السبت 23 نوفمبر 2024
جالية

أيها المغاربة المهاجرون: البحر أمامكم وحكومة الساقطين وراءكم !

أيها المغاربة المهاجرون: البحر أمامكم وحكومة الساقطين وراءكم !

كشفت عملية عبور المغاربة المهاجرين نحو المغرب وعودتهم إلى ديار الغربة هذا الموسم عن مدى احتقار الدولة لمغاربة العالم. إذ تكدس المهاجرون في ميناء طنجة المتوسطي مثل الحشرات لغياب البواخر الكافية لنقل المسافرين، بشكل جعل مدة الانتظار تصل في الأسبوع الماضي إلى 18 و20 ساعة ليظفر المرء بفرصة الصعود للسفينة، مع ما يترتب عن ذلك من مشاق ومتاعب للمسافرين وأبنائهم.

المثير في النازلة أن سلطات ميناء طنجة، بإيعاز من الحكومة، أصدرت بلاغا تستبلد فيه الشعب بمطالبة المهاجرين بأخذ "الاحتياطات اللازمة"أثناء العودة للمهجر نظرا لعدم قدرة الميناء المتوسطي على تصريف العدد الكبير من المسافرين . والحال أن السلطات كان عليها أن تجيب على الأسئلة التالية:

1- هل المغرب يستقبل لأول مرة المهاجرين حتى يحدث الارتباك في تدبير ملف النقل البحري. فالطفل يعرف أن موسم الصيف من كل عام هو موسم عودة ملايين المغاربة من المهجر وبأن نهاية غشت وبداية شتنبر هي فترة الذروة في العودة.

فلماذا لم تحرص الحكومة، وهي التي تتوفر على وزارة ومجلس ومؤسسات تدعي الاهتمام بالجالية، على اتخاذ التدابير الضرورية حتى يتجنب المهاجرون " التسخسيخ" في العودة والذهاب ؟

2- كيف تفسر الدولة أن المغرب كان يتوفر على أسطول بحري يضم 43 سفينة إلى عهد قريب ،وكان عدد المهاجرين لايتجاوز 2.5 مليون نسمة. واليوم الذي قارب فيه عدد المغاربة المهاجرين حوالي 5 ملايين نسمة، لايتوفر المغرب على أي سفينة بعد أن تخلى عن الأسطول لفائدة المافيا الأروبية التي تفترس الآن المهاجرين بالثمن الذي تريد وبالتوقيت الذي يناسب مصالح الشركات الأوربية المالكة للسفن؟

3-كيف يستسيغ العقل أن الدولة تعتمد، في ثلث مواردها بالعملة الصعبة، على تحويلات المهاجرين وترفض صرف بضع دريهمات لكراء سفن تحضيرا لهذا الضغط من جهة ولتصحيح جرائم الدولة التي فرطت في اسطول المغاربة من جهة ثانية؟

4- هل مازالت للدولة ذرة حياء لتدعي أن المغرب دولة بحرية بسواحل طولها 3500 كلم وهي التي فشلت فشلا ذريعا في  إدارة ملف عودة المهاجرين بحريا وعجزت عن توفير 11 سفينة على الأقل لتحرير 5 مليون مغربي  من قبضة شركات الملاحة الإسبانية. هذه السفن المفروض أن تكون تحمل العلم المغربي وتربط بين الناضور وطريفة (سفينتان) وبين طنجة وطريفة (سفينتان) وبين طنجة والجزيرة الخضراء (6 سفن) مع التحكم في دورتها حتى تكون المردودية أعلى من حيث تصريف الطاقة الاستيعابية ؟

5- ثم وهذا هو الأهم، هل مازالت هناك حاجة لوزير يحمل حقيبة " الجالية" ، علما أن أنيس بيرو يعد أسوأ وزير يتولى هذه الحقيبة، بالنظر إلى أن الوزراء السابقين كانوا على الأقل "يضربون الطابلة" وكانت لهم "الكبدة" على وزارتهم بشكل كان يؤمن الحد الأدنى من الآدمية في التعامل مع عودة المهاجرين؟

هذه هي الأسئلة التي كان على الأحزاب طرحها في البرلمان وفي صحفها وفي منتدياتها بدل أن يمطرنا برلمانيوها وساستها ب" الهضرة الخاوية" حول "الإصلاحات السوسيوأنتربوفلكودينية" التي ستضمن للمغرب أن "يبسط سيطرته على قيرغيستان ووزيريستان والشيشان وتركمنستان وإيران" في سنة 9999 هجرية !