الجمعة 7 فبراير 2025
مجتمع

شيشاوة: لماذا لم تستمر الجمعية الخيرية الإسلامية في تدبير مرفق النقل المدرسي وتقديم التغذية للتلاميذ؟

شيشاوة: لماذا لم تستمر الجمعية الخيرية الإسلامية في تدبير مرفق النقل المدرسي وتقديم التغذية للتلاميذ؟

طرحنا هذا السؤال في جريدة "أنفاس بريس" وسنحاول الإجابة عليه والتحقق مما يروج في أوساط المتتبعين لتدبير الشأن المحلي، "كون أن رئيس الجمعية الخيرية الإسلامية بشيشاوة بصفته نائبا لرئيس المجلس الإقليمي وعضوا بالجماعة الترابية لشيشاوة، قد التف على مضمون دورية وزير الداخلية (عدد 1854 D بتاريخ 17 مارس 2022)"، والتي توضح بجلاء حالة تنازع المصالح بين الجماعات الترابية ومؤسساتها وهيئاتها وأحد أعضاء مجالسها.

وحسب أهل الإختصاص فقد جاءت هذه الدورية للقطع مع سلوكات بعض المنتخبين بالجماعات الترابية الذين يجمعون في نفس الوقت بين عدة مهام ومسؤوليات جماعية وجمعوية تتنازع فيها المصالح حيث اعتبرها المشرع خرقا سافرا لمقتضيات المذكرة السالفة الذكر، وما يترتب عن ذلك من آثار قانونية تقتضيها مثل هذه الوضعية (مباشرة عملية العزل من الجماعة الترابية من طرف عمال الأقاليم)؟

موقف رئيس الجمعية الخيرية الإسلامية بشيشاوة

قضية هذا الملف حسب ما يتداوله الرأي العام المحلي بشيشاوة تتعلق بوضعية أحد أعضاء الجماعة الترابية بشيشاوة ونائبا لرئيس المجلس الإقليمي بعمالة إقليم شيشاوة من خلال مذكرة وزير الداخلية، بحكم أنه يشغل منصب رئيس الجمعية الخرية الإسلامية بشيشاوة ويدبر ثلاثة مؤسسات للرعاية الاجتماعية (دور الطالب والطالبة) تستقبل ما يقارب 600 مستفيد ومستفيدة.

في اتصال هاتفي برئيس الجمعية الخيرية الإسلامية بشيشاوة حاتم اعمارة أكد لجريدة "أنفاس بريس" أنه فعلا عضو بالجماعة الترابية لشيشاوة ونائبا لرئيس المجلس الإقليمي علاوة على أنه رئيس مركز تصفية الكلي ورئيس جمعية القنص. واعتبر أن الجمع بين هذه المسؤوليات الجمعوية وكونه منتخبا لا يشكل بالنسبة إليه أي مشكل على مستوى حكامة التدبير والتسيير.

عن سؤال لجريدة "أنفاس بريس" فيما يخص المنح المخصصة لمؤسسات الرعاية الاجتماعية من لدن الجماعة الترابية والمجلس الإقليمي، أوضح رئيس الجمعية الخيرية الإسلامية حاتم اعمارة بأنه لم يحرم تلامذة التعليم (ما يقارب 200 تلميذ) القاطنين بالأحياء البعيدة عن المؤسسات التعليمية بمدينة شيشاوة، (لم يحرمهم) من النقل بواسطة حافلتين مخصصتين لهذا الغرض.

 وشدد في هذا السياق بقوله على أن تدبير مرفق النقل هو من اختصاص المجلس الإقليمي، وقد تم تفويته لجمعية أخرى بمدينة شيشاوة (جمعية النور) واستفادتها من المنحتين مخصصة للجمعية الخيرية الإسلامية.

وحسب تصريحه للجريدة فإنه لم يرفض منحة الجماعة الترابية أو منحة المجلس الإقليمي بل أن تلك المنحة (10 مليون سم) تم تخصيصها لجمعية النور لتدبير مرفق النقل بالحافلتين المخصصتين لنقل المتمدرسين نحو مؤسساتهم التعليمية ذهابا وإيابا. (4 ملايين منحة المجلس الإقليمي و6 ملايين جماعة شيشاوة). وأورد في حديثه بأن حرصه على الإنخراط في العمل الجمعوي والإجتماعي لا يتناقض مع كونه عضوا منتخبا.

هذا ما يتداوله الرأي العام المحلي

وحسب ما يتداوله الرأي العام المحلي بشيشاوة بخصوص حرمان تلامذة المؤسسات التعليمية من النقل والتغذية، على اعتبار أنهم يقطنون بأحياء بعيدة عن مركز المدينة، فقد كانت المؤسستين المنتخبتين اللتين ينتمي إليهما رئيس الجمعية الخيرية الإسلامية (الجماعة الترابية والمجلس الإقليمي) قد رصدت منح للجمعية الخيرية الإسلامية قصد تدبير ملف نقل تلامذة الأحياء البعيدة عن مدينة شيشاوة عبر حافلتين خصصتا لهذا الغرض من لدن المؤسسات المنتخبة، فضلا عن تخصيص وجبة الغذاء اليومية للتلاميذ والتلميذات تحت سقف مؤسسات الرعاية الاجتماعية في سياق محاربة الهدر المدرسي وتقريب الخدمة الإنسانية والإجتماعية لفائدتهم (ن).

في هذا السياق أكدت مصادر جريدة "أنفاس بريس" أن المنحة التي خصصت لهذا العمل الاجتماعي والإنساني من طرف الجماعة الترابية لشيشاوة كانت تقدر بحوالي عشرة مليون سم (10 ملايين سم)، وبسبب مذكرة وزير الداخلية فضل رئيس الجمعية الخيرية الإسلامية الإستغناء عن منحة الجماعة الترابية برسم سنة 2022 /2023 مقابل تفويت خدمة النقل لجمعية أخرى، في حين أن التلاميذ حرموا من وجبة الغذاء وأصبحوا يتنقلون عبر الحافلة لبيوتهم بعد مغادرة الدراسة في الفترة الصباحية والعودة إليها للحصة المسائية.

وانطلاقا من هذه المعطيات يطرح المتتبعون للشأن المحلي سؤال: كيف يمكن والحالة هاته أن تتقبل الجهات الوصية هذا السلوك الذي أجهز على حق التلميذات والتلاميذ في التغذية والإستقرار الآمن تحت سقف مؤسسات الرعاية الاجتماعية خصوصا خلال فصل الشتاء وتبعاته؟ فضلا عن سؤال لماذا لم تستمر الجمعية الخيرية الإسلامية في تدبير مرفق النقل والتغذية لفائدة التلاميذ وما السبب وراء ذلك؟.

 إن قرار تفويت مرفق النقل لجمعية أخرى بدل الجمعية الخيرية الإسلامية بشيشاوة كان سببا ـ حسب رأي العديد من المتتبعين ـ في نقص مبلغ منحة الجماعة الترابية (من 10 إلى 4 مليون سم)، والنقص أيضا من مبلغ منحة المجلس الإقليمي (من 10 إلى 6 مليون سم).

ويروج في الأوساط المحلية سؤال يتطلب جوابا واضحا في هذا الشأن: "ألا يعتبر قرار تفويت مرفق النقل والتخلي عن التغذية، والنقص من مبالغ المنح المخصصة لمؤسسات الرعاية الاجتماعية دور الطالب والطالبة بمدينة شيشاوة إلتفافا على دورية وزير الداخلية والتي توضح بجلاء حالة تنازع المصالح بين الجماعات الترابية ومؤسساتها وهيئاتها وأحد أعضاء مجالسها المنتخبة؟".