أجرى وزير الداخلية الإسباني فرناندو مارلاسكا، في زيارة قام بها للمغرب يوم السبت 19يناير 2024 ، مباحثات بالرباط مع وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت، تطرقت إلى التعاون القائم بين البلدين في مجالات مكافحة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر ومكافحة تهريب المخدرات والجريمة المنظمة..

وفي هذا الإطار ذكر أحمد نور الدين الخبير في العلاقات الدولية لدى استضافته من طرف القناة الثانية في نشرتها المسائية، بان هذه الزيارة يجب أن نسطر أولا أنها لم تعد زيارة استثنائية أو موسمية ،بل هي أصبحت زيارة قارة ومبرمجة في أجندة وزارتي الداخلية في البلدين ، تتم على الأقل مرتين في السنة ، بالتناوب بين الرباط ومدريد في إطار الإستقرار في العلاقات بينهما. وهو مؤشر ضمن مؤشرات كثيرة على عمق هذه العلاقات الإستراتيجية، وعلى الأفق الذي حدده الملك في خارطة الطريق المعلنة في 7 أبريل 2022، التي تريد لهذه العلاقات أن تتطور إلى آفاق أرحب غير مسبوقة كما وصفها الملك.

هذه العلاقات هي طبعا علاقات متشعبة والملفات كثيرة جدا لا تقتصر على ملف أو ملفين كلاسيكين متعلقين بالهجرة والإرهاب، بل توسعت إلى ملفات التنسيق بالنسبة لعملية العبور، كما جاء على لسان وزير الداخلية الإسباني،وهي عملية غير مسبوقة على المستوى العالمي، بالإضافة إلى ملف جديد مهم جدا وهو التنسيق الأمني من أجل إنجاح مونديال 2030،بما سيشكله من لجان مشتركة،وتنسيق على أعلى مستوى قانونيا وميدانيا. بل حتى على المستوى التكنولوجي، ليكون مسايرا لعصره ولتكون المعطيات متبادلة آنيا وفي اللحظة ذاتها ، دون أن ننسى كذلك ملفات التنسيق والتعاون في مجال الوقاية ألمدنية.

وحول موضوع الأمن والهجرة كما جاء على لسان الوزيرين المغربي والإسباني وما يتميز به التعاون في هذا المجال بين البلدين من مستوى عال من الفعالية،أبرز أحمد نور الدين أن مظاهر هذا التعاون تتجلى أولا في مسارين أممين ،مسار الرباط ومسار مراكش بالنسبة للهجرة. فمن باب الأرقام فقط التي يمكن التذكير بها كانت البحرية الملكية المغربية قد أعلنت بانه تم في سنة 2023، إحباط أزيد من 60 الف محاولة هجرة غير نظامية أو غير شرعية في اتجاه الضفة الأخرى. وهذا رقم ضخم جدا، بحيث اذا قسمناه،على عدد ايام السنة سيعطينا رقما يتراوح بين 116 و160 عملية شبه يومية على طول سواحل المملكة. أما على مستوى الإرهاب، يتحدث احمد نور الدين، فقد تم ضبط وإحباط حوالي 14 خلية إرهابية خلال سنة 2023، وهو رقم كبير على هذا المستوى. والإعلانات المتتالية للحكومة الإسبانية سواء على لسان رئيس الحكومة ،أو على لسان وزير الخارجية أو على لسان وزير الداخلية تعبر كلها عن الارتياح الإسباني الكبير عن التنسيق الأمني مع المغرب.