مهما بلغ الإنسان من العلم ما بلغ سيظل يؤمن بالخرافات والشعوذة والدجل، وأن القطط السوداء والغراب وأصحاب العيون الزرقاء والمرايا المكسورة ونهيق الحمير تمثل هذه الأمثلة وغيرها نماذج لأشياء يتجنبها البعض؛ اعتقادًا منهم أنها تجلب الحظ السيئ، وعلى الجانب الآخر تمسك البعض بأشياء أخرى مثل التمائم والحروز وغيرها كي تجلب لهم الحظ الجيد، والطامة الكبرى أن هذه الخرافات التي لا أساس لها من الصحة يؤمن بها ويتساوى فيها المثقف والجاهل والذكر والأنثى ورجل الدين وعالم الذرة
ولهذا أتعجب من بعض المثقفين ودكاترة في الجامعات وقضاة وأطباء وأساتذة؛ بل وشيوخ ودعاة وأئمة مساجد وحفظة القرآن الكريم يتسابقون مع الجهلة على زيارة بعض المشعوذين والسحرة والكهان طمعا في جلب بعض الحاجيات الدنيوية، كالظفر بوظيفة أو السفر إلى الخارج أو الزواج بأوروبية أو النجاح في امتحان ما، أو الظفر بخبزة باردة كما يقول أهل المغرب " اللهم رزقنا خبزة باردة" فالإسلام تنبه إلى هذه الأمور والخرافات والشعوذة والدجل وقاومها بشدة وحرمها تحريما باتا، وفي هذا السياق قال عليه الصلاة السلام "من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ. " رواه أبو داود .
الصادق العثماني/ البرازيل