احتفلت القنصلية العامة للمغرب ببروكسيل، يوم الجمعة 14 نونبر 2025 بمقرها في أندرلخت، بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء.
وجرت هذه الاحتفالية بحضور محمد عامر، سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، إلى جانب حضور غفير من أفراد الجالية المغربية المقيمة ببروكسيل.
وعبر المشاركون في هذا الحفل، الذين يمثلون مختلف أجيال الجالية، عن اعتزازهم بالمشاركة في تخليد هذه الذكرى الغالية على قلوب جميع المغاربة، واستحضار هذه الملحمة الوطنية الخالدة في أجواء بهيجة، خاصة وأن تخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء يتزامن هذه السنة مع اعتماد مجلس الأمن الدولي للقرار التاريخي 2797، الذي كرس سمو مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
وأشار عامر إلى الدلالات التاريخية العميقة للمسيرة الخضراء، باعتبارها تجسيدا لعبقرية الملك الراحل الحسن الثاني، مبرزا في الوقت ذاته المكاسب الدبلوماسية المهمة التي راكمها المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس، والتي تفتح آفاقا عملية للتسوية النهائية للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
كما نوه الدبلوماسي بالدعم الدولي المتزايد، بما في ذلك دعم بلجيكا، لصالح المخطط المغربي للحكم الذاتي، مؤكدا أن تفعيل هذا الحل سيمكن شعوب منطقة المغرب الكبير من بناء مستقبل أفضل ومواجهة التحديات المشتركة التي تعيشها المنطقة.
من جهته، أكد القنصل العام للمملكة ببروكسيل، حسن توري، أن المسيرة الخضراء تعد حدثا رمزيا ليس فقط في التاريخ المعاصر للمغرب، بل على الصعيد العالمي أيضا، مشيرا إلى أن هذه الملحمة الاستثنائية شكلت نموذجا كونيا في التعبئة السلمية والوحدة الوطنية.
وشهد هذا الاحتفال عرض فيلم وثائقي أنجزته الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، أبرز الدينامية التنموية والطفرة التي تعرفها الأقاليم الجنوبية للمملكة في مختلف المجالات.
كما تم بهذه المناسبة تكريم اثنين من المشاركين في المسيرة الخضراء، حيث جرى تسليمها شهادات تقديرية اعترافا بشعورهما الوطني الرفيع وتضحياتهما من أجل استكمال الوحدة الترابية للمملكة.
وتضمن الحفل أيضا معرضا للوحات تشكيلية حول موضوع الصحراء المغربية، ومعرضا بريديا ونقديا يوثق لخمسين سنة من هذه الملحمة التاريخية منذ إطلاقها سنة 1975.
وتميزت الأمسية بإلقاء قصيدة وطنية بعنوان "رسائلي تتكلم" من طرف فتاة من بروكسيل تبلغ من العمر 13 سنة، تعبيرا عن التشبث المتواصل لمغاربة العالم، ولا سيما الأجيال الصاعدة، بالسيادة الكاملة للمملكة على كافة ترابها الوطني، وهو ما لاقى تفاعلا حارا من الحضور.