاداتها‭ ‬الثابتة‭ ‬للمغرب.
 
طالع السعود الأطلسي/ إعلامي وسياسي