الأحد 24 نوفمبر 2024
جالية

أول مقبرة إسلامية في ألمانيا يشرف عليها المسلمون

أول مقبرة إسلامية في ألمانيا يشرف عليها المسلمون سمير بوعيسى ومشهد نموذجي لمقبرة اسلامية في مدينة فوبرتال
أخيرا اعتمد طلب الحصول على رخصة تجهيز مقبرة إسلامية يتولى إدارتها المسلمون في مدينة فوبرتال الواقعة غربي ألمانيا بولاية شمال الراين فيستفاليا، فبعد انتظار طويل أعلن رئيس مجلس إدارة جمعية مقابر المسلمين في فوبرتال، سمير بوعيسى، عن قرب انطلاق تجهيز المقبرة الإسلامية  في المدينة التي يقطنها أكثر من ثلاثين ألف مسلم. فحسب بوعيسى الذي يرأس أيضا الفرع الولائي للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، فإن مشروع تجهيز المقبرة التي سوف تستوعب ألفي جثة وتوفر المكان للغسل، وأداء صلاة الجنازة قد اقترب من دخوله حيز التنفيذ، حيث يتوقع بوعيسى أن يكون جاهزا العام المقبل، معربا عن ارتياحه من موقف المسؤولين الداعم للمشروع.
وقد كان بوعيسى ذو الأصول المغربية ورئيس قسم شؤون الموظفين في بلدية المدينة قد أسس مع مجموعة من نخبة المدينة الجمعية الآنفة الذكر من أجل تحقيق هذا الهدف الذي يعتبر إحدى اللبنات الأساسية لبناء مواطنة حقيقية، لا ينشغل فيها جزء من المواطنين بشكل مستمر بالبحث عن مكان يدفنون فيه بعد مماتهم بطريقة تتوافق مع تعليمات دينهم. 
 وقد كان مقررا أن ينطلق التجهيز سنة 2018 م، ولكنه تعثر حسب المختصين لسببين رئيسيين، أولها التمويل، والثاني يرتبط بقابلية المكان المختار. وتأتي هذه الخطوة من المسؤولين في إطار التوجه العام لحكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا، التي يعيش فيها نحو مليون مسلم، ويتم السعي فيها إلى تسهيل شأن الدفن الإسلامي، ففي هذا الإطار تم تغيير القانون المتعلق بالدفن في التابوت سنة 2014، حيث تم التنازل عن إلزاميته، على أن يتم ذلك تحت إشراف جمعية إسلامية، مما قوى موقف جمعية مقابر المسلمين في فوبرتال وعزمها على المضي قدما  للحصول على ترخيص لإقامة مقبرة للمسلمين بالمدينة يتولون إدارتها بأنفسهم. 
وتتجلى أهمية تجهيز هذه المقبرة في كونها تحقق مجموعة من مطالب المسلمين التي يأتي على رأسها الحق في حيازة القبر للأبد، والدفن بدون تابوت، خصوصا وأن رغبة الأجيال الحاضرة من المسلمين في الدفن في ألمانيا بجانب أقاربهم تتصاعد، وأن الأعداد الكبيرة من اللاجئين في السنوات العشر الأخيرة تستبعد أن تتوفر لها فرصة للدفن في بلادها الأصلية. 
كما أن وجود مقابر إسلامية يتولاها المسلمون سوف يخفف العبء على البلديات التي كان عليها أن توفر هذه الحاجة للمسلمين في ظل العجز الذي تعرفه أماكن الدفن التي تقع في حدود مسؤوليتها عن استيعاب جثامين المسلمين. 
ويبقى التحدي الأكبر بعد تجهيز المقبرة، والحصول على حقي الدفن بدون تابوت، وحيازة القبر بشكل دائم هو تمويل صيانتها، حيث يرجح المتابعون أن يتم الاعتماد على اللجوء إلى جمع التبرعات، خصوصا وأن المدينة أعلنت أن ذلك من مهام المشرفين عليها، كما لدى الديانات الأخرى.