لا تخفي بشرى خالد مطربة وممثلة مغربية، في الحوار الذي أجرته معها " أنفاس بريس" أن غناءها مع شقراء حلب المطربة ميادة الحناوي، شكل منعرجا مهما في حياتهما الفنية، ومدها بنفس عميق مكن النجمة المغربية، من تثبيت قدميها في الساحة الفنية.
كيف تقدم الفنانة مغربي بشرى خالد، نفسها للجمهور المغربي، و لقراء "أنفاس بريس"؟
بشرى خالد مطربة وممثلة مغربية تحب بلدها وجمهورها حتى النخاع، وتبذل كل جهدها لإرضائه بأعمال جيدة سواء كانت غناء أم تمثيلا... أما في ما يتعلق ببداياتي الفنية، فكانت منذ سن السابعة من خلال الأنشطة المدرسية، وخصوصا في احتفالات الأعياد الوطنية ودور الشباب... وهي الاحتفالات التي كنت أستثمرها لأداء أغاني ملتزمة لمارسيل خليفة وأميمة الخليل. لكن توقفت لفترة لأسباب تعليمية، ذلك لأنني مؤمنة بأن الفنان لا يمكنه أن يطور ذاته ويرتقي بمستواه الثقافي، بمعزل عن الدراسة والعملية التعليمية، لهذا، السبب حرصت على إتمام دراستيد، وحصلت على دبلوم دولي وماستر في التجميل والترويض الطبي، ما مكنني من تأسيس مركز في هذا التخصص ،كما أسست أسرة والحمد لله، بعدها تفرغت للفن تماما.
وما هي ثمرات هذا التفرغ؟
مكنني إيماني بالفن، من الحصول على الجائزة الأولى في مهرجان الأغنية الدينية بالبيضاء من تنظيم النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة سنة 2009، والمشاركة في عدة ملحمات وطنية كملحمة "كلنا فلسطينيون" التي تتكلم عن معانات الشعب الفلسطيني وملحمة "الله على المغرب" التي تتحدث عن جمالية المدن المغربية والحكم الذاتي، حيث أديت فيها أغنيتي "الدار البيضاء" من كلمات الشاعر، الدكتور مصطفى بغداد، وألحان شكيب العاصمي بالإضافة إلى ملحمة "الحركة الوطنية كفاح عرش وشعب" من تأليف وإخراج أنور الجندي والتي أديت فيها أغنية عن العهد الجديد عهد الملك محمد السادس، وعبر أغنية "من يد ليد" من كلمات والحان هاجر الجندي.
كما أسعفني ذلك، في المشاركة في عدة سهرات وبرامج تلفزيونية كـ "سهران معاك الليلة" و"ستوديو 2M"، و"شدى الألحان" وصباحيات الخ... كذلك مهرجانات مهمة داخل وخارج أرض الوطن كمهرجان "موازيين إيقاعات العالم" على منصة النهضة 2013 مع الكينج محمد منير، ثم مهرجان وليلي ومهرجان طانطان الدولي والعديد من المهرجانات والملتقيات الفنية، كما شاركت في مسلسلات منها مسلسل "الشفا" الذي يروي عن سيرة الرسول (ص)، وهو من تأليف وإخراج الأستاذة هاجر الجندي إلى جانب ليلى طاهر ومحمد حسن الجندي وأشرف عبد الغفور وأمينة رشيد وفاطمة بنمزيان والعديد من الفنانين المشارقة والمغاربة المرموقين، ثم مسلسل دموع الرجال للمخرج حسن غنجة وسلسلة "الفهايمية" مع الفنان عبد الخالق فهيد وعبد القادر مطاع، ثم مسلسل "ولادي" مع الرائعة نعيمة المشرقي وفتيحة زهير ومولاي عبد الله العمراني والمتوقع برمجته على القناة الأولى قريبا. .... هذا بالإضافة إلى مشاركتي في فيلم سينمائي مع نخبة مهمة من الفنانين مثل محمد البسطاوي ويسرا طارق وفريد الركراكي وكريم السعيدي بعنوان "الوشاح الأحمر" يتكلم عن حرب الرمال والمغاربة المرحلين من الجزائر من إخراج محمد اليونسي. وحصلت على عدة جوائز وتكريمات من طرف عدة جمعيات عن دوري في مسلسل دموع الرجال وفي اليوم العالمي للمرأة كفاعلة جمعوية في عدة جمعيات مغربية ودولية. وأهم محطة في حياتي كانت غنائي مع السيدة ميادة الحناوي في حفل تكريمها، مما أعطى لمساري الفني بعدا احترافيا أكثر، وتبث أقدامي في الساحة الفنية، بحيث شجعتني كثيرا وأشادت بجمالية صوتي...
وأشير أن خزانة الإذاعة الوطنية تحتفظ ببعض أغنياتي من مثل "خايفة عليك" و"الدار البيضاء" و"عاشق ممحون" و"من يوم فراقك" و"جاني خبرك" و"دنا دنا"...الخ.
صدر لك ألبوم جديد يغترف من الفن الجزائري، لماذا هذا الاختيار؟
جديدي في الأسواق الآن ألبوم يتضمن 15 أغنية مختلفة من حيث الكلمة واللحن والتوزيع. ومن بين هاته الأغاني، أغنية جزائرية عشقتها منذ الطفولة وهي "الحجلة" أعدتها بصوتي وبتوزيع جديد مع الأستاذ جمال القواس والأستاذ رضى الإدريسي أتمنى أن تنال استحسان جمهوري الحبيب أينما كان داخل أو خارج أرض الوطن.
الفنان المغربي يعيش لحظات إشراقات وإخفاقات، وفي حال الفنانة بشرى خالد، ما هي طبيعة هذه الثنائية في مسيرتك الفنية؟
الحمد لله بالنسبة للإخفاقات لا وجود لها لحد لآن بمسيرتي الفنية، فأنا لم أندم على اختياراتي الفنية لأني دائما أتريث قبل البدء في أي مشروع فني جديد... أما الإشراقات، فأعتبر، كما سبق وذكره، وهو غنائي مع مطربتي المفضلة ميادة الحناوي وإشادتها بصوتي وغنائي على منصة النهضة بموازين ونجاح الحفل بامتياز من أهم وأبرز إشراقاتي، وكذلك مسلسل "دموع الرجال" الذي يحتوي على جانب كبير من الإنسانية المتجسد في دور"زينب" الذي قمت به والذي قربني من الجمهور أكثر كممثلة.
كيف تقيمين وضع الفنان في المغرب؟
أعتقد أن وضع الفنان المغربي في الوقت الراهن، يسير شيئا ما في الاتجاه الصحيح، بحيث أصبحنا نتوفر على استوديوهات أكثر للتسجيل وأحدث التقنيات ونتوفر على قنوات عدة، بخلاف الماضي الذي كانت تحتكر فيه قناة وحيدة كل شئ، بما يعنيه ذلك من ضآلة في واقع تسجيل الأغاني والسهرات... وبفضل هذا التعدد والمنافسة الإعلامية، مكن الأغنية المغربية من فرض نفسها بقوة في العالم العربي بحيث أن جل الفنانين العرب بدأوا يتهافتون على أدائها... فقط يجب أن تكون لدينا قناة خاصة بالأغنية المغربية لإعطاء الفرصة للفنانين المغاربة لعرض أعمالهم بشكل جيد.