الثقافة أساس الوحدة بين الشعوب، وهي الغيار الصلب لبناء الأمم والحضارات، فالثقافة تصلح دائما ما تفسده السياسة، والهوية ماهية المجتمعات وجوهرها التي لا تتبدل مع تبدل الظروف والأحوال.
شاهدنا هذه الأيام حيوية وكثافة احتفالات رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2974، إيض ايناير في كل بقاع وأقطار شمال إفريقيا، من واحة سيوا بمصر إلى الجزر الكناري بالمحيط الأطلسي، وبلدان الصحراء، فقد نظمت احتفالات كثيرة بزخم ضخم، في ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وبلاد التوارگ في الصحراء، إضافة إلى مختلف بقاع العالم حيث تعيش الجالية الأمازيغية.
هذه الاحتفالات التي تخلد طقس تاريخي عريق، كان الشعب هو الذي يحتفل بها داخل البيوت فقط، وبفضل نضالات وتضحيات الحركات الأمازيغية داخل هذه البلدان، لمدة طويلة ناهزت 60 سنة، تمكنت أخيرا من فرض مطلب ترسيم هذا الحفل والتخليد على الأنظمة السياسية الحاكمة، وجعله عيدا وطنيا ويوم عطلة على غرار فاتح محرم للسنة الهجرية وفاتح يناير للسنة الميلادية. وهو ما تحقق، والحمد لله ولو بشكل متأخر...
واليوم، يمكن لشخصية شمال إفريقيا، أن تمشي على قدميها، بتوازن وتناغم واتزان، بعدما كانت تعرج وتمشي في اللاتوارن وتعيض تناقضا صارخا مع هويتها الثقافية، فشخصية بلاد المغارب، أو المغرب الكبير، كانت تعترف فقط بالثقافة العربية الإسلامية، والتي تمثل حضارة وثقافة الشرق، السنة الهجرية، ثم الثقافة المسيحية والتي تمثل حضارة الغرب، السنة الميلادية. وهو ما يتم ترسيخه في السياسات العمومية لدول شمال إفريقيا، عن طريق تبني اللغة العربية/ (لغة الدين) واللغة الفرنسية ( لغة الاستعمار)، وفرضهما في التدريس والادارة والإعلام والاقتصاد والدين والثقافة وفي كل دواليب الدولة. فيما تم تهميش واقبار اللغة الامازيغية، لغة الأرض والوطن والانسان.
شاهدنا هذه الأيام حيوية وكثافة احتفالات رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2974، إيض ايناير في كل بقاع وأقطار شمال إفريقيا، من واحة سيوا بمصر إلى الجزر الكناري بالمحيط الأطلسي، وبلدان الصحراء، فقد نظمت احتفالات كثيرة بزخم ضخم، في ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وبلاد التوارگ في الصحراء، إضافة إلى مختلف بقاع العالم حيث تعيش الجالية الأمازيغية.
هذه الاحتفالات التي تخلد طقس تاريخي عريق، كان الشعب هو الذي يحتفل بها داخل البيوت فقط، وبفضل نضالات وتضحيات الحركات الأمازيغية داخل هذه البلدان، لمدة طويلة ناهزت 60 سنة، تمكنت أخيرا من فرض مطلب ترسيم هذا الحفل والتخليد على الأنظمة السياسية الحاكمة، وجعله عيدا وطنيا ويوم عطلة على غرار فاتح محرم للسنة الهجرية وفاتح يناير للسنة الميلادية. وهو ما تحقق، والحمد لله ولو بشكل متأخر...
واليوم، يمكن لشخصية شمال إفريقيا، أن تمشي على قدميها، بتوازن وتناغم واتزان، بعدما كانت تعرج وتمشي في اللاتوارن وتعيض تناقضا صارخا مع هويتها الثقافية، فشخصية بلاد المغارب، أو المغرب الكبير، كانت تعترف فقط بالثقافة العربية الإسلامية، والتي تمثل حضارة وثقافة الشرق، السنة الهجرية، ثم الثقافة المسيحية والتي تمثل حضارة الغرب، السنة الميلادية. وهو ما يتم ترسيخه في السياسات العمومية لدول شمال إفريقيا، عن طريق تبني اللغة العربية/ (لغة الدين) واللغة الفرنسية ( لغة الاستعمار)، وفرضهما في التدريس والادارة والإعلام والاقتصاد والدين والثقافة وفي كل دواليب الدولة. فيما تم تهميش واقبار اللغة الامازيغية، لغة الأرض والوطن والانسان.
احتفال دول شمال إفريقيا بفاتح السنة الهجرية، مرتبط بالدين الإسلامي، واحتفالها أيضا بفاتح يناير السنة الميلادية، مرتبط أيضا بالدين المسيحي، وكلها كما هو معلوم أديان وافدة على شمال إفريقيا. وهي الأرض التي لم تعرف نزول الأديان السماوية، لكن لم تكن قط بدون وجود حياة دينية، فقد كان للأمازيغ كما هو حال كل شعوب الكون، ديانتهم المحلية الخاصة، بوجود آلهة وتراكم ديني كبير بجوار حضارة الفراعنة التي ساهم الامازيغ في بنائها واغنائها، إن لم نقل أن الحضارة الفرعونية ما هي إلا جزء من الحضارة الأمازيغية، أو صفحة من صفحاتها، فبعض الدراسات المتخصصة في تاريخ مصر القديم تشير إلى أن الفراعنة تحركوا من غرب القارة الإفريقية ( المغرب حاليا) من الأطلنتيد نحو النيل، وما يؤكد ذلك وجود تسميات لبعض آلهة الفراعنة في عدة مناطق متفرقة من المغرب مثل أنتيد ونوت وتيفنوت وباها وأزار،،،، وأيضا في الميثولوجيا، ثم ورورد أسماء أمازيغية لملوك فراعنة، دون أن ننسى تحريف اسم إغرم، أغرام، ليصبح الأهرام، وانتشار معمار الأهرام في كل بلدان شمال إفريقيا لدليل آخر على أن الحضارة الفرعونية ما هي إلا امتداد للحضارة الأمازيغية القديم، الحضارة الأم في شمال إفريقيا، أما اكتشاف أقدم انسان عاقل في المغرب مؤخرا، فإنه لدليل علمي على ما نقول، بالرغم من أن البعض يزعجه هذا الكلام ويتحدى العلم بالخرافات وأكاذيب الأولين...
إذن، احتفال بلدان شمال إفريقيا برأس السنة الأمازيغية رسميا من طرف الدول الحاكمة، هو احتفال بالأصل والجوهر، هو الاحتفال الوحيد الذي يربط هذه الدول بالأرض وبهوية الأرض، وتعيش بالتقويم الزمني الذي نبت نباتا صالحا وطبيعيا في تربة شمال إفريقيا ، بعدما كانت تحتفل بالتقويم السنوي/ الهجري والميلادي الذي جاء من السماوات إلى الأرض...فمبروك لهذه الأنظمة لأنها نزلت من السماء لتضع أقدامها على الأرض..
لذلك، فاحتفالات إيض ايناير في جميع أقطار شمال إفريقيا هي احتفالات بقداسة الأرض، هي احتفالات الفرح والسعادة بخصوبة الأرض، هي احتفالات بديمومة الزراعة وفضائلها المثلى على حياة الإنسان...
لذلك، فاحتفالات إيض ايناير في جميع أقطار شمال إفريقيا هي احتفالات بقداسة الأرض، هي احتفالات الفرح والسعادة بخصوبة الأرض، هي احتفالات بديمومة الزراعة وفضائلها المثلى على حياة الإنسان...
والأهم من كل هذا، هو أن احتفالات دول شمال إفريقيا وترسيمها لفاتح السنة الأمازيغية هو اعتراف صريح ورسمي بموت ما يسمى بالاتحاد المغرب العربي، الذي تأسس سنة 1989 وهو الذي ولد ميتا، لكن الايديولوجيا التي خلقته وأسسته لم تمت بعد، بل لا تزال تتمدد بالرغم مما تعرضت له من هزات، هذه الايديولوجية الهدامة هي القومية العربية والعروبة، وهي التي تفكك وحدة الأوطان وتمزقها، كما أرادت أن تمزق وحدة المغرب في خلق كيان وهمي في صحراء أمازيغية بدعم من دعاة العروبة والقومية العربية في دولة الجزائر الذين لازال عنادهم القومي يزيد من محن الامازيغ والأمازيغية في القبايل وغرداية والهگار...فكما هو معلوم سبب النزاع بين الجزائر والمغرب وهو دعم الجزائر لكيان وهمي "عربي" في صحراء المغرب الامازيغية في سياق كانت أنظمة القومية العربية الإشتراكية تستهدف الزحف على أنظمة شمال إفريقيا ومن بينها المغرب، فأفكار القومية العربية وحزب البعث الاشتراكي في سوريا والعراق وامتداده في مصر وليبيا والجزائر هي التي صنعت ذلك الكيان الوهمي...
فهل سيفهم بعض حكام بلدان شمال إفريقيا، دورس الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية داخل بلدانهم، ويلتقطون أسس الوحدة الثقافية المتينة التي تمنحها لهم تامزيغت؛ ثقافة التاريخ والأرض، لارساء سبل الوحدة والتعاون الاقتصادي لبناء رفاهية الشعوب وتنمية البلدان والرقي بالإنسان...
ولتحقيق ذلك، لابد من شرط ثقافي وسياسي هو العناية باللغة الامازبغية وتنميتها في كل بلدان شمال إفريقيا وبلدان المغرب الكبير تحديدا، وجعلها لغة الدولة والوظيفة والادارة ولغة حية تساهم في تطوير المجتمع وتقوم بكافة وظائفها الضرورية كلغة الأم...
وعلى سبيل الختم، فإن احتفالات إيض ايناير بهذا الزخم الثقافي والحضاري الكبير في عموم بلدان المغارب والصحراء، هو تعبير ورسالة إلى الرأي العام الدولي مفادها صعود نهضة ثقافية عميقة مبنية على يقظة شعوب المنطقة بذاتها، وتاريخها وحضارتها، هي رسالة أيضا، للعالم تقول، أن شمال إفريقيا والصحراء لن تكون بعد اليوم، مرتعا للصراع الأزلي بين الشرق والغرب، صراع تورطت فيه المنطقة ودفعت ثمنه باهضا خلال قرون كثيرة، في حروب مدمرة متواصلة، منذ القرن السادس الميلادي ولاتزال تدور رحاها إلى اليوم. إن شمال إفريقيا تقول للشرق والغرب اذهبا إلى ربكما فقاتلا...
ولتحقيق ذلك، لابد من شرط ثقافي وسياسي هو العناية باللغة الامازبغية وتنميتها في كل بلدان شمال إفريقيا وبلدان المغرب الكبير تحديدا، وجعلها لغة الدولة والوظيفة والادارة ولغة حية تساهم في تطوير المجتمع وتقوم بكافة وظائفها الضرورية كلغة الأم...
وعلى سبيل الختم، فإن احتفالات إيض ايناير بهذا الزخم الثقافي والحضاري الكبير في عموم بلدان المغارب والصحراء، هو تعبير ورسالة إلى الرأي العام الدولي مفادها صعود نهضة ثقافية عميقة مبنية على يقظة شعوب المنطقة بذاتها، وتاريخها وحضارتها، هي رسالة أيضا، للعالم تقول، أن شمال إفريقيا والصحراء لن تكون بعد اليوم، مرتعا للصراع الأزلي بين الشرق والغرب، صراع تورطت فيه المنطقة ودفعت ثمنه باهضا خلال قرون كثيرة، في حروب مدمرة متواصلة، منذ القرن السادس الميلادي ولاتزال تدور رحاها إلى اليوم. إن شمال إفريقيا تقول للشرق والغرب اذهبا إلى ربكما فقاتلا...
فالمغرب كدولة وأمة عريقة في شمال إفريقيا، استوعب دورس التاريخ جيدا، ولم يعد يريد الاستمرار في هذا الصراع الحضاري، الذي تورط فيه بحكم التاريخ والجغرافيا، بين الشرق والغرب في حوض المتوسط الذي أنهكته حروب هذا الصراع منذ قرون، فاقترح تصورا جديدا هو المشروع الأطلسي لبناء مشروع عالمي جديد عبر واجهة جديدة، تفتح العمق الإفريقي والصحراوي على العالم الجديد عبر بوابة الأطلسي، بعيدا عن حروب ونزاعات وحزازات الشرق والغرب.
كأن المغرب يعود إلى أصله... عالم الأطلنتيد مهد الحياة البشرية...
كأن المغرب يعود إلى أصله... عالم الأطلنتيد مهد الحياة البشرية...