كانت الكلمة الإفتتاحية للأستاذ عبد الواحد برزوق، رئيس الجمعية الخيرية الإسلامية باليوسفية خلال افتتاح فقرات برنامج ليلة "ثقافة الإعتراف" شاملة لكل جوانب خارطة طريق العمل المؤسساتي في علاقة بجميع الشركاء الحاضرين، حيث قال: "أرحب بضيوفنا الأعزاء  القادمين من مختلف المدن، وأحيي ممثل عامل الإقليم والسلطات المحلية والتعاون الوطني وفعاليات المجتمع المدني، كما أشد بحرارة على كل القطاعات التي تقدم خدماتها لمؤسسة الرعاية الاجتماعية دار الأطفال اليوسفية...واسمحوا لي باسمكم جميعا أن أنوه بكل المجهودات التي يقدمها أعضاء الجمعية والطاقم الإداري والتربوي بدار الأطفال".

 وأورد في حديثه أمام الحضور قائلا: "يجب علينا الرفع من إيقاع برامج العمل الثقافية والتربوية والاجتماعية الهادفة، والتي تساهم في صقل مواهب بناتنا وأبنائنا دون التفريط في التحصيل الدراسي ومواكبة العملية التربوية بشكل لصيق لتحقيق هدف النتائج المتوخاة، وهذا لعمري هو دورنا جميعا في بناء المجتمع من خلال الاستثمار في الإنسان".

ورقة الفيلم الوثائقي "المغرب وحركة التحرر الإفريقية"

في ورقته التقديمية للفيلم الوثائقي "المغرب وحركات التحرر الإفريقية" أمام جمهور غفير حج لقاعة "سكيلز التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط يوم الثلاثاء 21 نونبر 2023، للإطلاع على الحقائق التاريخية الموثقة بالصوت والصورة جاء في كلمة المنشط الثقافي والتربوي أحمد فردوس كون الإعلامي والصحفي والمخرج حسن البوهرتي: "اهتم وسعى جاهدا إلى التعرف كثيرا على ملف الصحراء المغربية، والبحث في المشاكل الحقيقية المرتبطة بالصراع بين المغرب والجزائر، ودول أخرى مثل ليبيا في سياقها التاريخي. وكونه مارس مهنة المتاعب (الصحافة)، قرر أن ينطلق في مشواره التوثيقي، حيث تمخض عن هذه الولادة الوثائقية باكورة أعماله سنة 2009 حول المسيرة الخضراء وهو فيلم تحت عنوان (عودة الغصون إلى الجذور) الذي لقي اهتماما واسعا باعتباره وثيقة تاريخية تساعد الجيل الحالي على فهم مسار القضية الوطنية من خلال المسيرة الخضراء".

وأشار معد الورقة أحمد فردوس في معرض حديثه بأن المخرج قام بإنجاز فيلمه الوثائقي "المغرب وحركات التحرر الإفريقي" سنة 2022، حيث اختار هذا الموضوع لأن له علاقة غير مباشرة بقضية الصحراء المغربية، مما دفعه للغوص والتعمق في ملف القضية الوطنية، على الصعيد الإفريقي، ليجيب على سؤال: "كيف أن بعض الدول اعترفت بجمهورية الوهم "البوليساريو"، وتنكرت لما قدمه المغرب، من خلال تواصله مع خبراء ومختصين في هذا الميدان...؟"

وأوضح في ورقته بأن المخرج من خلال هذا الفيلم الوثائقي تمكن من "أن يقرب المتلقي ويوضح جحود بعض الدول الإفريقية، حيث سافر إلى هذه الدول من أجل التعرف أكثر على الملف، وأن يلتقي شخصيات عايشت الفترة التاريخية وزاروا المغرب طلبا للدعم والمساندة. خصوصا الدعم الذي قدمه المغرب للجزائر على اعتبار أن الملك محمد الخامس كان الراعي الأول لجبهة التحرير الوطنية رغم الضغوطات التي كان يتلقاها من طرف فرنسا، فضلا عن الملك الحسن الثاني، بحكم أنهما لم يتقبلا التخلي عن مبدأ دعم الجزائر (قضية استقلال الجزائر هي قضية مغربية)."

واعتبر ذات المنشط أن الفيلم الوثائقي "وثيقة تاريخية لخصت مدة قرنين من الزمن، بدأ من مؤتمر برلين 1884 حول تقسيم إفريقيا، مرورا بالحروب التي قامت بها الدول الإفريقية من أجل التحرر، وكيف قام المغرب بعد الاستقلال بتبني هذه الحركات التحررية الإفريقية، وقدم لها كل الدعم والمساندة (المال وجوازات السفر والدفاع عنها في المحافل الدولية...) وكيف كان دائما وراء الضعفاء، وأوضح أيضا بأن الفيلم قد تناول سياسة الملك محمد السادس تجاه إفريقيا، وكيفية عودته إلى العائلة الإفريقية منذ 2017 (إرجاع كرسي الإتحاد الإفريقي)". وفي ختام ورقته التقديمية أكد على أن فيلم "المغرب وحركات التحرر الإفريقية" يعتبر بالنسبة للمخرج "من أعز أعماله الوثائقية التي قام بإنجازها، وله مكانة خاصة في قلبه لعدة أسباب، منها الرسالة الملكية التي توصلت بها بعد عرض الفيلم، حيث كانت محفزا قويا من أجل الاستمرار في عمله التوثيقي"

حفل تكريم بطعم الروابط الاجتماعية والإنسانية

تحولت قاعة العروض في ذلك المساء الثقافي والاجتماعي إلى فضاء تسطع فيه شمس الإنسانية، ومختبرا للبوح واستحضار ذكريات (نوستالجيا) الزمن الرفيع بمدينة منجمية كانت تحلم بالأفق الجميل لأبنائها وبناتها الذين اقتسموا كسرة الخبز والملح تحت سقف العائلة الكبيرة من نساء ورجال قدموا خدماتهم النبيلة دون كلل أو ملل.

حين تحدث منسق مجموعة قدماء دار الأطفال الأستاذ مصطفى لمسكور (مجموعة نزلاء خيرية حي العرصة سنوات السبعينيات) في كلمته عن ذاكرة المؤسسة الخيرية التي أقاموا بها خلال دراستهم التعليمية أشار إلى مضمون مبادرتهم الإنسانية والاجتماعية حيث تمنى أن يظل هذا اللقاء/المبادرة كمحطة سنوية وسُنَّة حميدة، تقتفي أثرها الأجيال اللاحقة حيث قال: "ارتأينا نحن مجموعة من نزلاء الخيرية خلال سنوات السبعينات من القرن العشرين القيام بتكريم نساء ورجال مؤسستنا/بيتنا العامر...التي كان لنا شرف الإقامة بها والإستفادة من تأطيرهم وعنايتهم وخدماتهم. وتأتي هذه المبادرة الإنسانية والتواصلية وعيا منا أنه من لم يشكر الناس لا يشكر الله...".

واعتبر مصطفى لمسكور في كلمته أن "هذا التكريم هو بالأساس معنوي ويهدف إلى إقرار الإعتراف بالجميل من جهة، ومن جهة أخرى وضع اللبنات الأساسية لإرساء جسور التواصل بين الأجيال وإعطاء المثل للأجيال اللاحقة لترسيخ القيم الإجتماعية وثقافة الاعتراف بالجميل وتعزيزها والتشبث بالأمل..".

في هذا السياق تم تكريم المرحوم الحاج الْمُخْتَارْ بُونَاصَرْ، وزوجته المرحومة لَالَّةْ رُقَيَّةْ الملقبة بـ "يَايَّا"، والحاج الزَّاكِي، والطباخة لَالَّةْ حَدُّو، والإطار الْحَبِيبْ بَنْ جَحُّودْ، على اعتبار أن هذه الشخصيات قد تركت الأثر الطيب في نفوس قدماء نزلاء خيرية حي العرصة بمدينة اليوسفية خلال سنوات السبعينات من القرن العشرين. فضلا عن تكريم المنشط الثقافي والتربوي أحمد فردوس.

حفل فني أحيته مجموعة الشيخ الفنان جمال الزرهوني

قبل اعتلاء منصة الموسيقى والغناء من طرف الشيخ جمال الزرهوني، كان للجمهور موعدا مع حفل تكريم بطلة إفريقيا في رياضة التكوا ندو البطلة سكينة الصاحب من طرف الجمعية الخيرية الإسلامية باليوسفية، كالتفاتة رمزية لعطائها وحضورها الوازن في مختلف الملتقيات الدولية والإفريقية والعربية حيث تفاجئ الجمهور بتواجدها بين أحضانهم واهتزت القاعة بالتصفيقات تحية لها ولطاقمها التدريبي والتقني إن على المستوى المحلي أو الوطني.

 وقد تفاعل الجمهور عامة وبنات وأبناء مؤسسة الرعاية الاجتماعية دار الأطفال مع الأغنية الوطنية التي أداها الفنان جمال الزرهوني رفقة مجموعته الشابة تحت عنوان "لَكْوِيرَةْ هِيَّ لَحْدُودْ" في سياق الإحتفال بمناسبة عيد المسيرة الخضراء وعيد الإستقلال، حيث شاركه الجميع الغناء وترديد أبيات القطعة الشعرية/الزجلية اعتزازا وفخرا بأقاليمنا الصحراوية التي تعرف تنمية شاملة وعلى جميع المستويات وهذا ما ورد في نص أغنيته التي تقول بعض شذراتها:

لَكْوِيرَةْ هِيَّةْ لَحْدُودْ

وَزِيدِي يَالَمِّيمَةْ زِيدِي

زِيدِي رَا لْعَسْكَرْ تَمَّةْ

وَحَاضِي لَبْلَاد أَخُويَا وَحَاضِي لَعْدُو لَيْدُوزْ

كِي لَعْدُو كِي غِيرُوا وَلِّي دَارْ اَلْعَارْ يَقَدْ بِيكْ

مَنْ الشَّمَالْ لِلْجَنُوبْ

كُلْ شْبَرْ عَنْدِي مَحْبُوبَ

وَحُبَّو فِي قَلْبِي مَكْتُوبْ

وَنْتَا إِمْتَى نَاوِي تُّوبْ

يَالِّي شِيطَانُوا غَرْ بِيهْ

وُمَازَالْ كَيَضْحَكْ عْلِيهْ

كِي لَعْدُو كِي غِيرُوا وَلِّي دَارْ الْعَارْ يَقَدْ بِيكْ

الشَّمَالْ بْلَادْ الْجَمَالْ

فِ شَّرْقَ الْخَيْرْ وَالرّْزَقْ

وَالْغَرْبْ شْحَالْ كَيَعْجَبْ

وَالْجَنُوبْ مَا نْفَرَّطْ فِيهْ

وَاخَّا طِّيحْ الرُّوحْ عْلِيهْ

كِي لَعْدُو كِي غِيرُوا وَلِّي دَارْ الْعَارْ يَقَدْ بِيكْ

يَاكْ الْمُدوُنْ بْنِينَاهَا

وَالسُّدُودْ شَيَّدْنَاهَا

وَالصَّحْرَى نَمِّينَاهَا

وَالرَّايَةْ عَلِّينَاهَا

وَأنْتَ بْقَى غَا حَاضِيهْ

إِلَى عَنْدَكْ شِي سِيرْ قَضِيهْ

كِي لَعْدُو كِي غِيرُوا وَلِّي دَارْ الْعَارْ يَقْدْ بِيكْ

الصَّحْرَى شْحَالْ كَنَبْغِيكْ

بِدَمِّي وَرُوحِي نَفْدِيكْ

عْطَاكْ رَبِّي مَلِكْ

كَيْحَبَّكْ وَيْمُوتْ عْلِيكْ

لَحْكَامَةْ مَشْهُودَةْ لِيهْ

وَشَعْبُو كُلُّوا يَبْغِيهْ

كِي لَعْدُو كِي غِيرُوا وَلِّي دَارْ الْعَارْ يَقَدْ بِيكْ

وَنْكُولْهَا آخِرْ مَرَّةْ

عْلَى الصَّحْرِى مَا بْقَاتْ هَضْرَةْ

الصَّحْرَى مَغْرِبِيَّةْ

وَغَا تَبْقَى مَغْرِبِيَّةْ

فِي قَلْبِي دِيمَا هِيَّةْ

وَلِّي بْغَا يَدِّيهَا لِيَّةْ

غِيرْ بِيهْ ولَّا بِيةْ

كِي لَعْدُو كِي غِيرُوا وَلِّي دَارْ الْعَارْ يَقَدْ بِيكْ

غَا تَبْقَى مَنْ جَدْ لِلْوَلْدْ

مَحْرُوسَةْ مَنْ يَدْ لَلْيَدْ

وَأنَتَيَا جِيتِي لِضَدْ

غِيرْ عْمَى وْصَايْكُوا لَحْسَدْ

نَتْحَدَّاكْ شِي نْهَارْ تْكَدْ

تَدِّي شْبَرْ مَنْ هَاذْ الأَرْضْ

الله يْشَافِيكْ مَنْ هَاذْ الْمَرْضْ

كِي لَعْدُو كِي غِيرُوا وَلِّي دَارْ الْعَارْ يْقَدْ بِيكْ

الْخَاوَةْ حْنَا مَّالِيهَا

وَالْعْدَاوَةْ نْكَدُّوا بِيهَا

هَارَا يْدِيكْ هَاكْ يِدِّيَا

نَطْفُوا لَغْيَارْ نْدِيرُوا النِّيَّةْ

رَا الْخَاوَةْ حَدْهَا الدَّنْيَةْ

رْجَعْ يَخُويَا الله يَهْدِيكْ

رَا خُّوتَكْ مَا يْضِيقُوا بِيكْ

رَا حَكْمَةْ وَتْكَالَتْ زْمَانْ

الله يَرْحَمْ سِيدْ الْحَسَنْ

وَاخَّا يْكُونْ ذَنْبَكْ عْظِيمْ

رَا الْوَطَنْ غَفُورْ رَحِيمْ

كِي لَعْدُو كِي غِيرُوا وَلِّي دَارْ الْعَارْ يَقَدْ بِيكْ

لَمِّيمَةْ صَحْرَاوِيَّةْ

ارْتَاحِي يَا لَمِّيمَةْ وَهْنَايْ

وَزِيدِي وَتْعَنَّايْ

عْلَى بْلَادَكْ تْهَنَّايْ

رَا الْقَافِلَةْ سَرَّاتْ

قَاصْدَةْ الصَّحْرَى بِالذَّاتْ

رَا الْعَسْكَرْ فِي الْكَرْكَرَاتْ

عَسْكَرْ سِيدِي سْلَاحَو سْرِيعْ

عَسْكَرْ سِيدِي قَلْبُوا شْجِيعْ

عَسْكَرْ سِيدِي بَابُو مْنِيعْ