يواصل المخرج السينمائي حميد زيان حاليا، تصوير مشاهد فيلمه الروائي الطويل الجديد "بنت الفقيه" بين مدينتي الرباط وسلا، في ثاني تجربة، بعد فيلمه الروائي الطويل "بيل وفاص"، الذي حاز جائزة أحسن فيلم روائي بمهرجان "سيليكون" فالي الدولي للفيلم الإفريقي بولاية كاليفورنيا الأمريكية.
ويتم تصوير مشاهد الفيلم الجديد، في عدد من الفضاءات والمناطق الجميلة التي أصبحت تتمتع بهما العدوتين، من الناحية العمرانية والسياحية والترفيهية، والتي شكلت مرآة مصقولة للتطور الكبير لفيض من البنيات التحية خاصة العمرانية، والتي جعلت من الرباط عاصمة للأنوار، وعاصمة للثقافة العربية.
فيام "بنت الفقيه" بطولة الفنانة ابتسام تسكت، يحكي قصة، شابة اسمها "زهرة" تعيش في منطقة قروية نائية، لديها طموحات، وأحلام ورغبة أكيدة في تحقيق الذات والخروج من عالم الفقر، خاصة وأن لديها هواية تبحث لتحوليها إلى مهنة وهي هواية الموسيقى والغناء.
في الدوار تصطدم زهرة، بمجموعة من القيود والصعوبات والعراقيل، خاصة أنها ابنة فقيه المنطقة، مما يحتم عليها، الهجرة إلى المدينة، حيث تصطدم بواقع آخر، فتكون عرضة للتحرش والاستغلال، كما تعترضها الكثير من الحواجز والعراقيل لتحقيق حلمها.
وبالرغم من كل تلك الصعوبات التي لاقت "بنت الفقيه"، استطاعت زهرة، بعزيمتها القوية، وإصرارها الكبير، على السير قدما مهما كانت المفاجآت، وهو ما يحدد مصير زهرة، مصير سيتعرف عليه المشاهد في نهاية الفيلم؟
الفيلم إن كان في الظاهر، يحكي قصة فتاة تحلم بالموسيقى والغناء وتحقيق الذات، لكنه يحكي قصة أعمق مما هو ظاهري، وبالتالي فتحقيق حلم البطلة، ما هو إلا هامش لتحقيق الفرجة السينمائية للجمهور.
فالعمق الفني لبنت الفقيه، يناقش قضايا اجتماعية وحساسة، حول التحرش والاستغلال، يناقش أيضا قيمة الفتاة والمرأة المغربية، كذات قوية لها القدرة والعزيمة لتحقيق ذاتها في المجتمع، مهما كانت الصعوبات بقساوتها وجراحها، حيث أن الواقع في هذا السياق، يبرز كم من امرأة، هاجرت من القرية إلى المدينة، وحققت ذاتها، ونجحت في مجالات كثيرة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، وغيرها.
في هذا الفيلم، تدخل ابتسام تسكت، أول مرة، عالم الشاشة الكبيرة من بابه الواسع، حيث أكدت على تشخيص عالي وكبير ومن القلب، وهو شكل محل فخر واعتزاز للمخرج حميد زيان، خاصة وأنها تشخص بإحساس رائع، فاجأ المخرج وفريق العمل، رفقة نخبة من نجوم السينما المغربية.
يرافق البطلة ابتسام، في حكاية بنت الفقيه، الممثل البارع ربيع القاطي، وحسن فلان، ومراد حميمو، ونريمان، وزينب عبيد، وعددا من الممثلين المحترفين في مجال السينما والتلفزيون، فضلا عن استقطاب ممثلين بارعين، حتى في الأدوار الصغيرة لإعطاء القيمة الفنية والجمالية والفرجوية للفيلم.
الفيلم الجديد، ليس سرد ذاتي عن شابة ومغنية تحلم بالنجومية، في السينما كفرجة بصرية، لكن عبر هذه الفرجة، يتم طرح العديد من المواضيع للنقاش، وتمرير مجموعة من الرسائل التي سيكتشفها الجمهور في بنت الفقيه أثناء عرضه للعموم.
"بنت الفقيه" هو من إنتاج احمد السنتيسي، وهو من المنتجين الشباب، دخل إلى حقل السينماء غيرة على المجال السينمائي، والفني والثقافي بشكل عام، ورغبة في المساهمة في تطوير هذه الصناعة السينمائية، وذلك بإمكانيات ذاتية من غير دعم، وهي تجربة رائدة ونمودجية، يحتاجها القطاع السينمائي.
يشار إلى أن "بنت الفقيه"، جاءت بعد آخر عمل للمخرج حميد زيان، وهي سلسلة "الشياطين لا تثوب"، فضلا عن إخراج أعمال أخرى، سواء في السينما أو التلفزيون مع القنوات (الأولى ـ الثانية أو الامازيغية)، كفيلم "بيل وفاص"، الذي ذكرناه.
واخرج حميد زيان خلال مسيرته الفنية، المسلسل الأمازيغي" افاذار"، ومسلسل "الصفقة" الذي عرض في رمضان الماضي، وسلسلة "تيليلا"، كما قام سنة 2014 بإخراج "سيت كوم "تبدال المنازل"، إضافة إلى مسلسل "شهادة ميلاد" لام بي 5 سنة 2020، والفيلم التلفزيوني "التكريم" بطولة محمد خوي ونعيمة الشرقي، وسلسلة "صراع الذئاب" للقناة الأولى، والسلسلة الامازيغية "العميد منصور".