يحلّل مبارك أوتشرافت رئيس منتدى "إفّوس" للديمقراطية وحقوق الانسان ما حصل من حرائق بواحات طاطا في الآونة الأخيرة والذي أتى على عدد غير يسير من الهكتارات التي تلم مزارع أهالي الواحات ونخيلهم".
وشدّد أوتشرافت، في حوار مع "أنفاس بريس"، أنه "ينبغي على الساكنة المتضررة المطالبة بالتحرك والعمل المشترك والاشتغال على الإلتقائية في بلورة وإعداد برامج ومشاريع لفائدة الواحات لجبر الضرر الفردي والجماعي، وفي الآن نفسه النهوض بالواحات من خلال ضخ استثمارات عمومية لتحقيق التنمية والعدالة الإجتماعية بهذه المناطق من ربوع الوطن". وفي ما يلي نصّ الحوار:
بداية كيف تقرأ ما يحصل من حرائق في الآونة الأخيرة، آخرها في واحتي "أديس" و"تزكي"؟.
هذه الحرائق متوقعة مع مطلع كل صيف ، ولقد راسلنا السيد العامل المحترم في شأن مآل اتفاقية الشراكة الموقعة صيف السنة الماضية بتاريخ 09/05/2023، وفي معرض جوابه أكد على عمله مع الشركاء لاستكمال التوقيعات الشركاء على الإتفاقية في أقرب الآجال.
ما عرفته واحة أديس في الأسبوع الماضي أعاد إلينا ضرورة التخطيط والتدبير التوقعي للمخاطر، حيث رغم المجهودات المبذولة وتعاون الساكنة، إلا أن الظروف المناخية، وخاصة ريح الشركي لم تسمح بالتغلب عليها بسرعة، حيث التهمت النيران العديد من النخيل، و تقدر مساحة الحريق أزيد من 08 هكتارات حسب مصادرنا بعين المكان.
ما عرفته واحة أديس في الأسبوع الماضي أعاد إلينا ضرورة التخطيط والتدبير التوقعي للمخاطر، حيث رغم المجهودات المبذولة وتعاون الساكنة، إلا أن الظروف المناخية، وخاصة ريح الشركي لم تسمح بالتغلب عليها بسرعة، حيث التهمت النيران العديد من النخيل، و تقدر مساحة الحريق أزيد من 08 هكتارات حسب مصادرنا بعين المكان.
لماذا فشل المغرب في مواجهة هاته الحرائق رغم وجود وكالة وطنية لتنمية مناطق الواحات من المفروض أن تكون مساهمة في درء وتقليل مخاطر وأضرار هاته الحرائق إلى جانب شركاء آخرين؟.
لا يمكن الحديث عن الفشل ، بل يمكن الحديث عن ضعف التخطيط والتوقع، بمعنى مستوى التدخلات ينقصها النجاعة والفعالية، لأن الخطير في الأمر هو المدة التي تستغرق لإطفاء الحرائق، ينبغي أن لا تطول أكثر، و السرعة في الإطفاء بوسائل وتقنيات حديثة ملائمة. كما تطرح مسألة غياب نظام استشعار ويقظة ضد الحرائق، بما يمكن من التدخل الحاسم منذ اللحظة الأولى لبداية الحريق.
يتبين أنه ليس هناك اهتمام في واقع الأمر..اتفاقيات توقع واجتماعات تنعقد.. ولقاءات وندوات بتوصيات على الورق، فيما الضحايا هم الساكنة ومحاصيلهم وممتلكاتهم وثروة البلاد تفتقد؟.
ليس صحيحا ذلك ، كل هذه الدينامية ضرورية ومهمة ، في اتخاذ القرارات المناسبة ، ما ينقص هو التفعيل بسبب البطء وتعدد الشركاء في الاتفاقيات، الشيء الذي يخلف ردود فعل متباينة ، لهذا يرجى إعادة النظر في التخطيط والبرمجة والتدبير بما يتلاءم مع الواقع بإشكالاته المعقدة والمفاجئة احيانا.
المنتخبون شبه مغيبون في ما يحصل، إلى جانب الوقاية المدنية التي ما تزال إمكانياتها محدودة أمام شساعة المساحات وحصيصها من الموارد واللوجستيك؟.
قد يلاحظ ذلك من طرف البعض، ولكن رؤساء الجماعات في مقدمة المشاكل المحلية دون وسائل وموارد بشرية مؤهلة وإمكانيات مالية لاقتناء الوسائل وتأطير الساكنة والمتطوعات والمتطوعين ، لذا من هذا المنبر أطلب تمكين الجماعات بدون استثناء من ميزانيات محترمة، وتخصيص غلاف مالي سنوي لتدبير المخاطر والكوارث. أما رجال الوقاية المدنية هم في حاجة إلى تحفيزات لما يبدلونه من مجهودات جبارة لإخماد الحرائق المتكررة وغير ذلك، فضلا عن ضرورة ملائمة الوسائل مع الوسط الواحاتي، ودعم التجهيزات، مع العمل على إحداث نقط ومراكز جديدة الوقاية المدنية بكل دائرة على الأقل.
ما المدخل لتجاوز هذا الوضع الذي لم تشفع معه مطالب وجهتموها ومذكرات رفعتموها وتجاوب واقعي حصل في الميدان؟.
المدخل لتجاوز هذا الوضع هو الأخذ بعين الاعتبار هذه المطالب الملحة، وعدم الاستهانة بذلك. لهذا ينبغي على الساكنة المتضررة المطالبة بالتحرك والعمل المشترك والاشتغال على الإلتقائية في بلورة وإعداد برامج ومشاريع لفائدة الواحات لجبر الضرر الفردي والجماعي، وفي الآن نفسه النهوض بالواحات من خلال ضخ استثمارات عمومية لتحقيق التنمية والعدالة الإجتماعية بهذه المناطق من ربوع الوطن.