الخميس 6 فبراير 2025
مجتمع

تعديل مدونة الأسرة.. هذه أبرز الإصلاحات المطلوبة

تعديل مدونة الأسرة.. هذه أبرز الإصلاحات المطلوبة
ستة‭ ‬أشهر،‭ ‬هي‭ ‬المهلة‭ ‬التي‭ ‬منحها‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬لحكومة‭ ‬أخنوش،‭ ‬ومن‭ ‬خلالها‭ ‬اللجنة‭ ‬المكلفة‭ ‬بمراجعة‭ ‬المدونة،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رفع‭ ‬المقترحات‭ ‬بشأن‭ ‬تعديل‭ ‬مدونة‭ ‬الأسرة‭ ‬التي‭ ‬عمرت‭ ‬قرابة‭ ‬العشرين‭ ‬سنة‭.‬

وبالموازاة‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬ورش‭ ‬إصلاح‭ ‬مدونة‭ ‬الأسرة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وضع‭ ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬اللجنة‭ ‬التي‭ ‬ستشرف‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الإصلاح‭ ‬الذي‭ ‬طالما‭ ‬طالبت‭ ‬به‭ ‬الفعاليات‭ ‬الحقوقية‭ ‬والنسائية‭ ‬وكذا‭ ‬المحاميات‭ ‬والمحامين،‭ ‬يتواصل‭ ‬النقاش‭ ‬العمومي‭ ‬عبر‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬عبر‭ ‬حملات‭ ‬تافهة‭ ‬في‭ ‬عمومها،‭ ‬وموجٍهة‭ ‬للرأي‭ ‬العام‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬روح‭ ‬فكرة‭ ‬الإصلاح‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬اعتبرت‭ ‬فتيحة‭ ‬شتاتو،‭ ‬المحامية‭ ‬بهيئة‭ ‬الرباط‭ ‬أن‭ ‬النقاشات‭ ‬غير‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬تعرفها‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬مع‭ ‬ذوي‭ ‬الاختصاص،‭ ‬واللجنة‭ ‬المكلفة‭ ‬بمباشرة‭ ‬هذا‭ ‬الورش،‭ ‬ليست‭ ‬بريئة،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬توجيهات‭ ‬«فارغة»‭ ‬للانسياق‭ ‬وراء‭ ‬نقاشات‭ ‬«عقيمة»‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬العدالة‭ ‬التي‭ ‬نرجوها‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬لصالح‭ ‬الأسرة‭ ‬ككل‭. ‬

وأفادت‭ ‬المتحدثة‭ ‬ذاتها‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لجريدة‭ ‬«الوطن‭ ‬الآن»‭ ‬أن‭ ‬الممارسة‭ ‬الفعلية‭ ‬لمضامين‭ ‬مدونة‭ ‬الأسرة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اعتبارها‭ ‬سنة‭ ‬2004‭ ‬حدثا‭ ‬تاريخيا‭ ‬بارزا،‭ ‬أبانت‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الثغرات‭ ‬والاختلالات،‭ ‬بل‭ ‬ظهرت‭ ‬أيضا‭ ‬فراغات‭ ‬قانونية‭. ‬وبالتالي‭ ‬يجب‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬النواقص‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إصلاحها‭ ‬أو‭ ‬تعديلها‭ ‬أو‭ ‬«مراجعتها»،‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الرسالة‭ ‬الملكية‭ ‬لصالح‭ ‬الأسرة‭ ‬ككل‭.‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬الثغرات‭ ‬التي‭ ‬تعتري‭ ‬مدونة‭ ‬الأسرة‭ ‬«تضيف‭ ‬شتاتو»،‭ ‬النيابة‭ ‬القانونية،‭ ‬أو‭ ‬الولاية‭ ‬على‭ ‬الأبناء‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬المقتضيات‭ ‬التمييزية‭ ‬بين‭ ‬الزوجين،‭ ‬حيث‭ ‬تحرم‭ ‬منها‭ ‬المرأة‭ ‬رغم‭ ‬مصادقة‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬«سيداو»،‭ ‬والبروتوكول‭ ‬الاختياري،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬اعتبار‭ ‬المدونة‭ ‬نفسها‭ ‬أن‭ ‬رعاية‭ ‬الأبناء‭ ‬مسؤولية‭ ‬متساوية‭ ‬بين‭ ‬الرجل‭ ‬والمرأة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يتبخر‭ ‬خلال‭ ‬الممارسة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬ففي‭ ‬حال‭ ‬كانت‭ ‬الأم‭ ‬هي‭ ‬الحاضنة،‭ ‬فأي‭ ‬إجراء‭ ‬إداري‭ ‬هو‭ ‬مرتبط‭ ‬بموافقة‭ ‬الأب‭.‬

وطرحت‭ ‬المتحدثة‭ ‬ذاته‭ ‬مشكل‭ ‬"تزويج‭ ‬الطفلات‭ ‬الذي‭ ‬صار‭ ‬ظاهرة،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬حددت‭ ‬فيه‭ ‬مدونة‭ ‬الأسرة‭ ‬سن‭ ‬الزواج‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬18‭ ‬سنة،‭ ‬منحت‭ ‬للقاضي‭ ‬السلطة‭ ‬التقديرية‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬بزواج‭ ‬القاصر،‭ ‬فصار‭ ‬الاستثناء‭ ‬قاعدة،‭ ‬مما‭ ‬يسفر‭ ‬عن‭ ‬آثار‭ ‬وخيمة‭ ‬للقاصرات‭ ‬اللواتي‭ ‬يجدن‭ ‬أنفسهن‭ ‬مطلقات،‭ ‬وأمهات‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬لازلن‭ ‬يحتجن‭ ‬فيه‭ ‬لرعاية‭ ‬الأم،‭ ‬يحدث‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬دستور‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬المصلحة‭ ‬الفضلى‭ ‬للأطفال،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬مصادقة‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭..‬،‭ ‬مما‭ ‬يستوجب‭ ‬منع‭ ‬اغتصاب‭ ‬الطفولة‭ ‬تحت‭ ‬أي‭ ‬مبرر‭ ‬كان»‭.‬

الفصل‭ ‬القانوني‭ ‬الخاص‭ ‬بتعدد‭ ‬الزوجات،‭ ‬أيضا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تعديل‭ ‬جذري‭ ‬بحسب‭ ‬عضو‭ ‬منظمة‭ ‬النساء‭ ‬التجمعيات،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬انتهاك‭ ‬صريح‭ ‬لحقوق‭ ‬المرأة،‭ ‬والذي‭ ‬صار‭ ‬قاعدة‭ ‬عوض‭ ‬كونه‭ ‬استثناء،‭ ‬بحيث‭ ‬فشلت‭ ‬مسطرة‭ ‬تبوث‭ ‬الزوجية‭ ‬في‭ ‬جمع‭ ‬شتات‭ ‬الأطفال‭ ‬خارج‭ ‬الزواج‭ ‬بسبب‭ ‬التحايل‭ ‬على‭ ‬القانون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تسريع‭ ‬مسطرة‭ ‬التعدد،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬النفسية‭ ‬للزوجة،‭ ‬سيما‭ ‬مع‭ ‬سوء‭ ‬تقدير‭ ‬القضاء‭ ‬للفصل‭ ‬الاستثنائي‭ ‬المتعلق‭ ‬بالتعدد‭.‬

وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬توقفت‭ ‬فتيحة‭ ‬شتاتو‭ ‬عند‭ ‬مسألة‭ ‬ثبوت‭ ‬النسب،‭ ‬ووسائل‭ ‬الإثبات‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬الخبرة‭ ‬الجينية،‭ ‬«حيث‭ ‬هناك‭ ‬تناقض‭ ‬بين‭ ‬كون‭ ‬حماية‭ ‬الطفولة‭ ‬هي‭ ‬مسؤولية‭ ‬للدولة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الخبرات‭ ‬الجينية‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬تفعيلها،‭ ‬مما‭ ‬يضيع‭ ‬حقوق‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬نتاجا‭ ‬لعلاقات‭ ‬غير‭ ‬موثقة،‭ ‬أو‭ ‬زواج‭ ‬الفاتحة،‭ ‬حيث‭ ‬تتحمل‭ ‬المرأة‭ ‬كل‭ ‬المسؤولية‭ ‬مما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬الهشاشة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬فيما‭ ‬يفلت‭ ‬الطرف‭ ‬الثاني‭ ‬"الرجل"‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬ومن‭ ‬المحاسبة‭ ‬أيضا‭.‬

وفي‭ ‬حديثها‭ ‬عن‭ ‬الإشكالات‭ ‬التي‭ ‬تعترض‭ ‬مسطرة‭ ‬معالجة‭ ‬النزاعات‭ ‬الأسرية‭ ‬أمام‭ ‬القضاء،‭ ‬أفادت‭ ‬المحامية‭ ‬شتاتو‭ ‬أن‭ ‬تعدد‭ ‬أنواع‭ ‬الطلاق‭ ‬له‭ ‬نصيب‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬الطلاق،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬تراجع‭ ‬القيم،‭ ‬والتربية‭ ‬والتعليم‭..‬،‭ ‬وأوضحت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬أن‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بنوعين‭ ‬من‭ ‬مساطر‭ ‬الطلاق‭ ‬«الاتفاقي‭ ‬والتطليق‭ ‬للشقاق»،‭ ‬مع‭ ‬جعل‭ ‬مسألة‭ ‬الصلح‭ ‬القضائي‭ ‬مؤسساتية،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬القضاة‭ ‬غير‭ ‬مختصين‭ ‬في‭ ‬تفعيل‭ ‬مسطرة‭ ‬الصلح،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬كثرة‭ ‬الملفات‭ ‬التي‭ ‬تأخذ‭ ‬وقتا‭ ‬طويلا‭ ‬للبت‭ ‬فيها‭.‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬المواضيع‭ ‬التي‭ ‬ترى‭ ‬الفاعلة‭ ‬الحقوقية‭ ‬تعديلها،‭ ‬تقسيم‭ ‬الممتلكات‭ ‬بين‭ ‬الأزواج،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تفعيل‭ ‬مسألة‭ ‬الكد‭ ‬والسعاية،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬عمل‭ ‬الزوجة‭ ‬داخل‭ ‬البيت‭ ‬وتحمل‭ ‬تربية‭ ‬الأبناء‭ ‬العناية‭ ‬بالأسرة‭ ‬كاملة‭ ‬هو‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬تعيلها‭ ‬النساء‭.‬

وقالت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد:‭ ‬«يجب‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬بيت‭ ‬الزوجية‭ ‬من‭ ‬الموروث،‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬وفاة‭ ‬الزوجة‭ ‬يصير‭ ‬الإرث‭ ‬حقا‭ ‬للأبناء‭ ‬والزوج،‭ ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬توفي‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬يعود‭ ‬للزوجة‭ ‬والأبناء»‭.‬

وأفادت‭ ‬أن‭ ‬الفصل‭ ‬400‭ ‬من‭ ‬مدونة‭ ‬الأسرة‭ ‬يتضمن‭ ‬إشكالا‭ ‬كبيرا،‭ ‬ويتناقض‭ ‬مع‭ ‬الفصل‭ ‬399،‭ ‬الذي‭ ‬يبيح‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬اجتهادات‭ ‬الفقه‭ ‬المالكي،‭ ‬وهنا‭ ‬يختلف‭ ‬الفقهاء،‭ ‬وتصدر‭ ‬بذلك‭ ‬أحكاما‭ ‬متناقضة،‭ ‬وهي‭ ‬المسألة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يوضع‭ ‬لها‭ ‬حد،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وضع‭ ‬نصوص‭ ‬واضحة‭. ‬

وعن‭ ‬الجدل‭ ‬الذي‭ ‬يحاول‭ ‬البعض‭ ‬إثارته‭ ‬بخصوص‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬الإرث،‭ ‬أكدت‭ ‬فتيحة‭ ‬شتاتو‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬النقاشات‭ ‬سابقة‭ ‬لأوانها،‭ ‬حيث‭ ‬المشكل‭ ‬الحقيقي‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتعصيب،‭ ‬حين‭ ‬يشارك‭ ‬العم،‭ ‬أو‭ ‬ابن‭ ‬العم‭..‬بنات‭ ‬أخيه‭ ‬في‭ ‬الإرث‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬الولد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نعتبره‭ ‬حيفا‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬النساء‭.‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬طالبت‭ ‬ليلى‭ ‬أميلي،‭ ‬رئيسة‭ ‬جمعية‭ ‬«أيادي‭ ‬حرة»،‭ ‬بمدونة‭ ‬حقيقية‭ ‬للأسرة،‭ ‬تكون‭ ‬واضحة،‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬التأويلات،‭ ‬ولصالح‭ ‬جميع‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة،‭ ‬مع‭ ‬الأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬المصلحة‭ ‬الفضلى‭ ‬للطفل‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬شددت‭ ‬ليلة‭ ‬أميلي‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لجريدة‭ ‬«الوطن‭ ‬الآن»،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬البنود‭ ‬التي‭ ‬تتضمنها‭ ‬مدونة‭ ‬الأسرة‭ ‬تجاوزها‭ ‬الزمن،‭ ‬وبالتالي‭ ‬«نطالب‭ ‬كفعاليات‭ ‬حقوقية‭ ‬بتعديل‭ ‬ومراجعة‭ ‬شاملة‭ ‬للمدونة،‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬التجزيء،‭ ‬أو‭ ‬الحلول‭ ‬الترقيعية»‭ ‬مشددة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬كان‭ ‬واضحا‭ ‬في‭ ‬طلب‭ ‬تعديل‭ ‬شامل‭ ‬لمدونة‭ ‬الأسرة،‭ ‬كما‭ ‬أشادت‭ ‬بمضامين‭ ‬الرسالة‭ ‬الملكية‭.‬

وأفادت‭ ‬عضو‭ ‬«شبكة‭ ‬ربيع‭ ‬الكرامة»‭ ‬أن‭ ‬ملف‭ ‬تزويج‭ ‬القاصرات،‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الملفات‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تعديل‭ ‬شامل،‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬تبقى‭ ‬الطفلات‭ ‬عرضة‭ ‬للهدر‭ ‬المدرسي،‭ ‬وعرضة‭ ‬للاستغلال‭ ‬المجتمعي،‭ ‬مشددة‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تحديد‭ ‬سن‭ ‬18‭ ‬سنة‭ ‬للزواج،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مدونة‭ ‬الأسرة‭ ‬صار‭ ‬تزويج‭ ‬الطفلات‭ ‬هو‭ ‬القاعدة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬استثناء‭ ‬فيما‭ ‬قبل‭.‬

وزادت‭ ‬ليلى‭ ‬أميلي‭ ‬قائلة: "مطلبنا‭ ‬الأساسي‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الحضانة‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الطلاق‭ ‬بيد‭ ‬الأم‭ ‬بشكل‭ ‬مطلق،‭ ‬دون‭ ‬تقييد‭ ‬بأخذ‭ ‬الأبناء‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬تجديد‭ ‬حياتها‭ ‬الزوجية،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يمكن‭ ‬للطليق‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بحضانة‭ ‬الأبناء‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬تزوج،‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬حق‭ ‬للأم‭ ‬من‭ ‬حرمان‭ ‬طليقها‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬أبنائه‭ ‬حسب‭ ‬القانون،‭ ‬والمهم‭ ‬هو‭ ‬المصلحة‭ ‬الفضلى‭ ‬للطفل»‭.‬

وحسب‭ ‬المتحدثة‭ ‬ذاتها،‭ ‬موضوع‭ ‬الولاية‭ ‬القانونية‭ ‬من‭ ‬المواضيع‭ ‬المؤرقة‭ ‬أيضا،‭ ‬أمهات‭ ‬يجدن‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬تنقيل‭ ‬أبنائهم‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬تعليمية‭ ‬لأخرى‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬الأب،‭ ‬وهذا‭ ‬حيف‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمرأة‭.‬

رئيسة‭ ‬جمعية‭ ‬«أيادي‭ ‬حرة"‭ ‬توقفت‭ ‬أيضا‭ ‬عند‭ ‬ملف‭ ‬اقتسام‭ ‬الممتلكات‭ ‬وتفعيل‭ ‬مبدأ‭ ‬الكد‭ ‬والسعاية‭ ‬بين‭ ‬الزوجية،‭ ‬كقاعدة‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬تبخيس‭ ‬المجهودات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬يبذلها‭ ‬الزوجة‭ ‬داخل‭ ‬بيت‭ ‬الزوجية،‭ ‬ومساهمتها‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬الأسرة‭ ‬ماديا‭ ‬ومعنويا،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تعديل‭ ‬المادة‭ ‬49‭ ‬من‭ ‬مدونة‭ ‬الأسرة‭ ‬التي‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬«لكل‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬الزوجين‭ ‬ذمة‭ ‬مالية‭ ‬مستقلة‭...‬غير‭ ‬أنه‭ ‬يجوز‭ ‬لهما‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تدبير‭ ‬الأموال‭ ‬التي‭ ‬ستكتسب‭ ‬أثناء‭ ‬قيام‭ ‬الزوجية‭ ‬بالاتفاق‭ ‬على‭ ‬استثمارها‭ ‬وتوزيعها،‭ ‬ويضمن‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬في‭ ‬وثيقة‭ ‬مستقلة‭ ‬عن‭ ‬عقد‭ ‬الزواج»‭. ‬وأكدت‭ ‬أن‭ ‬التنصيص‭ ‬بإدراج‭ ‬هذا‭ ‬البند‭ ‬في‭ ‬وثيقة‭ ‬مستقلة‭ ‬عن‭ ‬عقد‭ ‬الزواج،‭ ‬وعدم‭ ‬التنصيص‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬المدونة،‭ ‬يجعل‭ ‬روح‭ ‬هذا‭ ‬النص‭ ‬بدون‭ ‬قيمة،‭ ‬حيث‭ ‬هناك‭ ‬نساء‭ ‬تساهمن‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬جميع‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬تربية‭ ‬الأبناء،‭ ‬وتعليمهم،‭ ‬وخدمتهم،‭ ‬لكن‭ ‬يضيع‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬التعب،‭ ‬وتحتسب‭ ‬الثروة‭ ‬للزوج‭ ‬فقط،‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬الأخذ‭ ‬بمبدأ‭ ‬الكد‭ ‬والسعاية‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬التنصيص‭ ‬عليه‭ ‬قانونيا‭.‬