الجمعة 7 فبراير 2025
كتاب الرأي

فؤاد زويريق: السرقة والنصب في زمن الكوارث أخطر من الكارثة نفسها

فؤاد زويريق: السرقة والنصب في زمن الكوارث أخطر من الكارثة نفسها فؤاد زويريق
عندما نزع رجل الدراجة اللقمة من فمه وتبرع بها وهو في أمس الحاجة إليها، لم يدر في خلده بأنها لن تصل إلى وجهتها الصحيحة، وعندما تحملت السيدة العجوز معاناة الطريق بسبب سنها كي تتبرع هي أيضا بقنينة زيت، لم تتصور بأن هبتها ستستقر بين أيادي اللصوص بدل الضحايا، لأنهما ومعهما المغاربة كلهم على يقين بأن الإنسانية والنبل هما اللذان يسودان في مثل هذه الظروف، وأن المغاربة اعتادوا على تغليب جانبهم الخيّر أثناء الأزمات، لكن رغم ذلك تظهر فينا دائما وكأي مجتمع آخر في العالم حفنة من منعدمي الضمير، أولئك الذين يستغلون هذه الكوارث للتربح والتكسب، فكل أولئك المجرمين الذين تصلنا أخبارهم هذه الأيام، لم يسرقوا بسبب العوز والحاجة، بل بسبب الطمع والجشع، وهؤلاء أخطر على الأمن والإستقرار والسلم الاجتماعي، فهم مجموعة من السماسرة وتجار المآسي ويستحقون أشد العقاب، وعلى كل من صادف واحدا منهم أن يبلغ عنه الدرك أو الشرطة. يقينا أن هذه الظاهرة ليست جديدة فتاريخ الكوارث سجل ظهورها في كل العصور والأزمنة، لكن يبقى من واجب المجتمع بكل فئاته التصدي لها ومحاربتها البارحة وليس غدا حتى لا يأمن الجناة العقاب ويتكاثروا.
 قانونيا يعتبر وقوع السرقة وقت الكوارث جناية أي أنها تتحول من سرقة عادية إلى سرقة موصوفة، وبالتالي ينتقل الفعل الجرمي في هذه الحالة من جنحة إلى جناية، وعليه فعلى النيابات العامة أن تفعل الفصل 510 من القانون الجنائي الذي ينص صراحة وبكل وضوح على التشديد وقت الكوارث، ونحن اليوم نعيش كارثة تستلزم ظروف التشديد هذه، يقول الفصل 510 من القانون الجنائي المغربي: "يعاقب على السرقة بالسجن من خمس إلى عشر سنوات إذا اقترنت بواحد من الظروف الآتية:
- استعمال العنف أو التهديد به أو تزي بغير حق بزي نظامي أو انتحال وظيفة من وظائف السلطة.
- وقوعها ليلا.
- ارتكابها من شخصين أو أكثر.
- استعمال التسلق أو الكسر أو استخدام نفق تحت الأرض أو مفاتيح مزورة أو كسر الأختام، حتى ولو كان المكان الذي ارتكبت فيه السرقة غير معد للسكنى، أو كان الكسر داخليا. 
- ارتكاب السرقة في أوقات الحريق أو الانفجار أو الانهدام أو الفيضان، أو الغرق أو الثورة أو التمرد أو أية كارثة أخرى. 
- إذا وقعت السرقة على شيء يتعلق بسلامة وسيلة من وسائل النقل، الخاص أو العام. "